حين يحين الموعد، يكونون فيه على أهبة الاستعداد، يحدوهم الشوق بمداه، في انتظار اللقاء، لقاء لا يرون فيه حبيبهم ماثلا أمامهم إلا من خلف جدار زجاجي حاجز بينهم، يمنعهم من احتضانه أو حتى لمسه والاقتراب منه، كل ما يرونه جسدا بعيد المنال يكاد لا يبين، وصوتًا يسمع همسًا، وثقوبًا صغيرة يتعذر كبيرها أن تتسع لأصغر اصبع أن تدخل بين ثناياه.
هكذا هو حال الموقوفين البحرينيين في سجن الحوض الجاف، وما يحدث بينهم وبين أهاليهم أثناء الزيارات الدورية، معاناة تسردها مئات العوائل البحرينية.
تقول زوجة أحد الموقوفين: «لدي أربعة أبناء أكبرهم عمره اثنا عشر عامًا وأصغرهم أربع سنوات، لا ينعمون باحتضان أبيهم يتحسسون هذا الجدار، ويتمنون أن يزال ليرتموا في أحضانه لتقبيله، أما أصغرهم فيقضي وقته وهو يبحث في الثقوب عن أكبرها ليحشر إصبعه الأصغر ليقبله والده» هكذا تمر ساعتهم ليكون حالهم كمن يذهب إلى الماء ليرتوي فيرجع أشد عطشا.
هي شكوى تتكرر لدى جميع الأسر البحرينية ممن لديها موقوف في سجن الحوض الجاف، فقد نقلت مجموعة منهم إلى صحيفة «الوسط» استياءهم من الحواجز الزجاجية، والمنشور في عدد يوم الأحد الماضي (21 فبراير/ شباط 2016)، قولها «أفقدت الزيارة من مضمونها وهدفها الأساسي، الزيارات في ظل وجود الحواجز الزجاجية لا تختلف تماماً عن الاتصالات الدورية التي يجريها الموقوفون عبر مركز الاتصال، ما يعني أن الاكتفاء في هذه الحالة بالاتصال عوضاً عن تجشم عناء الحضور والتفتيش وغيرها من الأمور أفضل بكثير، ولاسيما أن الإضافي في الأمر مجرد صورة الموقوف أمامك فقط»، في حين أن مجموعة منهم قاموا بالتواصل ومخاطبة الأمانة العامة للتظلمات ولكن دون جدوى ليبقى الحال كما هو عليه. فإن كان الخوف من إدخال اي ممنوعات فان التفتيش المسبق ووجود كاميرات المراقبة الأمنية والشرطة كفيل بمنع ذلك، لكن أن يكون ذلك سبباً في منع التواصل الجسدي بين الموقوف وأهله المقربين من الدرجة الاولى فهو إمعان في القسوة لكل الطرفين.
الأصل في الإنسان حريته، وهي جزء متأصل في كرامته، وعدم امتهانها، لذلك فالسجن يعتبر عقوبة مقيدة للحرية، يخضع لها الإنسان لارتكابه ما يخل بالقانون، لكن ذلك لا يعني أن يكون السجن ذا طبيعة مؤلمة، لذلك فإن المرء داخل السجن ينبغي أن تقدم إليه الخدمات التي يحتاج إليها بما فيها الاتصال المباشر بأهله، وكل ما يتعلق بكرامة الإنسان هو حق يخوله القانون بغض النظر عن نوع الجريمة، وهذا الأمر اشارت إليه كل المواثيق الدولية وفي طليعتها الإعلان العالمي لحقوق الانسان (1948) والاتفاقية الدولية للحقوق المدنية والسياسية (1966) والاتفاقية الدولية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (1966) وغيرها من الإعلانات الدولية الخاصة بحماية الأشخاص الخاضعين للسجن، وقبلهم بكثير القرآن الكريم في قوله تعالى «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا» (الإسراء: 70).
إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"العدد 4919 - الأربعاء 24 فبراير 2016م الموافق 16 جمادى الأولى 1437هـ
حسبي الله ونعم الوكيل الي يحرمون أمهات وأباء من احتضان اولادهم ولدي عمره 15 سنة ولا استطيع حتي السلام علية بالأيدي أو احتضان فهل نحن في دولة عربية
انزين مو كانه اهم خربو على روحهم
استغرب من عديمي الانسانية، سنفترض جدلا انه ليس معتقل رأي و انه عليه تهمة معينة، هل هذا يبيح حرمانه من حقوقه و التواصل الماشر مع ذويه، ثم اذا كان هذا هو ردك لماذا تتباكون على حال المسجونيين في دول أخرى و لا تقول انهم " خربوا على روحهم" ام انها طائفيتك البغيضة تمنعك من قول الحقيقة و تعمي عينك و حقدك الأسود جردك من انسانيتك؟
ومادا عن الحواجز الزجاجيه العازله بين الموظفين والمراجعين في بعض الإدارات الحكوميه . هده أيضا مهينه ومقززه كما لو كان المواطن يطلب حسنه من الموظف . هده بعض متبقيات العهد التركي العثماني في الدول العربيه . اتمني ازالتها فورا .
ولدي الصغير كان مخبي مطرقة صغيرة في ثيابه زين شفته قبل لا نطلع من البيت لزيارة والده الموقوف في الحوض الجاف .. يوم سألته ليييش قعد يصيح ابي أحضن بابا .. حسبنا الله وكفى
طريقة مهينة ومشينة وليس لها علاقة ببني البشر . البحرين البلد الذي برهن شعبه ان حقوق الانسان أكذوبة تتلاعب بها الانظمة الكبرى لتزيل ...وتضع آخر وتدعم نظام وتحارب آخر