استقبل صرح الميثاق الوطني يوم أمس الأول (الاثنين) وفداً أوربياً مشتملاً على نواب من البرلمان الأوروبي إلى جانب عدد من أعضاء مجلسي الشورى والنواب البحريني.
وحضر من بينهم النائب الأول لمجلس النواب البحريني علي العرادي، والنائب عبدالله بن حويل، وعضو مجلس الشورى سوسن تقوي، ونانسي خضوري، وكذلك السفير الإيطالي والفرنسي في مملكة البحرين.
قام الوفد الأوروبي بزيارة المعرض الرئيسي لصرح الميثاق الوطني واطلعوا على محتواه الثقافي النوعي، والذي يعزز القيم البحرينية الأصيلة التي تنبثق من روح ميثاق العمل الوطني، وهي: الانفتاح، العطاء، الاحترام، الرؤية والأمانة.
وقد كانت الجولة بمعية المدير العام لصرح الميثاق الوطني خولة المهندي، التي استقبلتهم بتوضيح ماهية الميثاق وصرحه، واللحظة المهمة والفارقة التي أنشئ لأجلها صرح الميثاق في الـرابع عشر من فبراير/ شباط من العام 2011 قبل 15 عاماً، قالت: "إن هذا المكان من البحرين يمثل تخليداً واحتفاءً مستمراً بلحظة مضيئة مميزة للبحرين وأنهم يقفون الآن في المكان الذي يمثل تلك اللحظة العظيمة بين جدران نقش على كل منها أسماؤنا جميعاً".
وقالت المهندي: "قد تميزت البحرين منذ القدم بالانفتاح على الآخر من خلال التعايش مع البحر، وممارسة فنون التجارة، فبرع أهل البحرين في مد الجسور بينهم وبين الشعوب الأخرى واكتشاف المعرفة وتبادل الأفكار والثقافات على مستوى العالم، وهو ما كان يتطلب منا وحتى يومنا هذا قدرة فائقة على الانفتاح الفكري وتمييز ما هو ثمين وقيم، إلى جانب قدرة أخرى ألا وهي قدرة العطاء التي تميزت بها الشخصية البحرينية، وهي قدرة حققت للبحرين وشعبها سجلاً حافلاً من الإنجازات الوطنية في شتى الميادين والمجالات".
وأضافت: "عندما نذكر البحرين فإننا نذكر طيبة أهلها، وحسن تعاملهم مع الآخرين، ما يمثل الاحترام الذي عزز في أهل البحرين روح الوحدة باحتفائهم لتنوع واحترامهم للآخر. كل ذلك أتى من رؤية ثاقبة لقائد بدأ مشروعاً وطنياً إصلاحياً منذ عام 2001، شاركت فيه البحرين بمؤسساتها الرسمية والأهلية وأفرادها لأجل وطن يحقق أحلام الجميع ويعيننا على تحمل الأمانة ويحافظ على إرث مملكتنا الغالية؛ لأن هذا الوطن وما يحويه من تراث وثروات هو إرث الأجداد للأحفاد وأمانة غالية في أعناقنا، نؤديها بإخلاص لأنها تستحق منا ذلك".
كما تعرف الوفد الأوروبي على أجزاء ومكونات الصرح الوطني الأخرى وأهمها جدرانه التي نحتت عليها أسماء البحرينيين الذين شاركوا في صناعة اللحظة التاريخية، والذين بلغت نسبتهم 90.3% ويزيد عددهم على 220 ألف اسم.
كما أمضى الزوار ساعتين في التعرف على محتوى المعرض الرئيسي وأبدوا اهتماماً خاصاً بالوثائق التاريخية التي يعرضها الصرح وبفكرة الصرح وجماله وروعة تصميمه ونجاحه في الاحتفاظ بذاكرة وهوية الوطن وهذا ما يسعى الكثير من الدول الأوروبية لتحقيقه الآن وسط عصف من التغيرات والتبدلات الاجتماعية.
ويعد صرح الميثاق الوطني من أكبر الصروح الثقافية في المنطقة نوعا ومحتوى ثقافيا.
ويحسب للبحرين السبق في فكرته ومحتواه الثقافي والتوعوي التعليمي العالي وقيمه العربية والإسلامية الواضحة وتفرده برسائل إنسانية سامية موجهة إلى الزوار من جميع الأعمار لاسيما الأطفال أمل المستقبل وامتداد الحاضر.