العدد 4916 - الأحد 21 فبراير 2016م الموافق 13 جمادى الأولى 1437هـ

المحرقيون يبحثون عن مسرحهم المفقود... بين من لام «الهيئة»... وآخرون: أنتم لا تحضرون فَلِمَ تنتقدون؟

محمد عوّاد ينفجر... والجزاف وحبيب محبطان ومنسيّان

المتحدثون في ندوة مجلس الدوي في المحرق - تصوير : أحمد آل حيدر
المتحدثون في ندوة مجلس الدوي في المحرق - تصوير : أحمد آل حيدر

المحرق - محمد العلوي 

تحديث: 12 مايو 2017

بين خليفة العريفي وراشد نجم، بين محمد عوّاد وعلي صالح، بين سعد الجزاف ومبارك المغربي، كانت المواجهات والمحاولات الرامية للبحث عن «المسرح والدراما المفقودين»، في إشارة للحديث عن الواقع المزري الذي يعيشه الفنانون والفن في البحرين، سواءً بسواء.

مواجهات ثقافية ومحاولات، احتضنها مجلس الدوي بالمحرق عبر ندوته التي أقيمت أمس الأول السبت (20 فبراير/ شباط 2016)، تحت عنوان «المسرح والدراما البحرينية... الواقع والطموحات»، أما نهايتها فكانت على يد الفنان محمد عوّاد، الذي كان له مسك الختام بحديث أطرق له الحاضرون تارة، وصفقوا له أخرى.

حديث، كشف فيه عوّاد عن ألم شديد يخفيه صدر الفنان الذي أشاد به الحاضرون كثيراً، فقال وهو يوجه سهام نقده لهيئة البحرين للثقافة والآثار (دون أن يسمها)، حتى خاطب الحضور بالقول «في قلبي حرة... سامحوني».

العريفي: البداية محرقية

بداية الندوة كانت بكلمه للفنان خليفة العريفي، استعرض فيها بدايات المسرح ومراحل تطوره، فقال: «لا شك في أن المسرح في البحرين يعبر عن أقدم حركة فنية مسرحية في الخليج العربي. بدأ من المدرسة التي كانت مصنعاً لإنتاج العاملين في هذا المجال، ونخص بالذكر مدرسة الهداية الخليفية التي بدأ العمل المسرحي فيها بعد 6 سنوات على إنشائها، أي في العام 1925، وكان ذلك على أيدي المدرسين الذين وفدوا للبحرين من مصر، سورية، وفلسطين».

وأضاف «أنتج هؤلاء المدرسون الكثير من المسرحيات، لتتبعها بعد ذلك مدارس أخرى بما في ذلك مدارس البنات، ولتستلم الراية الأندية التي بدأت في تقديم المسرحيات، ونخص بالذكر هنا المرحوم الشاعر عبدالرحمن المعاودة الذي أدخل المسرح في النادي وقدم مسرحيات ليست قصيرة، كانت مسرحيات شعرية قدمت في ثلاثينيات القرن الماضي بما مثل تطوراً أكبر من المسار الثقافي في البلد آنذاك».

وتابع «بعد ذلك، انتقل هذا الزخم إلى الأندية الأخرى من المحرق للمنامة، بدخول نادي العروبة والأهلي، ومن خلال الأندية تكونت فرقتان؛ فرقة البحرين للتمثيل، وأسرة هواة الفن، وظل هذا الهاجس المسرحي موجود في البحرين حتى العام 1970».

وأردف «الغريب أن الحركة تبدأ دائماً من المحرق، حيث قام نادي اتحاد الشباب بجمع المهتمين من داخل البحرين وخارجها (من دولة الكويت)، ليقرر المجتمعون تشكيل فرقة مسرحية. ونظراً للتباينات، فقد أسست الفرقة الثانية سميت «المسرح البحريني» قبل أن يتغير لاحقاً لمسرح أوال، ولتدور بعد ذلك عجلة المسرح وبلا توقف».

وواصل «في العام 1974، تكونت فرقة ثالثة، تمثلت في مسرح الجزيرة في حالة بوماهر بالمحرق، وقد لعب دوراً كبيراً في الحركة المسرحية في البحرين، حيث ظلت الفرق المسرحية تعمل لليوم، ما أدى كثرة الانتاج لظهور دعوات لدراسة المسرح».

كما لفت إلى أن «الكويت كانت تشهد في ذلك الوقت إقامة معهد للدراسات المسرحية، وكنا هناك ضمن مجموعة من الطلبة. وفي نفس السنة أسس المعهد العالي للفنون المسرحية ليلتحق به عدد من خريجي الثانوية، من ضمنهم عبدالله ملك، يوسف الحمدان، وغيرهم، والذين بدأوا بعد تخرجهم أكاديمياً وعودتهم للبحرين في تطوير الحركة المسرحية في البحرين، ومن هنا بدأت الدراما التلفزيونية».

نجم: الجودر «عكاشة البحرين»

بدوره، استلم الفنان راشد نجم زمام الحديث، ليواصل من حيث انتهى زميله العريفي، فقال: «امتد الحراك المسرحي بفضل نشاط عدد من المسارح من بينها مسرح أوال، الريف، الصواري، والبيادر»، معتبراً أن التطور لم يقتصر على المواسم، فهنالك المهرجانات التي لايزال بعضها مستمراً في محاولة لاستعادة الجمهور الذي بدأ يعزف في فترة من الفترات؛ وذلك لأسباب كثيرة من بينها عزوف المسرح نفسه عن قضايا المجتمع، في الوقت الذي هو مطالب بتبني هذه القضايا بوصفه مرآة للمجتمع».

وأضاف «مر المسرح بفترة ركود ومشاكل إدارية ومالية، لتختفي المواسم فكان البديل حركة ذكية من مسرح أوال عن طريق إقامة المهرجانات التي كانت تقام لأسبوع كامل في محاولة لجذب أرجل الجمهور وقد نجح في ذلك».

وتابع «في ظل المشاكل الاقتصادية واليومية، هنالك حاجة لأن يكون المسرح فرجة ومتعة حتى يأخذ جانبا كوميديا، وقد مرت على المسرح، مسرحيات لم تأخذ هذا الطابع فكانت منفرة، حتى التقط مسرح البيادر الخيط، فبدأ بتقديم الأعمال الكوميدية التي تحاول استعادة الجمهور، حتى أضحت المهرجانات في قاعة الصالة الثقافية شبه مملوءة بعد أن عاد الجمهور للمسرح، إلا أن التحدي كان في المحافظة عليه».

وأردف «أما الدراما، فقد بدأت من هذا الجانب، حيث المسرح هو المغذي الرئيسي لها، ما أدى لتطور الدراما المحلية وظهور عدد من المخرجين كأحمد يعقوب المقلة، أمير الشايب، حسن عيسى، وكلهم تناولوا الدراما المحلية التي استقطبت وجوها من الخليج»، منوهاً إلى أن مشكلة الدراما تتمثل في حاجتها للنجم أو البطل، لذلك كان الاتجاه للكويت، فكان لا بد من الإتيان بنجومها ليكونوا واجهة الجانب التسويقي وجانب الخبرة».

ورداً على تساؤلات عن مدى تعبير الدراما البحرينية عن واقع المجتمع البحريني، قال نجم: «ان الدراما فيها جانب واقعي، وآخر فني، وثالث ينطوي على المبالغة، فإذا نقلت الدراما كما هو الواقع يصبح نقلا فوتوغرافيا، يبتعد عن الحس الفني والمعالجة، ولهذا فإن الدراما بها شيء من المبالغة، وهي مطلوبة فنياً، لكن في حدود المعقول».

وأضاف «من تصدوا للكتابة في الدراما وحاولوا أن يعكسوا هذا الجانب، لدينا الفنان راشد الجودر الذي يعتبر خير من مثل هذا الجانب في «فرجان لول»، و»البيت العود»، حين كانت الدراما البحرينية في أفضل حالاتها، حتى لفتت نظر الناس في البحرين والخليج، حيث كانت المسلسلات الشعبية تعكس روح الناس، فالحس الشعبي في الدراما، في «الحزاوي»، والبيت العود، كلها ساهمت في جذب الجمهور البحريني».

واستدرك «رغم ذلك، مازالت الدراما البحرينية بعيدة عن الحياة المعاصرة، وراشد الجودر يمتلك حسا توثيقيا للحراك السياسي والاجتماعي في البحرين، لكن للأسف هذا الكاتب، وقد يعود ذلك لقيود كثيرة، لم يتمكن من المواصلة، ويمكن ملاحظته مثلاً في مسلسل سعدون، الذي وثق لحراك أيام هيئة الاتحاد الوطني وحركة القوميين العرب وأيام الإنجليز، وكل ما جرى في المحرق التي عشناها جميعاً».

وعقب «كان بإمكان هذا الكاتب ولايزال، شبيها بأنور عكاشة حين كتب ليالي الحلمية، في تأريخ الحراك السياسي والاجتماعي في مصر. يمكن للجودر أن يكون الصوت المعبر عن الحراك السياسي والاجتماعي منذ الخمسينات وما قبل ذلك».

وفيما إذا كانت الدراما البحرينية قادرة على أن تكون هذا الصوت المعبر، قال نجم: «يمكننا القول الآن، أن لا دراما محلية، أو أن الزخم الذي كان موجوداً لهذه الدراما لم يعد موجوداً لأسباب كثيرة؛ فالدراما أصبحت صناعة تماماً كبقية الفنون، واذا كانت هذه الصناعة بلا تمويل ولا جمهور ولا تسويق، تبور وتنسحب من السوق كأي سلعة».

وأضاف «للأسف الشديد من كان يتولى الدراما، هو التلفزيون فقط، والشركات المنتجة جميعها انسحبت بسبب عدم وجود المحرك للعجلة الإنتاجية، فقط لدينا كتاب ومخرجون وممثلون وكلهم يعملون في الدراما الخليجية، حتى أن غالبية ممثلاتنا هناك نجوم، لكن للأسف داخل البحرين غير موجود هذا الحراك، الا في شهر رمضان، وحتى في رمضان يندر انتاج المسلسلات».

طفرة الستينات

من ناحيته، تداخل مبارك المغربي، متحدثاً عن المسرح في نهاية الخمسينات، وقال: «تأسس نادي اللؤلؤ عام 1958، وبعد عام بدأ المسرح الذي كان يقدم تمثيليات صغيرة، ليتطور بعدها حتى إقامة أكبر مهرجان والذي اشتمل على مسرحية «تاجر البندقية».

وأضاف «أعود للأندية في الستينات التي شهدت طفرة في المسرح، كانت الزيارات متبادلة بين أندية المحرق، والمنامة، وأم الحصم، الكل كان يعمل بمحبة وأخوة، وحين أشير للمهرجان المسرحي آنذاك فقد كان يضم عدداً كبيراً من الأندية المشاركة والتي يصل عددها إلى 12 نادياً»، مبيناً أن الأندية آنذاك لم تكن للرياضة فقط كما هو الحال الآن، بل كانت الى جانب ذلك تنشط في مهرجانات المسارح والثقافة.

وقال: «في الخمسينات والستينات كان لدينا 52 ناديا، 40 ناديا منها يشارك في المهرجانات، وهو رقم يوضح الزخم الثقافي لتلك الفترة».

الجزاف: نفسي نفسي... مشكلة أخرى

وفي إطار المداخلات، انتقد الحضور واقع الحركة المسرحية في البحرين حتى قالوا عنها «محلك سر»، وأضافوا «لا نرى تطوراً، إلا في الدول المجاورة، فمن هو المسئول عن ذلك، أهي الدولة؟ وأين مكمن القصور؟».

تدعيماً لذلك، قال الفنان سعد الجزاف: «تمنيت التوقف كثيراً لنعرف ماذا جرى»، وتساءل «لماذا الحركة المسرحية في البحرين متوقفة لا تتحرك؟ بحيث نجد من ينشط فيصل لمستوى معين ثم يتراجع حتى يختفي، هذه مشكلة، فما هي أسبابها؟».

وأضاف «هل نعاني من عدم تشجيع المسئولين؟ على العكس من ذلك فالمسئولون يشجعون، لكننا لا نعلم السبب، وهي ظاهرة يجب أن تناقش، إلى جانب أن لدينا بين المسرحيين أنفسهم حالة تنافر عوضاً عن التعاون، الأمر الذي يؤدي إلى الإحباط وتراجع النشاط»، معبراً عن أمانيه بترابط وتعاون الفنانين البحرينيين.

بجانب ذلك، انتقد الجزاف حالة الأنانية في القطاع الفني، فقال: «شخصياً، مضى على عدم دخولي التلفزيون، 14 عاما، فهل سأل أحد عني؟»، معتبراً أن ذلك يعبر عن مشكلة أخرى عنوانها «نفسي نفسي»، وهي كمشكلة بحاجة لمناقشة وجلسة مصارحة.

أما الفنان جعفر حبيب، فتحدث بلغة مفعمة بالإحباط، فقال: «نحن كفنانين ورياضيين محبطون، فلا اهتمام ولا رعاية بل لم تعد لنا قيمة»، وفيما تساءل البعض عن تأثيرات المادة على واقع المسرح والدراما، رفض آخرون أسلوب البكاء على الماضي، والمطالبة بحلول لإعادة الحركة الفنية في البحرين لسابق عهدها.

بشأن ذلك قال الأكاديمي عبدالقادر المرزوقي: إن «البحرين شهدت في السابق تقديم مسرحيات راقية، لكننا اليوم نعاني من نقص في النصوص الهادفة، وما لدينا من نصوص هي غير هادفة»، ونوه إلى أن «المسرح البحريني لن يعود لزهوه وأوج نشاطه الا اذا اختيرت النصوص الصحيحة وجاءت من ممثلين يؤمنون بالمسرح، بعيداً عن التفكير في المادة والمسرح التجاري الذي يتواجد حالياً في البحرين».

وفي محاولة للاقتراب من تشخيص مواطن الخلل، اعتبر الحضور أن «الدراما كان لها مشاهدون في يوم من الأيام، وكانت مزدهرة وخصوصا في رمضان، لكنها كانت تتأثر بتغير المسئول عن الجهاز الإعلامي، فإذا جاء شخص حاول أن يضغط الميزانية لتتأثر الدراما تبعاً لذلك».

نجم: مسرح الستينات لن يعود

رداً على ذلك، قال الفنان راشد نجم، الذي حاول امتصاص حالة التشاؤم لدى الحضور: «هنالك نقطة مهمة علينا إدراكها جميعا، وهي ان التاريخ لا يعيد نفسه، فعندما نستذكر أي مرحلة تاريخية ارتبطت بشخصيات معينة بنتائجها وزخمها، فعلينا ألا نتوقع أن يبقى مؤشر النجاح عاليا دائماً. هنالك متغيرات ومن المستحيل العودة للستينات ولمسرحيات البراحة وغيرها. هذه المسرحيات لن تأتي مرة أخرى، فهذا زمن والزمن لا يعود، والآن نحن أمام جيل آخر له رؤيته وأفكاره، كما أن الحياة السياسية والاقتصادية تغيرت، ومن يتباكى على الزمن الفائت سيكون بكاؤه بينه ونفسه.

وتحت عنوان ما يتوجب فعله، قال نجم: «علينا أن ندرك أن المبادرات الفردية هي التي أنجحت الفن والموسيقى في السابق، أما الآن فنحن امام صناعة تدار بالملايين، وهذا تطور يجب ان ندركه، فالعملية باتت صناعة لا مبادرات فردية»، مشدداً على حاجة المرحلة المقبلة لرؤية مختلفة، وعقب «الدولة لن تستطيع ان تكون الراعية لكل شيء، والبديل هو القطاع الخاص، ويجب ان تكون هنالك مؤسسات تأخذ بزمام الأمور».

أما العريفي، فرد بلغة بدت حادة، قال فيها مخاطباً المنتقدين: «جميعكم لا تحضرون المسرح. المسرح لم ينته بل مازال المسرحيون يحاربون، ولدينا 5 فرق تقدم 15 عملا سنوياً فمن منكم يحضر لمشاهدتها؟».

وأضاف «المسرح موجود والمسرحيون يعملون، وأتفق مع القول اننا امام جيل جديد برؤية مختلفة، لكني أنوه إلى وجودها في العروض الحديثة التي تحتاج من يتابعها، أما من يسأل عن «أول» نقول له «أول» انتهى». مؤكداً تناول المسرحيات البحرينية هموم الناس بطرق حديثة، حصد بعضها جوائز كما هو الحال مع الفنان عبدالله السعداوي الذي أخذ جائزة دولية كأحسن مخرج دولي.

«مفيش مشكلة خالص»

بدوره، تداخل الكاتب الصحافي علي صالح، ليؤكد أن المسرح البحريني في أزمة، الأمر الذي يتطلب مواجهة المشكلة وبصراحة، ساخراً من نفي كل ذلك على الطريقة المصرية «مفيش مشكلة خالص».

وتساءل «هل هي الدولة، ام الناحية المالية ام الرقابة على الأعمال؟»، قبل أن يضيف «في السابق لم يتوقف المسرح، وحين تتحدث عن 15 مسرحية سنوياً، فهذا يعني ان المسرح في أزمة ولا بد من مواجهتها، مطالباً بإنشاء جمعية أو اتحاد يمثل كيانا يدافع عن حقوق الفنانين».

وخاطب الفنانين بالقول «إذا كانت الرئيسة الفلانية تقف ضدكم، فلنلجأ لمن هو أعلى».

كما بين أن البحرين تعاني من تضييق رسمي على النصوص، ما أدى لهجرة بعض الكتاب المسرحيين للخارج، وانتقد في الوقت ذاته الدراما المحلية، وقال: «وسط كل التطورات السياسية والاقتصادية في البحرين، لا يمكن للكاتب التعبير عن الوضع، وعلمونا عوضاً عن ذلك على الدراما التي كل بيوتها «عشيش»، وإلى اليوم نحن في عهد «طفاش»، نرى نفس المنظر»، مضيفاً «لا يريدون منا الحديث عن واقعنا، يريدون أن نتحدث عن الماضي».

أما خبير الآثار عزيز صويلح، فقال: «أنا مؤمن بالنمو والتطور، فلماذا لا نتقدم للأمام؟». مترحماً على عهد الثقافة في فترة وزير الإعلام السابق طارق المؤيد، وتساءل «الجهات المسئولة لماذا لا تسأل عن الفنانين المركونين؟ ولماذا يتم حجب قاعة عن نشاط المسرحيين؟ وأين الفنانون الجدد؟».

وتساءل باندهاش «طفاش؟ هل هذا هو مستوانا؟ أين مسرحيات السيد؟ مسرحيات كبيرة تعلمنا منها الكثير، وقدمت لنا الكثير».

عوّاد: توفي المؤيد فانخفض الإنتاج الفني

ومع الفنان محمد عواد، كانت كلمة ختام الندوة التي اطرق الجميع لها، وتضمنت قوله «أردت ربط الماضي بالحاضر. البحرين سباقة خليجياً في مجالات الفنون، فحين كنت صغيراً كانت والدتي تأخذني للسينما، في الوقت الذي لم تكن في دول الخليج أي دور سينمائية».

وأضاف «إذا جئنا للمسرح، فسنشير إلى نشاطه من خلال الأندية، وهي فترة انتهت، لنصل للسبعينات حينها تكون مسرح أوال من خلال عناصر لها اهتمام بالمسرح، وفي هذه الفترة فيما بعد تكونت مؤسسات، من بينها قسم الإدارة الاجتماعية يترأسه جواد العريض، وكان هناك رجل يذكره التاريخ هو محمد علي الخُزاعي، رجل تكوينه ثقافي ولا عنصرية لديه ولا طائفية، نقلني للقسم عنده حيث يتواجد أحمد العريفي مسئولاً عن الفنون التشكيلية».

وتابع «بفضل الخزاعي، تمكن الكثيرون من الدراسة في الكويت، وكان في كل عطاءاته يعمل بصمت».

وأردف «في تلك الفترة بعد تكون إدارة الثقافة في زمن المرحوم طارق المؤيد، كنّا ننتج أعمالا تلفزيونية، وكان يسأل باستمرار عن العمل في شهر رمضان، وبالفعل كنا نعمل ونقدم أفضل الاعمال التي كان فنانو الخليج يتمنون المشاركة فيها، كان عصراً ذهبيا بالنسبة لنا، وحين توفي المؤيد انخفض كل شيء؛ المسرح والفنون».

وواصل «بعد ذلك حصل تطورات، من بينها المسرح الوطني الذي كان مطروحا، وكنت من بين من اشتغل عليه، وكان المخطط أن يبنى على البحر عند قصر القضيبية في أواخر السبعينات، لكنه لم ير النور؛ بسبب ارتفاع كلفة الإضاءة بما يساوي مبلغاً كبيراً في تلك الفترة؛ فجمد المسرح».

ووقوفاً بما يشبه الأطلال، قال عواد: «في قلبي حرة... سامحوني»، مضيفاً «كنت أتمنى لو استمر الخُزاعي مسئولاً في مكانه، لكنا نعيش طفرة كبيرة تتساوى مع مصر، لكن أتى على الثقافة من لا يملك تدابير الثقافة، فالمسرح الوطني يفترض أن يكون للمسرحيين البحرينيين لكننا مازلنا محرومين منه».





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً