سارت الأمور كما توقعتها الغالبية العظمى في نصف النهائي الأول لكأس الملك لكرة القدم أمس، بانتصار محرقاوي وبلوغه المباراة النهائية على حساب النجمة، ليكون اللون الأحمر متواجداً بقوة في نهائي الثالث من مارس/ آذار المقبل، وهذا طبعاً يُعد أمراً ليس بالغريب على فريق كبير مثل المحرق (زعيم) البطولات البحرينية وكبير الأندية الكروية لدينا.
المباراة أوفت بوعودها فقط من ناحيتين، الأولى الحضور الجماهيري الجيد جداً، إذ كان هنالك حضور من ناحية جماهير الفريقين وبالذات المحرق، والناحية الثانية كانت جمالية الأهداف الحمراء، صحيح أن النتيجة كبيرة تعكس أن المباراة لم تكن مثيرة أو متكافئة، لكن الجمالية كانت حاضرة في الأهداف الستة، وبالتالي فإن تأهل المحرق مستحق للغاية بناءً على ما فعله طيلة المسابقة وصولاً لمباراة أمس.
لا نلوم النجمة كثيراً على هذه الخسارة الثقيلة على رغم ثقتنا بأنه كان بالإمكان أفضل مما كان، فمن شاهد الشوط الأول يرفع القبعة بالتأكيد لهذا الفريق لما قدمه، فهو نجح في كبح جِماح المحرقاويين وجعلهم بعيدين عن مرماه، بل وكادوا يتفوقون بهدف لولا تألق حارس المحرق سيدجعفر في انفرادية سعد العامر، ثم ما حصل في الشوط الثاني يوحي بأن الفريق يُعاني من نقص الخبرة في التعامل مع مثل هذه النوعية من المباريات، بالذات كونه قادما من الدرجة الثانية، ولديه لاعبون صاعدون، ويكفي أن نقول إن قائده عبدالرحمن يوسف (إيتو) سيكمل عامه الثالث والعشرين فقط بعد 4 أيام.
الآن بتأهل المحرق بتنا على بُعد نهائي (تاريخي) سيشهد مواجهة قوية وجماهيرية على أعلى طراز (محلي)، فإما إذا تأهل الرفاع اليوم فسيكون (الكلاسيكو) البحريني حاضراً بين الرفاع والمحرق، ولو تأهل الأهلي فسنشاهد (ديربي) الذكريات بين الأهلي والمحرق، وبالتالي ذلك يُحقق نجاحاً مبدئياً لموقعة الثالث من مارس، ولكن قبل ذلك فإننا نأمل أن يكون لقاء اليوم مميزاً من جميع النواحي، وخصوصاً أن مباراتي الرباعي الملكي تحظيان بتغطية إعلامية كبيرة من قناة رائدة في المنطقة وهي أبوظبي الرياضية التي يصل صيتها وبثها لأبعد مدى، بالإضافة للتغطية من قناة البحرين الرياضية، والفريقان (الرفاع والأهلي) لديهما المقومات ليمتعانا بمباراة كبيرة، ولا يهمنا من يفوز بقدر ما يهمنا ما سيقدمانه من متعة كروية لنا، ليكون الفائز منهما جديراً في الوقوف بوجه المحرق في النهائي.
إقرأ أيضا لـ "حسين الدرازي"العدد 4914 - الجمعة 19 فبراير 2016م الموافق 11 جمادى الأولى 1437هـ