العدد 4919 - الأربعاء 24 فبراير 2016م الموافق 16 جمادى الأولى 1437هـ

بوتين يبحث وقف إطلاق النار في سورية مع العاهل السعودي والرئيس الإيراني

تباحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأربعاء (24 فبراير/ شباط 2016) مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الإيراني حسن روحاني الذي تدعم بلاده دمشق، بشأن وقف إطلاق النار المُعلَن في سورية.

وأعلن الكرملين في بيان «أن العاهل السعودي رحّب بالاتفاق المبرم» بشأن وقف إطلاق النار. كما ذكر روحاني وبوتين بـ «أهمية العمل المشترك الذي تقوم به روسيا وإيران في إطار تسوية الأزمة السورية، وخصوصاً في القتال الشرس ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وجبهة النصرة والتنظيمات الإرهابية الأخرى التي أدرجت على اللائحة السوداء لمجلس الأمن الدولي».

يأتي ذلك، فيما قال مسئول الإغاثة بالأمم المتحدة، ستيفن أوبراين إن المنظمة الدولية نفذت أول عملية إسقاط لمساعدات من الجو على مدينة دير الزور السورية أمس وشملت 21 طناً من المواد الإغاثية لمدنيين يحاصرهم تنظيم «داعش».


الجيش الروسي يعلن بدء التباحث بشأن وقف إطلاق النار مع مجموعات معارضة

بوتين يتشاور مع العاهل السعودي والرئيس الإيراني بشأن سورية

موسكو، دمشق - أ ف ب

تباحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأربعاء (24 فبراير/ شباط 2016) مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الإيراني حسن روحاني الذي تدعم بلاده دمشق، بشأن وقف إطلاق النار المعلن في سورية.

وأعلن الكرملين في بيان «أن العاهل السعودي رحب بالاتفاق المبرم» بشأن وقف إطلاق النار. كما ذكر روحاني وبوتين بـ «أهمية العمل المشترك الذي تقوم به روسيا وإيران في إطار تسوية الأزمة السورية، وخصوصاً في القتال الشرس ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وجبهة النصرة والتنظيمات الإرهابية الأخرى التي أدرجت على اللائحة السوداء لمجلس الامن الدولي».

وتأتي هذه المشاورات الهاتفية بعيد اتصال بين بوتين والرئيس السوري بشار الأسد أكد فيه الأخير الاستعداد لاحترام وقف إطلاق النار بين النظام والمعارضة. كذلك، تشاور بوتين هاتفياً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن «الوضع في الشرق الأوسط»، بحسب بيان للكرملين الذي لم يشر تحديداً إلى النزاع السوري.

يأتي فيما كثفت كل من الولايات المتحدة وروسيا ضغوطهما على حلفائهما لضمان تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار في سورية يدخل حيز التنفيذ منتصف ليل غد (الجمعة)، وتبقى التساؤلات قائمة حوله لاسيما بسبب تعقد الوضع الميداني واستثناء المجموعات المتشددة منه.

وخلال محادثة هاتفية أمس، أكد الرئيس السوري لنظيره الروسي استعداده لتطبيق الاتفاق الأميركي الروسي بشأن «وقف الأعمال القتالية»، وفق ما أفاد الكرملين. وجاء في بيان الكرملين أن الأسد «أكد بصورة خاصة أن الحكومة السورية على استعداد للمساهمة في تنفيذ وقف إطلاق النار»، وانه اعتبر أن الهدنة المرتقبة تشكل «خطوة مهمة نحو تسوية سياسية للنزاع».

ولكن الرئيس الأميركي باراك أوباما بدا حذراً لدى الحديث عن هذه الهدنة أثناء استقباله الملك عبدالله الثاني عاهل الأردن. وقال أوباما «نحن حذرون للغاية بشأن رفع التوقعات حيال هذا». وأضاف «الوضع على الأرض صعب... لكننا رأينا تقدما متواضعا خلال الأسبوع الماضي في ما يتعلق بضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المهددين».

وأضاف «إذا لاحظنا خلال عدة أسابيع مقبلة تراجع العنف بدرجة ما عندها سيشكل ذلك أساساً لوقف إطلاق نار أطول في الشمال وفي الجنوب على حد سواء وسيتيح لنا التحرك باتجاه انتقال سياسي سيكون ضرورياً لإنهاء الحرب الأهلية في سورية».

وفي موسكو أعلن الجيش الروسي أنه باشر التباحث مع مجموعات معارضة في خمس محافظات سورية بشأن وقف لإطلاق النار. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال ايغور كوناشنكوف في بيان أن عسكريين روسا «يعملون مع ممثلي المجموعات (المعارضة) في مناطق مختلفة من محافظات حماة وحمص واللاذقية ودمشق ودرعا»، من دون أن يحدد هويات هذه المجموعات. وأكد المتحدث إنه «تم توقيع وثائق وقف إطلاق النار» في بلدتي برج الإسلام والغنيمة اللتين تسيطر عليهما القوات الحكومية في محافظة اللاذقية.

وبحسب وزارة الدفاع الروسية اتصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري مساء أمس بنظيره الروسي سيرغي لافروف «لبحث بنود عملية (وقف إطلاق النار) التي تتطلب تنسيقاً وثيقاً لجهود البلدين، بما في ذلك في الميدان العسكري». غير أن الجنرال الروسي أشار إلى أن «الاتفاق الروسي الأميركي لا يعجب الجميع... وخصوصاً في شمال سورية حيث تواصل تركيا قصف قرى حدودية سورية بالمدفعية الثقيلة انطلاقا من أراضيها». ودعت واشنطن بدورها الفصائل المقاتلة إلى احترام وقف إطلاق النار.

وفيما تتكثف الجهود الدولية للدفع في اتجاه الالتزام بالهدنة، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري يوم الثلثاء عن وجود خطة بديلة لدى واشنطن في حال لم تكن موسكو ودمشق جادتين في التفاوض على انتقال سياسي.

ونددت دمشق بتصريحات كيري، محملة واشنطن وحلفائها مسئولية اندلاع الأزمة في البلاد، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الخارجية.

ميدانياً، تواصلت المعارك في سورية أمس. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل ثمانية مدنيين، بينهم طفلان، وإصابة ثلاثين آخرين بجروح في غارات يرجح أنها روسية على مدينة أريحا في الريف الجنوبي لمحافظة إدلب الواقعة تحت سيطرة الفصائل الإسلامية والمقاتلة وبينها «جبهة النصرة» في شمال غرب البلاد.

وألقت الأمم المتحدة أمس بنجاح أولى المساعدات الإنسانية من الجو في مدينة دير الزور المحاصرة من تنظيم «داعش» في شرق سورية. وقال مسئول عمليات الإغاثة في الأمم المتحدة ستيفن اوبراين إن الشحنة تألفت «من 21 طنا من المؤن».

ويأتي ذلك بعد أسبوع على إدخال عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والطبية إلى مناطق عدة محاصرة في سورية، تنفيذاً لاتفاق ميونيخ بين الدول الكبرى الذي نص على إيصال المساعدات ووقف إطلاق النار.

العدد 4919 - الأربعاء 24 فبراير 2016م الموافق 16 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً