جاء استقبال عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بحضور رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، في قصر الصخير اليوم الثلثاء (23 فبراير / شباط 2016) للممثل الشخصي لجلالة الملك رئيس الهيئة العليا للإعلام والاتصال سمو الشيخ عبد الله بن حمد آل خليفة وأعضاء الهيئة ووزير شئون الإعلام وشئون مجلسي الشورى عيسى الحمادي والنواب للعاملين في وزارة شئون الإعلام، ظهر اليوم، جاء ليؤكد حقيقتين مهمتين:
الأولى: قناعة القيادة المطلقة وإيمانها الراسخ بدور الإعلاميين البحرينيين الفاعل ليس فقط في الترويج للصورة الحضارية للمملكة ومنجزاتها التي حققتها وما زالت تحققها هنا وهناك، وإنما في إظهار الحقائق للكافة وتوضيحها للرأي العام بعيدا عن الإفراط والتفريط، الأمر الذي كان من شأنه أن يرسي إحدى دعائم تجربة البحرين الديمقراطية، وهي حرية الرأي والتعبير، التي انطلقت إلى آفاق رحبة مع بدايات المشروع الإصلاحي للعاهل المفدى قبل نحو عقد من الزمان، وما زالت تتواصل إلى الآن.
الحقيقة الثانية: تقدير القيادة لعطاء الاعلاميين كافة، ومباركتها لكل الجهود التي يبذلونها من أجل تنوير الرأي العام وإعلامه بالحقائق والمكتسبات والمنجزات الوطنية، ولمساهماتهم الكبيرة في تطوير العمل بمرافق أجهزة الإعلام المختلفة لتقوم بالعبء المناط بها على أكمل وجه، والذي ظهر بجلاء خلال السنوات الماضية بعد أن واجهت هذه الأجهزة مع مؤسسات الدولة بعضا من أعتى التحديات التي تواجه الدول، وهي الجهود التي جعلت من حقل الإعلام الوطني والعاملين به صرحا شامخا ومنارة يرنو إليها الجميع لمسؤولياته الوطنية الجسام التي يقوم بها بهدوء واتزان واعتدال وشفافية.
وواقع الأمر، أن حفل الاستقبال الذي تفضل برعايته الكريمة جلالة الملك بقصر الصخير اليوم (الثلثاء)، يعكس كم هو حجم ومستوى التكريم الكبير والتقدير السامي الذي يمكن أن يحظى به الإعلاميون البحرينيون في ظل المشروع الإصلاحي للعاهل ،خاصة أنه تم ولأول مرة، وفي ظل حضور واسع من كبار مسؤولي الدولة والمهتمين والمتخصصين تقدمهم رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.
بل ويمكن وصف هذا الحفل الكبير باعتباره ترجمة صريحة للدعم اللامحدود والمؤازرة الكبيرة التي تقدمها القيادة لكل ما من شأنه أن يبث وينهض بقيم الولاء والانتماء لأرض هذا الوطن الكريم، ورسالة مباشرة لكل من يهمه الأمر بأن مبادئ الوعي والمسؤولية التي يتبناها ويعمل بمقتضاها الإعلاميون البحرينيون هي السياج الحامي لأمن هذا الوطن واستقراره ومنجزات مواطنيه.
لذلك ليس بغريب أن يعرب جلالة العاهل في ثنايا كلمته التي ألقاها خلال حفل الاستقبال عن "تقديره البالغ" لتجاوب وتفاعل وسائل الإعلام البحرينية مع الاحتفالات الوطنية بذكرى الميثاق وغيرها التي تم الاحتفاء بها مؤخرا، مشيدا "بالدور الرائد للإعلام البحريني ورسالته الوطنية الهادفة في مساندة مسيرة الإصلاح والتحديث الوطنية".
ومن المهم هنا التأكيد على تلك الأمانة الثقيلة والمسؤولية الجسيمة التي حمَّلها العاهل للإعلاميين البحرينيين ليكونوا كالعهد بهم دوما وأبدا في مقدمة المدافعين عن حياض هذا الوطن وأمن أبنائه، وذلك وسط هذا الخضم المتلاطم الأجواء من التحديات والتهديدات التي تعصف بالمنطقة والعالم ككل سواء على الصعيد الأمني أو الاقتصادي.
ويمكن هنا الاستشهاد بما جاء في كلمة جلالة العاهل التي وصف فيها المسؤولية الملقاة على عاتق الرسالة الإعلامية بـ "الجسيمة"، لافتا إلى ما أسماه "الأطماع الخارجية المكشوفة والتدخلات المتكررة"، التي "تتربص بأمن واستقرار خليجنا العربي"، وتستدعي "مواصلة السير بقوة وثبات على طريق الاتحاد بين دولنا الشقيقة، كخيار يرسخ وحدة صفنا وقوة موقفنا في وجه كل طامع، ويحقق آمال شعوبنا المتحدة بإذن الله".
لقد حظي حفل الاستقبال والتكريم للإعلاميين البحرينيين باهتمام واسع، وذلك لأنه اعتبر بمثابة لحظة فارقة في تاريخ العمل الإعلامي البحريني، باعتباره الأول من نوعه، وتجسيد واضح لحسن ظن القيادة الرشيدة في الجهد الجبار الذي تبذله مؤسسات الإعلام الوطني والعاملين فيها، والذي كان له مردوده الإيجابي، ولا يمكن أن ينكره إلا الجاحدون، في زيادة مستوى وعي الشارع واتساع مداركه بشأن المستجدات المحلية والإقليمية والعالمية وكيفية التعاطي الأمثل معها.
وعبر جلالة العاهل عن ذلك بجلاء حينما أعرب عن اعتزازه بالدور الذي يتولاه الإعلام الوطني لإظهار ما تحقق على أرض الواقع من إنجازات، مثمنا بشكل أكثر خصوصية "مساعي منتسبي وزارة شئون الإعلام، الذين لم يألو جهداً في إيصال صورة البحرين المشرّفة وإعلاء اسمها ومكانتها في كافة الظروف"، خاصة ناحية جهودهم في تغطية المناسبات الوطنية الجليلة كالعيد الوطني وعيد الجلوس ويوم الشهيد ويوم قوة دفاع البحرين وذكرى ميثاق العمل الوطني ويوم المرأة البحرينية وغيرها.
إن تكريم جلالة الملك لدور الإعلام وللكوادر الإعلامية الوطنية الذين ساهموا بهمة ونشاط، كل في موقعه، في تثقيف وتوعية الرأي العام وإظهار الحقائق له، سيبقى ويظل برهانا ساطعا على حرص القيادة على توفير كل مقومات الانطلاق للعمل الإعلامي، ومساندته الدائمة لإخلاص العاملين به ممن وهبوا أنفسهم وأرواحهم في خدمة وطنهم وإخوانهم، وهو تجديد دائم للعهد بالدعم السامي للمسيرة الإعلامية، والوقوف بقوة بجانب كل خطوة تسهم في النهوض بالعمل الإعلامي، سيما فيما يتعلق برسالته الجليلة ناحية إبراز كل جوانب النهضة المباركة للمشروع الإصلاحي، والتي تشهدها البلاد في مختلف القطاعات والمجالات.
ويبدو مهما هنا هذا التأكيد السامي بالاهتمام بكل ما يطرح في وسائل الإعلام المختلفة، ما دامت تخدم الصالح العام، وذلك عندما أشار جلالته في ختام كلمته إلى " اهتمامنا بكل الآراء ومتابعتنا لما يُطرح في وسائل الإعلام، ما دامت الغاية خدمة الصالح العام والنقد البنّاء لتستمر مسيرة الإصلاح كما تمنيناها"، في رسالة ضمنها العاهل رؤيته السامية للإعلام والإعلاميين، وليؤكد من خلالها إن قيادة البحرين الرشيدة ستظل دائما وأبدا تعنى وترعى كل ما يخدم هذا الوطن وأبنائه الكرام ويحمي مصالحهم ويدافع عنهم، سيما من الكوادر الإعلامية الوطنية التي باتت في مقدمة الأسلحة التي تُستخدم في مواجهة المتربصين بأمن المملكة الغالية واستقرار مواطنيها.