تبادلت بكين وواشنطن أمس، اتهامات بعسكرة بحر الصين الجنوبي، بعد معلومات أفادت بأن بكين نشرت صواريخ على جزيرة في البحر المتنازع عليه، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم السبت (20 فبراير/ شباط 2016).
وكان مسئولون أميركيون وتايوانيون أكدوا أن صوراً التقطتها أقمار صناعية تجارية أظهرت أن بكين نشرت صواريخ أرض - جو على جزيرة «وودي» في أرخبيل «باراسيل» المتنازع عليه. ولم تنفِ الصين نشر الصواريخ، لكنها شددت على «حقها» في الدفاع عن أراضيها، مشيرة إلى تشييد منارات ومحطات للطقس وبنى تحتية أخرى، لتأمين مزيد من «السلع والخدمات العامة للمجتمع الدولي» في الأرخبيل الذي تطالب فيتنام وتايوان أيضاً بالسيطرة عليه. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الصينية أن دوريـــات تنفذهــا مقاتلات وسفن حربية أميركية، إضافة إلى تدريبات تشارك فيها دولة حليفة في الإقليم، هي السبب الحقيقي لتفاقم المخاوف في شأن السلام والاستقـــرار، وزاد: «هذه التدابير أدت إلى تصاعد التوتر في بحر الصين الجنوبي، وهذه العسكرة الحقيقية له».
في المقابل، لفت ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية إلى أن الصور عن نشر بكين صواريخ في جزيرة «وودي»، تتعارض مع تعهدها الامتناع عن إضفاء طابع عسكري على بحر الصين الجنوبي. وأضاف: «الصينيون قالوا شيئاً، ويفعلون غيره كما يبدو. لا نرى أي مؤشر على توقّف جهود إضفاء طابع عسكري (على البحر)، وهي لا تفعل شيئاً لجعل الموقف هناك أكثر استقراراً وأمناً. الأمر أحدث تأثيراً عكسياً».
ووجّهت فيتنام احتجاجاً رسمياً إلى السفارة الصينية في هانوي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، مبدية «قلقاً عميقاً» من المعلومات عن نشر بكين صواريخ في جزيرة «وودي»، وحضتها على وقف «انتهاك سيادة فيتنام». وأشار ناطق باسم الخارجية الفيتنامية إلى «تعديات خطرة على سيادة فيتنام، في ما يتعلق بجزر باراسيل، تهدد سلام المنطقة واستقرارها، وأيضاً أمن الملاحة والطيران وسلامتهما وحريتهما».
إلى ذلك، حضت أستراليا ونيوزيلندا بكين على وقف تأجيج التوتر في بحر الصين الجنوبي، إذ قال رئيس الوزراء الأسترالي مالكولم ترنبول بعد لقائه نظيره النيوزيلندي جون كي في سيدني: «نحض جميع المطالبين بالسيادة في بحر الصين الجنوبي، على الامتناع عن أي تشييد على الجزر أو أي تسليح لها». وشدد على «أهمية خفض التوتر»، فيما لفت كي إلى أن نيوزيلندا تستخدم علاقتها الوطيدة مع الصين، لدعوتها إلى اتخاذ تدابير لتخفيف التوترات، وسأل: «فيما نعمّق علاقاتنا الاقتصادية مع الصين، هل يعطينا ذلك فرصاً أكبر لتوضيح ضرورة اتخاذ تلك التدابير، سراً وعلناً»؟
على صعيد آخر، أجرى الرئيس الصيني شي جينبينغ جولة نادرة شملت أبرز ثلاث وسائل إعلام في البلاد، وحضها على التعهد بولاء مطلق للحزب الشيوعي الحاكم، والسعي إلى تأثير عالمي أكبر. وقال شي لدى زيارته صحيفة «الشعب» ووكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) وشبكة التلفزة الرسمية (سي سي تي في) إن وسائل الإعلام الرسمية تشكّل جبهات دعاية للحزب الشيوعي والحكومة، معتبراً أن عليها أن تكون مخلصة للحزب، وأن تعكس إرادته وتحمي سلطته.