لا يريد القطري معتز برشم حرق المراحل من الآن وحتى المشاركة في دورة الألعاب الاولمبية في ريو دي جانيرو الصيف المقبل، وبالتالي قرر عدم المشاركة بكثافة في اللقاءات الدولية استعداداً لهذا الحدث الرياضي الكبير بل خوض معسكرات تدريب ليكون في أتم الجهوزية في أغسطس/ آب المقبل.
فبعد نيله لقبه الرابع على التوالي في بطولة آسيا لألعاب القوى داخل قاعة للمرة الرابعة على التوالي والمقامة حاليا في الدوحة، لن يشارك في أي لقاء قبل خوض غمار بطولة العالم لألعاب القوى في بورتلاند (ولاية اوريغون) منتصف الشهر المقبل وقال في هذا الصدد "لن أشارك بأي لقاء داخل قاعة قبل بطولة العالم المقبلة. من الأهم جدا المحافظة على صحتي وان أكون في حالة جيدة، أنها الطريقة المثلى للارتقاء بمستواي".
وتابع "تعرضت لإصابات وخيبات عدة في السابق وبالتالي لا أريد عيش هذه التجربة مرة جديدة".
وسبق لبرشم أن قفز 2.34م هذا العام في مستهل مشاركاته داخل قاعة وتحديدا في مالمو، علما بان رقمه الشخصي هو 2.43م أي أقل بسنتيمترين من الرقم القياسي العالمي الصامد منذ العام 1993 بحوزة الكوبي الشهير خافيير سوتومايور الذي سجل 2.45م في لقاء سلمنقة الاسباني.
وحاول برشم اجتياز 2.40م ليحقق أفضل رقم هذا العام (الأفضل هذا العام هو 2.38م سجله الايطالي ماركو تامبيري) لكنه لم ينجح في ذلك وقال في هذا الصدد "أنا سعيد جدا الرقم الذي حققته اليوم (أمس)، ربما كان بإمكاني أن أحقق نتيجة أفضل لكنني لم أكن أريد الضغط على جسدي خصوصا في مطلع الموسم".
وكشف "لم اشعر بأي ضغوطات أمام الجمهور المحلي بل على العكس من ذلك، إعطاني هذا الأمر دفعا إضافيا لتحقيق نتيجة طيبة".
وتابع "مشاركتي المقبلة ستكون في بطولة العالم داخل قاعة مقفلة في بورتلاند بعد شهر من الآن، وستكون مشاركاتي محدودة بعدها قبل الألعاب الاولمبية لأنني لا أريد الوصول إلى الألعاب متعبا. سأشارك ي لقاء الدوحة الماسي وفي ثلاثة لقاءات أخرى استعدادا لألعاب الاولمبية".
وأوضح "أنها بداية موسم في غاية الأهمية بالنسبة إلي وأنا اشعر باني في حالة جيدة وبالطريقة التي يتطور فيها مستواي".
وتابع "انه رابع لقب قاري لي داخل قاعة وأهميته انه تحقق هنا في قطر أمام أنصاري الحليين، انه أمر رائع فعلا".
ويأمل برشم أن يحقق نتيجة أفضل من البرونزية التي طوق عنقه بها في اولمبياد لندن العام 2012 عندما كان في أول الطريق علما بان الحظ لم يحالفه في بطولة العالم في بكين الصيف الماضي عندما حل رابعا وسط ظروف مناخية صعبة وأمطار غزيرة هطلت يومها.
ويقول برشم "لا شك بأنني أصبحت أكثر نضجا وأتعامل مع الأمور بشكل هادئ، لا أريد حرق المراحل، بل ترك الأمور تأتي طبيعيا".
وأكد برشم بما لا يدع مجالا للشك تسلقه المراتب تدريجيا، فقد فرض نفسه احد ابرز المنافسين في مجاله في العامين الأخيرين وأصبح احد أبرز نجومها سواء من خلال الألقاب التي يحققها أو الأرقام التي يسجلها والتي تشير بقوة إلى تسلقه للمراتب تدريجيا وتحسينه للأرقام الشخصية والعربية والآسيوية والعالمية على اعتبار انه صاحب ثاني أفضل رقم في تاريخ المسابقة خلف الكوبي ايفان سوتومايور صاحب الرقم القياسي (2.45م)، وذلك عندما سجل 2.43م في لقاء بروكسيل في سبتمبر/ أيلول الماضي وهو الأفضل في الهواء الطلق منذ العام 2000، محسنا رقمه السابق وهو 2.40م.
كان برشم شابا نحيفا ومغمورا عندما دخل عالم الوثب العالي خلال مشاركته في بطولة العالم داخل قاعة العام 2010 في الدوحة وهو في الثامنة عشرة من عمره، لكن خريج أكاديمية أسباير أصبح اليوم بطلا مشهورا ترصده وسائل الإعلام العالمية أينما حل وارتحل وتتابع عن كثب صعوده العمودي، وبات يقارع أبطالا اولمبيين وعالميين أبرزهم الأوكراني بوهدان بوندارينكو صاحب ذهبية موسكو، والأميركي جيسي وليامس بطل نسخة 2011 في دايغو عندما القطري سابعا، والروسيان ياروسلاف ريباكوف بطل برلين 2009 وايفان اوخوف بطل اولمبياد لندن، واليوناني كيرياكوس يوانو وصيف بطل برلين 2009 وبرونزية 2007 والباهاماسي دونالد توماس بطل العالم 2007.
يذكر أن برشم هو ثاني رياضي عربي يفرض نفسه في المسابقة على الصعيد الدولي بعد الجزائري عبدالرحمن حماد صاحب برونزية دورة الألعاب الاولمبية في سيدني.
