أدانت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى برئاسة القاضي الشيخ حمد بن سلمان آل خليفة وعضوية القاضيين، ضياء هريدي وعصام الدين خليل وأمانة سر ناجي عبدالله، شابّاً بحرينيّاً متهماً بضرب فتاة (18 عاماً) بقبضة يده على صدرها ما أفضى إلى موتها.

وقضت المحكمة بحبس المتهم 3 سنوات وتغريمه 50 ديناراً كتعويض مؤقت، وإحالة القضية إلى المحكمة المدنية المختصة وإلزام المتهم بدفع 20 ديناراً أتعاب المحاماة.

وحضر مع المتهم في جلسة سابقة المحامي حسين تركي الذي تقدم بعدة دفوع، أهمها أن تقرير الطبيب الشرعي أكد عدم وجود آثار ضربات على صدر المجني عليها، وأن المتهم اعترف بضربها بسبب الاكراه الذي وقع عليه، ويعتبر ذلك اختلاف الأدلة القولية مع الفنية، مشيرًا الى أن المجني عليها تعاني من تضخم في القلب هو سبب وفاتها.

في المقابل، حضرت المحامية فاطمة الحواج المطالبة بالحق المدني، وتقدمت بلائحة مطالبة بتعويض، وردت على محامي المتهم بأن الطبيب الشرعي أكد وجود نزفات في القلب والتي تكون داخلية.

وأسندت النيابة العامة إلى المتهم أنه في (21 يوليو/ تموز 2015) اعتدى على سلامة جسم المجني عليها بأن ضربها على صدرها، فأحدث بها الإصابات المبينة بتقرير الصفة التشريحية ولم يقصد من ذلك قتلها لكن الاعتداء أفضى إلى موتها.

وتشير تفاصيل القضية، بحسب المتهم (26 عامًا) إلى أنه يقوم بتوصيل الأشخاص بباص يمتلكه، وكان من بين هؤلاء المجني عليها، لكن التوصيل تطور إلى محادثات هاتفية ثم لقاءات وإعجاب، فعرض عليها التقدم لكي يتزوجها، إلا أنها طلبت منه الانتظار إلى حين استكمال دراستها، وخلال تلك الفترة، استطاع أن يرتبط بأخرى وتزوجها، لكن المجني عليها لم تتركه في حاله، فكانت تراسله عبر الواتس اب، فطلب منها الابتعاد عنه حتى لا تتسبب في مشكلات مع زوجته.

وفي يوم الواقعة طلبت منه مقابلتها وأصرت على ذلك، فذهب إليها وركبت معه الباص، وتناقشا لكن النقاش تطور فقامت المجني عليها بأخذ هاتفه، وقالت له إنها ستبلغ زوجته بعلاقتهما، فقام المتهم بضربها على صدرها بيده وأخذ الهاتف، لكنه سمع شهقة إذ كانت تجلس الفتاة خلفه، ثم سمع رأسها يرتطم بالباب ليكتشف أنها غابت عن الوعي، فقام بحملها وإنزالها من الباص وحاول إفاقتها، لكن بعض النساء تجمعن وسألنه عما يحدث فأخبرهن أنه وجدها ملقاة على الأرض وطلب منهن الاتصال بالإسعاف، ثم قرر أن يوصلها بسيارته إلى السلمانية.

وهناك تبين أنها فارقت الحياة، وأنكر المتهم معرفته بها، وأبلغهم بالرواية التي اختلقها، وفي تلك الأثناء كان والدها أبلغ عن اختفاء ابنته فعرف أنها توفيت، فتم عمل تحريات دلت على وجود علاقة بين الفتاة ومن قام بتوصيلها إلى المستشفى، وذلك من خلال تفريغ محادثات هاتفها قبل الواقعة ليتبين أنها اتصلت بالمتهم.

وبناء على ذلك اعترف المتهم بالواقعة، وقال إنه ضربها ضربة واحدة على صدرها، لكن تبين أن الفتاة تعاني من تضخم في القلب وهو ما أكده والدها، وقال الأطباء ربما تكون الوفاة بسبب انفعال نتيجة تعرضها لموقف نفسي، أو نتيجة للضربة التي أدت إلى غضبها وزيادة انفعالها ما أصابها بنوبة قلبية.