ذكرنا في العمود السابق أن الإتحاد الوطني لطلبة البحرين في الخارج الذي تأسس في (25 فبراير/شباط 1972) كان في ذلك الحين يعتبر الذراع الطلابية للحركات السرية في البحرين، والذي تتنفس من خلاله وخصوصا خلال العطلة الصيفية حين يرجع الطلبة إلى الوطن ليمارسوا أنشطتهم شبه العلنية.
ولم يقتصر نشاط الطلبة الدارسين في الخارج، لدى عودتهم في العطلة الصيفية للوطن، على تقديم دروس تقوية لطلبة المدارس وخصوصًا في اللغة الإنجليزية والرياضيات ومساعدة الطلبة الذين كانت عليهم إعادات في بعض المواد، كما كانوا يلعبون دور الملحقيات الثقافية في الدول التي يدرسون بها، من حيث تعريف الطلبة الخريجين في الثانوية العامة على الجامعات والتخصصات المختلفة، كما يقومون بمتابعة قبول الطلبة في الجامعات، حتى استقبالهم وتوفير جميع احتياجاتهم لدى التحاقهم بالدراسة الجامعية في الخارج.
أما من الجانب السياسي والوطني فقد حمل طلبة الاتحاد الوطني، الهمَّ الوطني العام، فكانوا ينشرون الفكر التقدمي والديمقراطي بين أوساط الطلبة، مما حدا بالسلطات في ذلك الوقت سحب جوازات أكثر من 370 طالبًا ومنعهم من السفر لاستكمال دراستهم الجامعية، كما اعتقل الكثير منهم لفترات متفاوتة وتم التحقيق مع غالبية قياداتهم.
حالة التضييق والمنع من السفر لم تفضِ إلى ما كانت السلطات ترمي إليه من ابتعاد الطلبة عن الاتحاد، ولذلك تم تأسيس نوادي طلبة البحرين في الخارج لتكون منافساً للاتحاد، وتم تقديم التسهيلات كافة للنوادي التي تم تشكيلها في الكويت والقاهرة والولايات المتحدة، كما تم تقديم مِنحٍ دراسية للطلبة الأعضاء في هذه النوادي، ومع ذلك لم تنجح حالة شراء الذمم والولاءات في إبعاد الطلبة عن اتحادهم.
في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات من القرن الماضي انتقل الثقل الطلابي «الجامعي» من الخارج إلى داخل البحرين نتيجة افتتاح جامعة البحرين وجامعة الخليج والكثير من الكليات والمعاهد الخاصة، وكان من المفترض أن يتحول نشاط الاتحاد إلى الداخل، لكن السلطة حينها لم ترد ذلك، وعلى رغم المحاولات العديدة التي بذلها الطلبة لتأسيس فرع الاتحاد في الداخل فإنه كان من الصعب بل من المستحيل تشكيل نقابة طلابية ذات نشاط فعلي.
تجربة الاتحاد الوطني لطلبة البحرين في الخارج يمكن أن تعتبر من أهم التجارب النضالية العلنية التي لا يمكن أن تمحى من تاريخ الحركات السياسية في البحرين، وعلى رغم ذلك حتى الآن لم يوثق أحد هذه التجربة في كتاب يظل مرجعًا مهمًّا لفترة تاريخية يمكن أن تضيع مع الزمن.
إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"العدد 4917 - الإثنين 22 فبراير 2016م الموافق 14 جمادى الأولى 1437هـ
يا الله على ايدك
وش وراك انت
ا ياريت الزمن الجميل يرجع نعم يعلمنا قوة اللحمة الوطنية وتكاتف الشعب بجميع أطيافه وان السياسة لايمكن أن تفرق الشعب
الكاسر
البركة فيك في توثيق الماضي الجميل