أسقط أعضاء بمجلس النواب غصن الزيتون وأشعلوا شرارة خلافات بينهم وبين زملائهم في مجلس الشورى متهمين إياهم بتعطيل العمل التشريعي، وذلك بعد أن أعلن الأخير (المجلس) عبر رئيسه علي الصالح عدم عقد جلسة يوم الأحد المقبل. وعبّر نواب في جلستهم أمس الثلثاء (23 فبراير/ شباط 2016)، عن استيائهم مما وصفوه «تعطيلاً» للمشروع الإصلاحي من قبل الشوريين في «شهر الميثاق» وهو شهر فبراير، مطالبين إياهم بعرض ما أنجزوه وما قدموه خلال الفصل التشريعي الحالي، ومقارنته بما قدمه مجلس النواب.
وجاءت هذه الاتهامات والاستياء من بعض النواب، في الوقت الذي غضب النائب أحمد قراطة من ذلك، مطالباً بـ «لوم أنفسنا أولاً قبل لوم الآخرين»، مستشهداً ببيت الشعر «نعيبُ زماننا والعيب فينا... وما بزماننا عيب سوانا».
قصة الاستياء من مجلس الشورى، بدأت بالنائب جمال بوحسن، وانتهت برئيس لجنة المرافق العامة والبيئة النائب عادل العسومي، الذي حمّل رئيس مجلس النواب أحمد الملا مسئولية تعرض رئيس «الشورى» للنواب، معتبراً أن ذلك مخطط له، وخصوصاً أنها ليست المرة الأولى التي يحصل فيها شح في المشاريع.
وجاء غضب النواب على الشوريين في بند الرسائل الواردة من الحكومة، وهو ما اعتبره النائب محمد العمادي خروجاً عن اللائحة الداخلية، وقال مخاطباً الرئيس الملا: «منذ بداية الفصل احترمنا قرارك بعدم التحدث خارج جدول الأعمال، بعد أن كان يسمح بذلك في الفصول التشريعية السابقة في الأمور المهمة، ونحن لدينا موضوعات كثيرة تهم المواطنين وخارج جدول الأعمال، والآن رغم أهمية الموضوع، أجد أن انتقائية في هذه الموضوعات، وأنا أؤيد كل الكلام الذي قاله النواب، ويمسني شخصياً».
ومع بداية جلسة النواب أمس، قال النائب جمال بوحسن بالقول: «طالعتنا الصحف بالأمس (يوم الاثنين) بتصريح رئيس مجلس الشورى بخصوص عدم انعقاد جلسة مجلس الشورى الأسبوع المقبل بسبب شح القوانين، ولا أدري ما مغزى هذا التصريح وفي هذا الزمان، والبلد والمنطقة تمر بأزمة سياسية واقتصادية».
واعتبر أن «هذا التصريح لا يخدم السلطة التشريعية والمجلس الوطني بغرفتيه الأولى والثانية». وأضاف «نحن سلطة تشريعية ويجب أن يكون هناك تعاون، ولا يضرب أحدنا الأخر. المجلس التزم الصمت بالكثير من الأمور، والآن يتم ضرب المجلس في الخلف، ويُطعن فيه، وهذا ليس من مجال التعاون. ونرى أن يتم التهدئة ويلتزم الجميع التهدئة من أجل من مصلحة الجميع».
أما النائب خالد الشاعر، فاستهجن تصريح رئيس مجلس الشورى بشأن تعطيل جلسة الشورى المقبلة بسبب شح المشاريع، مؤكداً أن في تاريخ المجالس التشريعية لم تعطل جلسة واحدة من أجل شح مشاريع القوانين». واعتبر هذا التعطيل «لم ولن يصب في مصلحة المشروع الإصلاحي».
ورأى أن «تعطيل الجلسة له مآرب أخرى. يقولون لنا لا تضربون في الشورى، ونحن نرى أنهم يضربون فينا»، مشيراً إلى أن «رئيس مجلس الشورى عمل كوزير لمدة 16 سنة، ورئيس مجلس الشورى 12 عاماً، فهل هذا خلل في نظام المجلس؟».
وذكر أن الأسابيع الثلاثة الماضية تم فيها ضرب النواب، واتهامهم بتعطيل المشاريع، في حين أن مجلس الشورى لم يتعدَّ ما قدمه من تعديلات ومشاريع أصابع اليد».
ورأى أن إعلان تعطيل جلسة الشورى «عملية كان مخطط لها، وأنا أجزم بذلك، وحصلت في ليلة من ليالي الأسبوع الماضي، وذلك بعد أن قام أحد الشوريين بأخذ حجز للسفر، ولن يعودوا إلا في شهر 3»، مشيراً إلى أن «هناك أكثر من 20 مشروعاً بقانون لدى أدراج الشورى».
وخلص إلى أن «هذا تعطيل للمشروع الإصلاحي، نتمنى ألا يتكرر، وإلا سنقدم شكوى من النواب إلى جلالة الملك».
وبعد كلام النائب الشاعر، كان المقرر أن يتحدث النائب علي بوفرسن، إلا أن النائب أحمد قراطة طلب نقطة نظام، وقال فيها: «هذا الكلام لا يجوز، وغير مقبول أن نضرب في مجلس الشورى، ومجلس الشورى يضربون في النواب». ووجه لومه لهيئة المكتب بمجلس النواب، فهي «المسئولة عن جداول الأعمال، جدول النواب هزيل»، متسائلاً: «كم مشروع قانون تم سحبه وإرجاعه إلى اللجان؟ لنلوم أنفسنا قبل لوم الآخرين، فنحن نعيب زماننا والعيب فينا وما بزماننا عيب سوانا».
وخلال مداخلة قراطة طالب النائب جمال بوحسن منه ألا يَضربَ في مجلس النواب، فزاد غضب قراطة، وقال: «نحن لا نضرب المجلس، ولا نريد تطبيل، ممنوع التطبيل في هذا المجلس، لنعرض الحقائق»، وصفَقَ قراطة يده اليمنى باليسرى عندما قال: «لا نريد التطبيل».
وتساءل النائب جلال كاظم عمّا قدمه النواب خلال الفصل التشريعي، وقال: «نحن نعمل بكل مهنية لمصلحة الوطن والمواطن، وأنا نائب من 40 نائب، قدمت 13 مقترحاً بقانون، فماذا قدم مجلس الشورى؟»، مؤكداً على ضرورة العمل في «بوتقة واحدة». وتطلع إلى أن يهتم مجلس الشورى بـ «شأنه الداخلي».
وبعد مداخلة كاظم، أكد الرئيس الملا أنهم سيجاوزون كل التحديات، وسيعملون على مزيد من التعاون الإيجابي مع رئيس مجلس الشورى علي الصالح وأعضاء مجلس الشورى، مبيناً أنه لم يسمح للنواب بالتحدث في هذا الموضوع، وإنما في الرسائل الواردة، ومن حق كل نائب التحدث لمدة 5 دقائق.
وعلى الرغم من أن النواب استرسلوا في عرض الموضوعات المدرجة على جدول أعمالهم أمس، وانتهوا من بند الرسائل الواردة والأسئلة، إلا أن رئيس لجنة المرافق العامة والبيئة النائب عادل العسومي، الذي كان غائباً في بداية الجلسة وحضر بعد الانتهاء من بند الرسائل الواردة والأسئلة الموجهة للوزراء، رغم ذلك، طلب العسومي الحديث في بند المراسيم بقوانين، وعاد للحديث عن موضوع تأجيل جلسة مجلس الشورى، معتبراً أن ما قاله الرئيس الصالح يمس 30 نائباً جديداً في المجلس، مؤكداً أن «شح القوانين ليس أمراً جديداً بل إنه حدث سابقاً، ولم يتحدث الصالح عنها من قبل، ولكن الآن هناك تقصد وبرنامج، وألومك أنت يا رئيس المجلس فيما يحصل بمجلس الشورى».
وخاطب العسومي الملا قائلاً: «أنت دائماً تقول لا نريد التصادم مع الشورى، وآخرها كان في اجتماع هيئة المكتب يوم الأربعاء الماضي، عندما قلت لابد أن نصدر بياناً ونؤكد التعاون مع الشورى، وهذه نتائج البيان... أنت أخ عزيز وصديق، ولكن عندما أكون في المجلس أضع الصداقة في الخارج، وما يحدث لابد أن يوقف».
ووجه كلاماً للصالح بقوله «لن نتعرض لك أنك أوقفت بعض المشاريع... وإذا كانت لديك مشكلة خذ بشتك وتعال لرئيس المجلس وحل المشكلة».
وشدد على أنه سيدافع عن كل نائب، مطالباً الملا بإيصال هذه الرسالة إما للقيادة، أو أنه يذهب للصالح، ويبلغه بضرورة الالتزام بثوابت العلاقة بين المجلسين.
وأضاف «صحيح أننا نضرب بعضنا داخل المجلس، ولكن عندما يأتي الضرب من الخارج يجب أن نقف جميعاً».
وطالب الشوريين بإخراج المشاريع الموجودة في أدراجهم، ومن بينها «مشروع منع الخمور، ومشروع زيادة رواتب المواطنين».
العدد 4918 - الثلثاء 23 فبراير 2016م الموافق 15 جمادى الأولى 1437هـ
لو يبندون هل المجلس الي كله هوشات احسن.
ليش عوار الرس المجلس و البلدي هم لا يدش في جيسنه شي ولا احن نبي شي.