العدد 4916 - الأحد 21 فبراير 2016م الموافق 13 جمادى الأولى 1437هـ

أكثر من 150 قتيلاً في اعتداءات تبناها "داعش" في حمص وريف دمشق

 السيدة زينب (سوريا) - أ ف ب 

تحديث: 12 مايو 2017

قتل أكثر من 150 شخصاً في سلسلة اعتداءات الأحد (21 فبراير/ شباط 2016) في حمص بوسط سوريا ومنطقة السيدة زينب في ريف دمشق، وتبناها تنظيم "داعش"، فيما تواصل موسكو وواشنطن مساعيهما لوقف إطلاق النار في هذا البلد.

وشهدت حمص، ثالث مدن البلاد، الاعتداء الاشد دموية منذ العام 2011 مع سقوط 59 قتيلا في التفجيرات بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فيما قتل 83 شخصا في تفجيرات بمنطقة السيدة زينب بريف دمشق بحسب وكالة الانباء السورية و96 بحسب المرصد. وفي بيان للمتحدث باسمه قال مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا انه "يدين بقوة" هذه الاعتداءات.

وفي هذه الاجواء ورغم فشل محاولات سابقة لإعلان وقف لإطلاق النار في سوريا، أعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري من عمان عن "اتفاق مؤقت مبدئيا" مع روسيا على بنود هدنة يمكن ان "تبدأ في الايام المقبلة". وأدى تعدد الفرقاء والانقسامات الدولية وتنامي تنظيمي القاعدة وداعش، إلى تسميم الجهود الرامية الى تسوية هذا النزاع الذي أوقع في حوالي خمس سنوات أكثر من 260 ألف قتيل ودفع بأكثر من نصف سكان البلاد للفرار من ديارهم.

وفي منطقة السيدة زينب الواقعة على بعد 5 كم جنوب دمشق والتي تضم مقاماً دينياً للمسلمين الشيعة، قتل 83 شخصاً وأصيب 178 بجروح بحسب ما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا). من جهته قال المرصد ان حصيلة هذا الاعتداء 96 قتيلاً بينهم 60 مدنياً على الاقل إضافة إلى 160 جريحاً. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان هذه الحصيلة هي بين الاعلى منذ بداية النزاع.

وتبنى تنظيم "داعش" الاعتداء مشيراً إلى أن اثنين من عناصره نفذاه بتفجير جسديهما. وشاهد مراسل وكالة فرانس برس في المكان ركام سيارات محترقة وحطام زجاج في منطقة الانفجار. ووقعت الاعتداءات على بعد 400 متر من ضريح السيدة زينب. وقال ان ستين متجراً على الأقل تضررت جراء التفجيرات. وجاءت تفجيرات منطقة السيدة زينب بعد ساعات على تفجيرين بسيارتين مفخختين في مدينة حمص أوقعا 59 قتيلا بحسب حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الانسان. وتبنى "داعش" أيضاً تفجيري حمص. واعتبر رامي عبد الرحمن ان تنظيم "داعش" الذي يتعرض لضربات من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لكن أيضاً لغارات جوية روسية، أراد توجيه رسالة مزدوجة.

وقال رامي لوكالة فرانس برس "إنها رسالة أولاً إلى المجتمع الدولي لكي يثبت أنه لا يزال قوياً رغم الضربات". وأضاف ان تنظيم الدولة الاسلامية استفاد من ضعف فصائل المعارضة في شمال سوريا امام الجيش السوري "لكي يثبت أنه الوحيد القادر على ضرب النظام في معاقله وكذلك الشيعة والعلويين".

وشهدت منطقة السيدة زينب في 31 يناير/ كانون الثاني الماضي ثلاثة تفجيرات متزامنة، نفذ انتحاريان اثنين منها، أسفرت عن مقتل 70 شخصاً وتبناها تنظيم "داعش" المتطرف. وفي أماكن أخرى في البلاد، تواصلت المعارك بين قوات النظام وفصائل المعارضة. وسجلت مواجهات أخرى بين قوات كردية وجهادية أو حتى فصائل معارضة وجهاديين.

وفي محافظة حلب الاستراتيجية في شمال البلاد أفاد المرصد السوري الأحد عن مقتل 50 عنصراً من التنظيم المتطرف على الأقل خلال المعارك مع الجيش السوري الذي يحرز تقدماً منذ بدء معركته في ريف حلب فجر السبت. وتأتي التفجيرات الاخيرة فيما تواصل القوى الكبرى مساعيها لتطبيق اتفاق وقف الاعمال العدائية الذي كان يفترض ان يدخل حيز التنفيذ الجمعة. لكن الوضع المعقد جداً على الأرض جعل من الصعب تطبيق هذا الاتفاق رغم جهود الامم المتحدة وخصوصاً الولايات المتحدة.

وأعلن كيري من عمّان الاحد عن اتفاق "مؤقت من حيث المبدأ على شروط وقف الاعمال العدائية من الممكن ان يبدأ خلال الايام المقبلة" وذلك بعد حديثه هاتفياً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. وأضاف كيري ان الاتفاق "لم ينجز بعد وأتوقع من رئيسينا الرئيس أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن يتحادثا في الأيام المقبلة في محاولة لإنجاز هذا الاتفاق".

واعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان لافروف وكيري تشاورا هاتفياً مرتين مجددا مساء الاحد وان بنود اتفاق وقف إطلاق النار ستعرض قريبا على الرئيسين الاميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين. وكيري ولافروف هما المهندسان الرئيسيان في المجموعة الدولية لدعم سوريا التي تضم 17 دولة واتفقت في ختام اجتماعها في ميونيخ في 12 فبراير/ شباط على "وقف الاعمال العدائية" في سوريا بهدف احياء مفاوضات السلام ووقف نزوح المدنيين. وكان من المفترض ان يدخل هذا الاتفاق حيز التنفيذ في 19 فبراير/ شباط لكن المعارك تواصلت في سوريا بعد انقضاء تلك الفترة.

وأعلنت الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة السبت موافقتها على هدنة شرط الحصول على ضمانات دولية بوقف العمليات العسكرية من حلفاء النظام السوري خصوصاً إيران وروسيا. ومن من جهته، قال الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة نشرها السبت موقع صحيفة "البايس" الاسبانية انه مستعد للقبول بوقف إطلاق النار لكن على ان لا يسمح ذلك باستغلاله من قبل "الارهابيين".

وتعهدت روسيا السبت مواصلة تقديم الدعم للنظام السوري لمحاربة المجموعات "الارهابية". وكان النزاع في سوريا دخل مرحلة جديدة مع بدء القوات التركية قبل اسبوع قصف مواقع للمقاتلين الاكراد السوريين في شمال سوريا الذين تعتبرهم "ارهابيين".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً