الاستعراض في الرياضة عموماً وفي كرة القدم خصوصاً هو جزء أصيل من فلسلفة أداء الفرق والمنتخبات الكبيرة، فإلى جانب تحقيق الانتصارات والبطولات يجب تقديم المتعة والإثارة للجماهير في المدرجات وحول العالم.
من يقدم هذه المتعة يحظى عادة بحب ومتابعة الجميع ويظل اسمه عالقاً بالأذهان طوال التاريخ.
لم أشاهد البرازيل 1970 ولم أعرف بيليه إلا من الأرشيف غير أن ما قدمه هذا المنتخب وهذا اللاعب تناقلته الأجيال على ألسن من عاشوا لحظة المتعة في حينها، والحال نفسه ينطبق على نسخة البرازيل 1982 التي على رغم عدم تتويجها إلا أن حديث من تابعوها يشعروننا بمتعتها كأنها اليوم، وكذلك مارادونا والأرجنتين 1986 وهدفيه التاريخيين ضد الإنجليز باليد وبالمراوغة في لحظات لا يمكن أن تنسى من تاريخ كرة القدم.
تقديم العرض إلى جانب الفوز مطلب جميع الجماهير في مختلف الرياضات، فمنتخب أميركا لكرة السلة (الأحلام) تستمتع باستعراضه قبل فوزه، وما فعله في أولمبياد برشلونة 1992 ظل عالقاً في الأذهان إلى اليوم.
إلا أن السؤال يبقى ما هو الاستعراض المطلوب والذي يشعرك بالمتعة حقا؟ الإجابات ستختلف كثيراً باختلاف الشخصيات ومدى عمقها ومتابعتها لعالم المستديرة والرياضة وبمدى قدرتها على فهم ماهية الكرة.
باعتقادي هناك نوعان من الاستعراض؛ الأول هو الاستعراض السلبي والآخر هو الاستعراض الإيجابي، وشخصياً لا أشعر بالمتعة والإثارة بتاتاً في ظل الاستعراض السلبي بل قد يشعرني في بعض الأحيان بالقرف والقهر.
الاستعراض السلبي بمعنى أن يفضل اللاعب المراوغة للخلف والدوران بالكرة على التمرير الحاسم الذي قد يحقق الهدف، وهو بمعنى أيضاً الاحتفاظ المبالغ فيه بالكرة دون فائدة حقيقية على المرمى أو محاولة استفزاز الخصوم بحركات بهلوانية قد تطرب كثيراً من أصناف الجماهير ولكنها بالنسبة لي أشبه باللحن النشاز والمزعج.
ما يفعله في بعض الأحيان البرازيلي نيمار مع برشلونة أو البرتغالي كريستيانو رونالدو مع ريال مدريد هو أشبه بالاستعراض السلبي في كثير منه، فمروحة الأرجل لرونالدو في هجمة مرتدة ثم تمريرها للخلف دون مراوغة للأمام هو لحن نشاز، واستعراضات نيمار التي تؤخر الكرة وتتيح الفرصة للخصم للعودة مع مراوغات للخلف هو لحن نشاز أيضاً.
ما يطربني بحق هو الاستعراض الإيجابي الذي يكون هدفه الوصول للمرمى وهو قمة المتعة في عالم المستديرة، فعندما يقوم البرازيلي رونالدو (الظاهرة) بمروحة الرجلين فإن ذلك يعني تخطي المدافع أو الحارس ووضع الكرة في الشباك، وعندما يراوغ مارادونا فاعلم أن الخطر قادم على المرمى لا محالة وعندما يراوغ ميسي للأمام أو بالعرض فهو إما يسجل أو يصنع الهدف أو يطلقها قذيفة قاتلة وعندما يتحرك سواريز فهو يبحث عن التسجيل أو تهيئة الكرة في الموقف الصحيح، وعندما يستعرض الألماني مولر أو الأرجنتيني باتستوتا فإنه يكون فقط بعد وضع الكرة في المرمى!
متعة الاستعراض في مدى فائدته وإيجابيته على المرمى، فاللاعب يعطي المتعة بقدر ما يوصلك للمرمى بالمراوغة والتمرير والتسديد، والعكس صحيح، لأن المراوغة للخلف وتأخير اللعب ليس فيه أي متعة، وتمرير الكرة بين الرجلين كما يفعل البرتغالي رونالدو ثم تركها لأقرب لاعب في الوقت الذي يكون فريقه في حالة تحول من الدفاع للهجوم هو أكثر ما يرفع ضغطي في عالم المستديرة.
هذا لا ينفى نجومية نيمار ورونالدو وقيمتهما الكروية العالية التي لا خلاف عليها، غير أن المتعة تبقى حصراً باعتقادي في الاستعراض الإيجابي سواء كان منهما أو من غيرهما.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 4917 - الإثنين 22 فبراير 2016م الموافق 14 جمادى الأولى 1437هـ
الناس في زلزله
الناس في زلزله والعروس تبغي رجل .. العالم مطحون في الحروب والقتل والدمار والطائفية وانت نيمار وميسي الظاهر الدنيا عندك بصره .. ياعمي الحين المواطن يركظ ورا لقمة العيش ويطالع الأخبار القتل وين له خلق يسمع ويقرأ عن الهرار والرياضه ..
خلك في الحروب
يا اخي كل واحد و التوجه ماله ، انت ما تحب سوالف الرياضة بس غيرك يعشق الرياضة .
شكلك مضيع داش تعلق اهني . روح صفحة الدولية و علق على السياسة و الحروب
وهل نسيت المتعة التي يقدمها أنيستا أو زافي مع برشلونه أو بيرلو مع يوفنتوس الإيطالي. شخصيا لا أشعر بقيمة بقيمة حقيقية مع كرستيانو كونه لاعب ينتظر وصول الكرة إليه وأكثر أهدافه ضربات جزاء غير أنه ثقيل دم في الملعب ولا يقدم لمحات كروية ساحرة بعكس نيمار الذي يقدم لمحات فنية رائعة ومهارات تدل على أنه موهوب بالفطرة. أما مسي فحدث ولا حرج إنه الساحر.
احسنت
كلام صحيح
وواقع ملموس