ظن كثيرون منذ إعلان الجنوب إفريقي طوكيو سيكسويل ترشحه لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أن هذا المناضل يحظى بدعم قارته ما يجعله قادرا على لعب دور بارز مع الاقتراب من موعد الجمعية العمومية في 26 فبراير/ شباط الجاري.
وأعلن سيكسويل (62 عاما) في 24 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي ترشيحه لرئاسة أهم منظمة كروية في العالم، بعد إعلان اتحاد بلاده مساندته بالكامل: "دعم اتحاد جنوب إفريقيا بالإجماع ترشح طوكيو سيكسويل لرئاسة فيفا"، قبل أن ينتقده لاحقا لحملته السرية وابتعاده عن الساحة الإعلامية.
وكان أسطورة كرة القدم الألمانية "القيصر" فرانتس بكنباور أول داعمي ترشح المناضل الجنوب إفريقي الذي أكد انه بإمكان رجل الأعمال والمعتقل السياسي السابق لمدة 13 عاما الاعتماد على دعم الاتحاد الألماني، لكن الأخير دعم مرشح الاتحاد الأوروبي، السويسري جاني إنفانتينو بديل الفرنسي ميشال بلاتيني الموقوف.
كما إن رفيق الزعيم نيلسون مانديلا لم يحصل على دعم قارته مع الاقتراب من موعد التصويت، إذ أعلن المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي في اجتماعه الأخير بتيغالي في الخامس من الشهر الجاري دعم رئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة.
لم ينسحب سيكسويل من السباق حتى الآن على رغم بعض التقارير التي تحدثت عن ذلك، لكنه أطلق موقفا قويا أكد فيه انه سيبذل كل ما في وسعه من اجل عدم وصول مرشح أوروبي لرئاسة الفيفا.
وقال سيكسويل "سأعمل بكل ما استطيع من اجل أن يكون الرئيس من إفريقيا أو من آسيا"، داعيا الناخبين في الاتحادين الأميركي الجنوبي والأوروبي إلى اختيار "التنوع" وإرسال "رسالة قوية وايجابية".
وتابع "يجب ألا نستبدل السويسري بسويسري آخر"، في إشارة إلى الرئيس المستقيل جوزيف بلاتر الموقوف عن أي نشاط لمدة 8 سنوات.
ووعد سيكسويل باعتماد شفافية مالية مطلقة في حال انتخابه رئيسا لهذه المنظمة الكروية.
وقال في هذا الصدد "الأمر يتعلق بإدارة مالية ونظام مراقبة والتأكد من وجود شفافية كبيرة ومسؤولية أيضا من قبل أعضاء اللجنة التنفيذية. هذا ما أريد أن اجلبه إلى الفيفا في حال انتخابي".
وأضاف "إذا تابعنا حركة الأموال، فإنها تترك أثرا. وإذا اختفت هذه الأموال فمن واجبنا معرفة من حصل عليها في النهاية. بالنسبة إلي، انه الأمر الأكثر سهولة التي خبرته في مسيرتي من خلال إدارة منظمات تبلغ ميزانيتها خمس مرات 10 مرات أو حتى 20 مرة اكبر من ميزانية الفيفا".
مناهض للفصل العنصري
يعتبر سيكسويل من المعارضين للرئيس السابق جوزيف بلاتر وطريقة إدارته للسلطة الكروية العليأ التي تمر بالأزمة الأكثر خطورة في تاريخها، منذ بدء الاعتقالات لمسئولين بارزين فيها عشية الانتخابات السابقة بتهم فساد ورشاوى وابتزاز وتبييض أموال.
وسيكسويل، المولود في سويتو، هو رفيق السجن السابق للمناضل نيلسون مانديلا. انه رجل أعمال عرف بمناهضة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، لا ينتمي إلى عالم كرة القدم، واعتبر الأمر في بداية الترشيحات ميزة، لكنه تحول لاحقا إلى عائق لان رؤساء الاتحادات الأعضاء في الفيفا هم من يصوتون.
كان سيكسويل معتقلا في جزيرة روبن ايلند إلى جانب شخصيات مثل الراحل مانديلا الذي أصبح لاحقا رئيسا للبلاد.
وعين عضوا في لجنة تنظيم مونديال 2010 الذي أقيم في جنوب إفريقيا، ويرأس منذ العام 2015 لجنة المراقبة التابعة للفيفا لمتابعة الخلافات الكروية بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني.