قررت جمعية "تعزيز السلام"، ومقرها فيينا، منح رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، جائزة "شعلة السلام"، ليكون بذلك أول رئيس وزراء عربي تقرر الجمعية منحه هذه الجائزة المرموقة، تكريماً لسموه كشخصية عالمية لها دور بارز في مجال العمل الإنساني لدعم السلام وتوثيق العلاقات الإنسانية بين شعوب العالم.
وتعتبر جائزة "شعلة السلام" التي تأسست العام 2007 من أهم مبادرات الجمعية، وتمنح لرؤساء الدول والحكومات وكبار الشخصيات الذين قدموا انجازات ملموسة في مجال دعم السلام العالمي والتعايش السلمي والتعاون الدولي في مجالات التنمية المستدامة والمبادرات الإنسانية.
ويأتي منح سموه هذه الجائزة، وفقا لقرار الجمعية التي ترأسها صاحبة السمو الإمبراطوري الأرشيدوقة "هيرتا مارغريت هاسبورج"، لعدة اعتبارات منها: تقديرا لدعم سموه المحوري للسلام والأمن الإقليمي والعالمي، وتقديرا لالتزام سموه بالتنفيذ الفعال للأهداف الألفية الإنمائية للألفية والتي تلقى سموه من أجلها جائزة الأهداف الإنمائية للألفية من الأمم المتحدة عام 2010، كما تتضمن اعتبارات منح سموه الجائزة، انتهاج سموه سياسات توفر الرؤية والتعايش السلمي للأقليات الدينية والعرقية في المملكة، وسجل سموه الحافل بالتزامه بتسهيل التعبير الفني، ولدأب سموه على حث الفنانين والمثقفين على استخدام الإبداع كوسيلة لتعزيز التقارب بين الشعوب وتعزيز ثقافة السلام والتعايش.
وتكتسب الجائزة أهميتها من أنها تأتي من جمعية "تعزيز السلام"، وهي إحدى الجمعيات غير الحكومية العاملة في مجال تعزيز السلام ونشر ثقافة السلام والتعايش السلمي، وتعمل في أكثر من 70 دولة لتقديم المساعدات الإنسانية للنازحين واللاجئين.
وكان لافتا في قرار الجمعية الخاص بمنح صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء لهذه الجائزة التقديرية أن أشادت بالخدمات والأدوار التي قام بها سموه على صعيد تحقيق النهضة الحضارية في مملكة البحرين والتي أهلت سموه لأن ينال جوائز عالمية كبيرة من الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، كما أكدت الجمعية أن ما دفعها لأن تمنح سموه هذه الجائزة التقديرية هو أن إنجازات سموه تطابق الأسس التي تقوم عليها أهداف الجمعية، وأن القرار جاء بعد دراسات مستفيضة لأعمال صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء ومدى تأثيرها العميق على المستوى العالمي وتأثيرها في دفع جهود إحلال السلام العالمي.
ويؤكد قرار جمعية تعزيز السلام أن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء حقق المعادلة الصعبة سواء في الحصول على جوائز وشهادات تقدير إقليمية ودولية غطت مختلف المجالات والميادين وسجلت رقمًا قياسيًا ليس من السهل تحقيقه، حيث تمكن سموه من خلال إنجازات وإسهامات وعطاءات متواصلة على الصعيدين الداخلي والخارجي أن يكون النموذج الذي تبحث عنه هذه الجمعية البارزة والمعروفة في ميدان العمل الإنساني على مستوى دول العالم وتختار سموه لنيل الجائزة.
ولعل أبرز دليل على سعي سموه الدائم لأن يسود السلام العالم هو حرص سموه على توجيه رسالة سنوية إلى العالم في 21 سبتمبر/ أيلول من كل عام بمناسبة اليوم العالمي للسلام يضمنها سموه رؤيته تجاه كل ما من شأنه أن يعزز من السلام الدولي ويوفر مقومات الأمن الجماعي والرفاه كهدف إنساني نبيل، وكثيرا ما يدعو سموه من خلال هذه الرسائل إلى تبني آليات وبرامج دولية تنهي كافة الأزمات والنزاعات والحروب والصراعات التي خلفت ولا تزال آثارا تدميرية وحصدت ملايين الأرواح من البشر.
وتعد الجائزة تتويجا لنهج سموه في السياسة الخارجية لمملكة البحرين في ظل قيادة عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، إذ أن سموه دائما ما يدعو دول العالم ويطالبها بأن تعمل جاهدة من أجل ترسيخ السلام والتعايش لبناء منظومة علاقات دولية متوازنة.
وجاءت دعوات سموه بعد أن شهد العالم وخاصة منطقة الشرق الأوسط تزايدا في النزاعات التي تهدد الأمن والاستقرار والتنمية، ودعوات سموه دائما ما تركز على ضرورة أن تتغلب الحكمة في معالجة هذه النزاعات.
ولهذا يؤكد سموه أنه :"ليس من صالح المنطقة أن تتأصل فيها الأزمات والتوترات، لأنها تعطل التنمية التي تنطلق بقوة باتجاه أهدافها لتحقيق مصلحة شعوب المنطقة"، كما يؤكد سموه "أن التعايش القائم على تبادل المنافع هو السبيل للسلام والرخاء في العالم".
إن سموه يحرص دومًا على إشاعة أجواء الأمن والأمان في البحرين من خلال القرب والتواصل مع جميع المواطنين، سواء من خلال المجلس الأسبوعي العام والذي هو في حقيقة الأمر مكانًا للالتقاء بجميع فئات الشعب والتعرف على جميع المشكلات وتحقيق الأمن الاجتماعي أو من خلال زيارات سموه الميدانية لمختلف مناطق البحرين والتي باتت سمة مميزة لسموه الذي يتواجد دائمًا في موقع الحدث أينما كان كي يقف بنفسه على المشكلات التي تعرقل إنجاز المشروعات التنموية والاقتصادية ووضع ما يلزم من الخطط والدراسات اللازمة للقضاء عليها تحقيقًا للأمن الاقتصادي وضمانًا لمواصلة النهضة التنموية.
تجدر الإشارة إلى أن جمعية "تعزيز السلام"، ومقرها فيينا، تمتلك باعًا في مجال السلام، إذ تأسست في أوائل تسعينيات القرن الماضي من قبل رئيسة الجمعية صاحبة السمو الإمبراطوري الأرشيدوقة "هيرتا مارغريت هاسبورج"، والتي منحت الاستحقاق الفضي من رئيس جمهورية النمسا ووسام اليزابيث وجائزة العمل التطوعي من الرئيس الأميركي أوباما، ويتولى زوجها الأرشيدوق "ساندرو فون هاسبورج" منصب نائب رئيس الجمعية، وهما ينحدران من عائلة "هاسبورج" الشهيرة، أحد أهم العائلات الملكية في أوروبا سابقا.
وللجمعية مجلس استشاري يضم كبار الشخصيات في النمسا وتحظى بدعم العديد من المؤسسات ورجال الأعمال وتتمتع بمصداقية كبيرة للمكانة السامية للقائمين عليها.
وتشمل قائمة الشخصيات التي حصلت على جائزة شعلة السلام أسماء بارزة على الصعيد العالمي من بينها "آتيفيت يحيي آغا"، رئيس كوسوفو الحالية، و "ليج فاليسا"، الرئيس السابق لبولندا، وا "أدولف أوجي" رئيس الاتحاد السويسري سابقا، والأمير "لوران" رئيس المعهد الملكي البلجيكي للإدارة المستدامة للموارد الطبيعية وتعزيز التكنولوجيا النظيفة، و "هيرمان فان رومبوي" الرئيس الأول للمجلس الأوروبي وغيرهم من الجديرين بها والذين يبذلون جهودهم في المشروعات المحلية الرامية إلى تعزيز السلام والتفاهم بين الثقافات والأعمال الإنسانية.