اعلنت لجنة الانتخابات الاوغندية فوز يوري موسيفيني بالانتخابات الرئاسية اليوم السبت (20 فبراير/ شباط 2016)، ويحتل موسيفيني مقعد الحكم منذ ثلاثين عاماً.
وكانت نتائج جزئية للاقتراع الرئاسي بعد فرز الأصوات في 83 في المئة من المراكز بأن الرئيس المنتهية ولايته يوويري موسيفيني جاء في الطليعة بـ 61,55 في المئة من الأصوات في الاقتراع الذي دان المراقبون الأوروبيون عدم "استقلالية" اللجنة الانتخابية فيه.
وستعلن اللجنة الانتخابية التي تتهمها المعارضة بالانحياز، اعادة انتخاب موسيفيني (71 عاما) رسميا لولاية خامسة من خمس سنوات بعد ظهر اليوم السبت (20 فبراير/ شباط 2016). ويفترض ان تعلن النتائج بحلول الساعة 16,00 (13,00 ت غ).
وبنسبة 61,55 في المئة من الاصوات، يتقدم موسيفيني بفارق كبير على مرشح المعارضة كيزا بيسيغي الذي حصل على 34,47 في المئة من الاصوات ويخضع لمراقبة الشرطة.
ويتوقع الا تعترف المعارضة التي تتهم اللجنة الانتخابية بالانحياز للرئيس وبالتستر على عمليات تزوير قام بها النظام، بفوز موسيفيني.
وكان موسيفيني الذي يحكم البلاد منذ ثلاثين عاما شبه متأكد من فوزه في الانتخابات لولاية خامسة من خمس سنوات. وكان فوزه متوقعا ب51 بالمئة من الاصوات كما كشفت استطلاعات الرأي.
وفاز موسيفيني في الانتخابات التعددية الاربعة الماضية بـ 75 في المئة من الاصوات في 1996، و69 بالمئة في 2001 و59 بالمئة في 2006 و68 بالمئة في 2011.
وكانت المعارضة احتجت على نتائج آخر عمليتي انتخاب رئاسيتين فاز بهما موسيفيني ب 59% من الاصوات في 2006 و68% من الاصوات في 2011، واتهمت النظام بالتزوير.
ويتمتع موسيفيني الذي وصل الى السلطة في 1986 بعدما سيطر على العاصمة كمبالا في رأس جيش المقاومة الوطني واطاح بالرئيس المستبد ميلتون اوبوتي، بشعبية كبيرة في الارياف وبقوة ماليو وبخبرة انتخابية لحزبه حركة المقاومة الوطنية.
اما المعارض التاريخي كيزا بيسيغي (59 عاما) الخصم الرئيسي لموسيفيني فيتمتع بشعبية خصوصا في المدن ولدى الشبان ضحايا البطالة الكثيفة. لكن لا تتوافر لديه موارد مثل التي يملكها حزب الرئيس حركة المقاومة الوطنية.
وكان بيسيغي رأى ان هذه الانتخابات "لا يمكن ان تكون حرة وعادلة" لكنه اكد انه قادر على الفوز فيها حتى بعدما هزم من الدورة الاولى في عمليات الاقتراع الثلاث الاخيرة.
ولم تشهد اوغندا الواقعة في شرق افريقيا ويقدر عدد سكانها بـ 37 مليون نسمة، اي تناوب سياسي منذ استقلالها في 1962.
وجرت هذه الدورة الاولى من الانتخابات التشريعية والرئاسية في اجواء من الفوضى في كمبالا المعروفة بانها معقل للمعارضة. فقد فتحت مراكز الاقتراع بتأخير ساعات الخميس مما ادى الى صدامات بين ناخبين وقوات الامن.
ووصف رئيس بعثة المراقبة التابعة لرابطة الكومونولث هذا التأخير "بانه لا عذر له اطلاقا".
وذكرت وسائل الاعلام الاوغندية ان 19 من وزراء حكومة موسيفيني بينهم وزير الدفاع كريسبوس كيونغا المكلف الوساطة في الازمة البوروندية فقدوا مقاعدهم النيابية في الاقتراع.
"غياب للشفافية" و"اجواء ترهيب"
وكان بيسيغي اوقف الجمعة في مقر حزبه غداة الدورة الاولى من انتخابات رئاسية سادتها الفوضى ويتصدر الرئيس المنتهية ولايته نتائجها الجزئية بفارق كبير عن منافسيه.
وقال منتدى التغيير الديموقراطي حزب بيسيغي في تغريدة على تويتر انه "اوقف في مقر قيادتنا واقتيد الى جهة مجهولة". وشاهدت صحافية من وكالة فرانس برس بيسيغي الذي كان قد اوقف الاثنين ومساء الخميس يتم اقتياده الى شاحنة للشرطة غادرت المكان بعد ذلك.
وكانت الشرطة طوقت قبيل ظهر الجمعة مقر قيادة هذا الحزب في حي ناجانانكومبي في جنوب كمبالا.
ورأت بعثة المراقبة الاوروبية السبت ان اللجنة الانتخابية "تفتقد الى الشفافية والاستقلالية" ودانت "اجواء الترهيب" التي سادت خلال الانتخابات.
وقالت بعثة الاتحاد الاوروبي "حتى إذا كان الاقتراع جرى في اجواء هادئة في الجزء الاكبر من البلاد"، فان التأخير الذي سجل في كمبالا يدل على "نقص في شفافية واستقلالية اللجنة الانتخابية".
واضافت ان "حماس الناخبين للعملية الديموقراطية طغت عليه اجواء الترهيب وتحكم الحزب الحاكم بموارد الدولة".
وانتقدت "هيمنة حركة المقاومة الوطنية على المشهد السياسي"، مشيرة الى انها ادت الى "الاضرار بعدالة الاقتراع بينما ساهم ممثلي الدولة في خلق جو من الترهيب".