رفضت فرنسا أمس الجمعة (19 فبراير/ شباط 2016) مشروع قرار روسيا بشأن سورية وحمّلت موسكو مسئولية «التدهور الخطير» في سورية، وذلك قبيل إجراء مشاورات في مجلس الأمن أمس.
ورداً على سؤال صحافي بشأن ما إذا كان مشروع القرار الروسي - الذي يندد بالنشاطات العسكرية لتركيا - يمكن أن يُعتمد، قال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا ديلاتر: «بشكل واضح لا».
والتقى مسئولون أميركيون وروس مساء أمس في جنيف للبحث في إمكانات وقف إطلاق النار في سورية الذي كان من المفترض أن يدخل حيز التنفيذ هذا الأسبوع في حين انعقد مجلس الأمن بناء على طلب روسي للبحث في احتمالات التدخل التركي البري في سورية.
ومع اقتراب النزاع في سورية من دخول عامه السادس تبدو فرص السلام أضعف من أي وقت مضى، حسبما أقر موفد الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا.
وانعقد مجلس الأمن الساعة 16:00 في جلسة مغلقة لإجراء مشاورات بشأن النزاع السوري بناء على طلب روسيا التي دعت لعقد الجلسة الطارئة معبّرةً عن القلق من «طرح تركيا احتمال قيامها بعملية عسكرية برية في سورية». وتعليقاً على محادثات جرت بين مسئولين أميركيين وروس في جنيف للبحث في وقف إطلاق النار في سورية قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري مساء أمس إنه «لا يزال يتعيّن القيام بالكثير» للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في سورية.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا أعلنت في وقت سابق أن «روسيا والولايات المتحدة تجريان مشاورات على مستوى الخبراء حول قضايا سترفع إلى مجموعة الدعم الدولية للموافقة عليها». ونقلت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قوله إن «المشاورات المكثفة» بدأت الخميس. ويبحث الدبلوماسيون والمسئولون العسكريون وخبراء البلدين في «وقف إطلاق النار» و «محاربة عدوّنا المشترك أي الإرهابيين في جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)».
وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند رأى أمس أن «هناك خطر نشوب حرب» بين تركيا وروسيا في حال تدخل أنقرة في سورية. وقال هولاند لإذاعة «فرانس انتر» إن «تركيا طرف في سورية... وهنا ثمة خطر نشوب حرب (مع روسيا) ولهذا السبب يجتمع الآن مجلس الأمن الدولي».
على الأرض وسّعت تركيا دائرة قصفها إلى مناطق عدة في محافظة حلب في شمال سورية مستهدفة مواقع القوات الكردية السورية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: «إنه القصف الأعنف» منذ بدء القصف التركي في الثالث عشر من فبراير.
كما أعلن المرصد من جهة ثانية أن القوات الكردية سيطرت أمس بدعم من ضربات التحالف الدولي على مدينة الشدادي الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» في شمال شرق سورية. وأفاد بأنّ قوات «سورية الديمقراطية» سيطرت على مدينة الشدادي معقل التنظيم المتشدد في الريف الجنوبي لمدينة الحسكة، بعد هجوم عنيف بدأته فجر الأربعاء.
وخلال تقدمها، تمكنت القوات الكردية من قطع اثنين من طرق الإمداد الرئيسية للتنظيم تربط إحداها الشدادي بالموصل في العراق والأخرى بالرقة، المعقل الرئيسي للجماعة في سورية.
في المقابل حذر حلف شمال الأطلسي تركيا بعدم الاعتماد عليه للحصول على دعم في حال حصلت مواجهة بينها وبين روسيا على خلفية النزاع السوري. وقال وزير خارجية لوكسمبورغ جان ايزربورن متحدثاً باسم الأطلسي: «الحلف لن يسمح بانجراره إلى تصعيد عسكري مع روسيا بسبب التوترات الأخيرة».
وقال موفد الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا في مقابلة مع صحيفة «سفينسكا داغبلاديت» نُشرت أمس: «لا يمكنني واقعياً الدعوة إلى محادثات جديدة في جنيف في 25 فبراير، لكننا ننوي القيام بذلك قريباً».
وأضاف «إننا بحاجة إلى عشرة أيام حتى نستعد ونرسل الدعوات، والمحادثات... يمكن أن تكلل بالنجاح إذا استمرت المساعدات الإنسانية وإذا توصلنا إلى وقف لإطلاق نار».
العدد 4914 - الجمعة 19 فبراير 2016م الموافق 11 جمادى الأولى 1437هـ