العدد 4918 - الثلثاء 23 فبراير 2016م الموافق 15 جمادى الأولى 1437هـ

ارتفاع مستوى المحيطات يسجل أعلى وتيرة منذ 3 آلاف عام

ارتفع منسوب المحيطات في القرن الأخير بوتيرة أسرع بثلاث مرات مما كان عليه في الثلاثة آلاف سنة الماضية، بسبب الاحترار المناخي، وفق دراسة.

فبين العامين 1900 و2000، ارتفعت مياه البحار والمحيطات على كوكب الأرض حوالى 14 سنتيمتراً، بفعل ذوبان الجليد وخصوصاً في القطب الشمالي، وفق ما قال باحثون في دراسة نشرتها "مجلة الأكاديمية الأميركية للعلوم". وجاء في الدراسة التي أعدها خبراء في المناخ انه لولا ارتفاع حرارة الأرض منذ الثورة الصناعية، لكان ارتفاع منسوب البحار عند نصف ما هو عليه الآن.

وقال الباحث في جامعة روتغرز في نيوجيرزي روبرت كوب، حسبما ذكرته صحيفة "الحياة" نقلاً عن وكالة الأنباء الفرنسية، إن "القرن الأخير كان استثنائياً مقارنة مع الثلاثة آلاف سنة الماضية، وازدادت وتيرة ارتفاع مياه المحيطات في السنوات العشرين الماضية".

وبحسب الدراسة التي استندت الى مقاربة احصائية جديدة توصل اليها الباحثون في جامعة هارفرد، انخفض منسوب البحار ثمانية سنتيمترات بين العام ألف و1400 للميلاد، وهي الحقبة التي انخفضت فيها حرارة الكوكب 0.2 درجة. وقال كوب "من المدهش أن يكون ذاك التغير في منسوب البحار ناجماً عن هذا الانخفاض الطفيف في الحرارة آنذاك". أما اليوم، فإن حرارة الأرض أعلى بدرجة مئوية كاملة مما كانت عليه في آخر القرن التاسع عشر.

ولمعرفة تغيرات منسوب البحار في السنوات الثلاثة الاف الماضية، كان على العلماء ان يجمعوا بين البيانات الجيولوجية ومؤشرات ارتفاع مياه البحار مثل أرصفة الشعاب المرجانية والمواقع الأثرية التي طمرتها المياه على مدى قرون. واستند العلماء أيضاً إلى بيانات مدونة عن حركات المد البحري في 66 موقعاً، على مدى 300 عام.

وبالعودة الى التقديرات الدقيقة لتغير منسوب البحار في السنوات الثلاثين الماضية، تمكن العلماء من التوصل إلى النموذج الذي بنوا عليه خلاصاتهم. إذ توصلوا إلى أن مستوى المحيطات "قد يرتفع بين 51 سنتيمتراً و1.3 متر في القرن الحالي، إن واصل العالم الاعتماد على مصادر الطاقة الأحفورية"، علماً بأن 195 دولة أقرت في الثاني عشر من ديسمبر/ كانون الأول، اتفاقاً في باريس يرمي إلى الحد من ارتفاع حرارة الأرض عند مستوى درجتين فقط مقارنةً مع ما كانت عليه قبل الثورة الصناعية. وينبغي أن تسفر الالتزامات التي قدمتها الدول عن إلغاء تدريجي لاستخدام الفحم والوقود، وفي حال تم الايفاء بها كلها، فإن ارتفاع منسوب البحار قد يراوح بين 24 و60 سنتيمتراً، وفقاً للدراسة.

وقال أستاذ علوم المحيطات في معهد بوتسدام في ألمانيا، ستيفان رامشتورف "تؤكد هذه المعطيات الجديدة مرةً أخرى أن هذه المرحلة من ارتفاع حرارة الأرض ليست طبيعية لأنها ناتجة عن الغازات المسببة لمفعول الدفيئة". ونشر تقرير آخر أمس قال معدّوه إن "الاحترار المناخي مسؤول عن ثمانية آلاف فيضان أصاب سواحل الولايات المتحدة الشرقية منذ العام 1950". وقال الباحثون في التقرير إن المناطق الساحلية المأهولة، والتي تقع على مستوى البحر أو أدنى منه، هي الأكثر عرضةً إلى الفيضانات، لا سيما منطقة خليج شيكسبير على ساحل الولايات المتحدة الشرقي".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:59 م

      عن الشلخ من كان عايش من ثلاثة مئة سنة حق هالحسبة. ومن متى اتفقوا على القياسات إلا في العصر الحديث.

اقرأ ايضاً