نفى وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة ما تردد عن توجُّه لتدخُّل برّي في سورية من قبل القوات المشاركة في مناورات «رعد الشمال»، وقال: «(رعد الشمال) مناورة مهمة توجِّه الرسالة الحقيقية للإرهاب ولمن يدعمه».
جاء ذلك في تصريحات للصحافة على هامش حفل تدشين الفيلم الوثائقي بعنوان: «الأمم المتحدة ومملكة البحرين: شراكة دائمة»، الذي نظمته وزارة الخارجية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مساء يوم أمس الأحد (21 فبراير/ شباط 2016)، في مركز عيسى الثقافي، وذلك بمناسبة مرور 45 عاماً على العلاقة بين البحرين والأمم المتحدة.
الجفير - أماني المسقطي
قال وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة : «إن التعاون بين مملكة البحرين والأمم المتحدة ليس وليد اللحظة، وإنما يمتد إلى عدة عقود خلت، إذ سعت البحرين للانضمام إلى المنظمة الدولية لدورها الاستراتيجي في ترسيخ دعائم الأمن والسلم الدوليين، وتعبيراً كذلك عن رغبة البحرين في الانفتاح على العالم بدوله ومنظماته، كسياسة التزمت بها وستظل ملتزمة بها».
جاء ذلك، خلال كلمته في حفل تدشين الفيلم الوثائقي بعنوان: «الأمم المتحدة ومملكة البحرين: شراكة دائمة»، الذي نظمته وزارة الخارجية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مساء يوم أمس الأحد (21 فبراير/ شباط 2016)، في مركز عيسى الثقافي، وذلك بمناسبة مرور 45 عاماً على العلاقة بين البحرين والأمم المتحدة.
وأكد وزير الخارجية خلال كلمته، على العلاقة المميزة بين مملكة البحرين والأمم المتحدة بفضل ما يوليه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة من عناية فائقة واهتمام بالغ لمد جسور التعاون والارتقاء الدائم بالعلاقات مع المنظمة الدولية بما يعزز المصالح المشتركة ويخدم قضايا المنطقة والعالم أجمع.
وقال: «إن التزام البحرين بالأهداف السامية والنبيلة التي تأسست من أجلها الأمم المتحدة، كان من بين أهم العوامل التي ساعدت في تقوية العلاقة بين الجانبين، إذ خططت البحرين، منذ وقت مبكر لأجل التنمية الشاملة، ونجحت في ذلك وتمكنت من أن تكون نموذجاً يُحتذى به لغيرها من الدول في مجالات عدة من أبرزها تمكين المرأة، ودعم النشاط الاقتصادي والتنمية البشرية».
وأعرب وزير الخارجية عن تطلع مملكة البحرين ومن خلال مواصلة تنفيذ الرؤية الاقتصادية 2030 إلى أن تكون من بين النماذج الرائدة في التنمية والتقدم بالمنطقة، وذلك بالتعاون مع أشقائها من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومن خلال العمل الوثيق القائم مع الأمم المتحدة وهيئاتها ووكالاتها المتخصصة.
وأكد كذلك على ثقته في أن المستقبل سيشهد تطوراً نوعياً في العلاقة بين البحرين والأمم المتحدة، في ظل رغبتهما المشتركة في العمل بما يحقق التنمية والتطوير لكافة المجالات، والارتقاء بالشراكة الاستراتيجية بما يتلاءم مع الخطط والأولويات المستقبلية التي تسعى إليها البحرين، والتي تنسجم مع خطة التنمية المستدامة لما بعد 2015 التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي.
وتوجَّه وزير الخارجية بالشكر إلى شركة البحرين للاتصالات السلكية واللاسلكية (بتلكو) على ما قدمته من دعم لإنجاز الفيلم الوثائقي، لتقدم مثالاً للاهتمام بمثل هذه الأنشطة الهادفة إلى تعزيز علاقات مملكة البحرين مع الأمم المتحدة، على حد قوله.
ومن جهته، أشار المنسق المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بيتر غرومان إلى أن فريق الأمم المتحدة في البحرين ووزارة الخارجية، قررا توثيق العلاقات التاريخية بين الطرفين والتي مضى عليها 45 عاماً، منذ عضوية البحرين في الأمم المتحدة عبر إعداد فيلم وثائقي.
وأوضح غرومان أن الفيلم يوثق العديد من اللحظات المهمة في العلاقة بين البحرين والأمم المتحدة، بدءاً من لقاءات المسئولين البحرينيين مع ممثلي وكالات الأمم المتحدة المتخصصة في ستينات القرن الماضي، وثم دخول البحرين في الأمم المتحدة في العام 1971، وما تبعها من إنشاء مكاتب الأمم المتحدة في البحرين.
ولفت أيضاً إلى أن الأشخاص الذين يظهرون في الفيلم، شهدوا حدث المهمة التي قامت بها الأمم المتحدة في البحرين في العام 1970، حين عبّرت عن إرادة شعب البحرين، وقادوا توطيد علاقة البحرين بأجهزة الأمم المتحدة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية والتنموية.
وأشار غرومان إلى أن الفيلم يوثق اللحظات الخالدة التي مرّت على العلاقات بين البحرين والأمم المتحدة، وخصوصاً تلك المتعلقة بقبول عضوية البحرين في الأمم المتحدة، واستضافة مؤتمر الألفية الذي شارك فيه قادة العالم في العام 2000، وانتخاب أول امرأة عربية لرئاسة الدورة الـ61 للجمعية العمومية للأمم المتحدة.
وقال: «إن الوثائق والصور الظاهرة في الفيلم، تثبت طبيعة العلاقة المتطورة والشراكة المستمرة بين البحرين والأمم المتحدة، والتي بدأت بالمساعدة التقنية التي قدمتها الأمم المتحدة إلى البحرين، وتطورت عبر السنوات، بالتزامن مع دور البحرين في مد يد المساعدة لدول المنطقة وخارجها».
من جانبه، أكد وكيل وزارة الخارجية للشئون الدولية الشيخ عبدالله بن أحمد بن عبدالله آل خليفة مساعي مملكة البحرين لأن تكون مركزاً إقليمياً لمكاتب الأمم المتحدة من خلال توطيد العلاقات والشراكات باحتضان المؤتمرات الإقليمية والدولية في شتى المجالات، وفي قطاعات متعددة، لافتاً إلى أن البحرين تستضيف 6 مكاتب دولية للأمم المتحدة.
وأوضح الشيخ عبدالله أن الفيلم يأتي تماشياً مع الاحتفالات الدولية بمناسبة الذكرى السبعين لإنشاء منظمة الأمم المتحدة والذكرى الـ45 لانضمام مملكة البحرين للأمم المتحدة، واستمراراً للحرص الدائم من وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، على توطيد أواصر التعاون والشراكة مع الأمم المتحدة، معتبراً أن الفيلم جاء ليُجسِّد تلك الشراكة في شتى المجالات كالتعليم والبيئة وشئون المرأة وغيرها.
وأكد وكيل وزارة الخارجية للشئون الدولية مساعي وزارة الخارجية للعمل مع الأمم المتحدة على تضمين أهداف الإنمائية للألفية ضمن الخطط الوطنية للحكومة، بما في ذلك برنامج عمل الحكومة الذي اعتمده مجلس النواب.
العدد 4916 - الأحد 21 فبراير 2016م الموافق 13 جمادى الأولى 1437هـ
