العدد 4914 - الجمعة 19 فبراير 2016م الموافق 11 جمادى الأولى 1437هـ

كنز أثري في الشارقة يسلّط الضوء على عُمان القديمة

سمو حاكم الشارقة متجولاً في المعرض
سمو حاكم الشارقة متجولاً في المعرض

أعلنت إمارة الشارقة أخيراً عن اكتشاف أثري جديد ومهم في مركز مليحة للآثار، ينطوي على أهمية تاريخية كبرى للمنطقة، ويتمثل في نقش جنائزي يرجع إلى القرن الثالث قبل الميلاد.

ويشكل مشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية، واحداً من أهم المشاريع السياحية والأثرية في دولة الإمارات العربية المتحدة، والأكبر من نوعه في المنطقة الوسطى التابعة لإمارة الشارقة.

ويتكون الكنز التاريخي الذي تم اكتشافه من قبل فريق بلجيكي من متاحف الفن والتاريخ في بروكسل، بالاشتراك مع فريق إدارة الآثار في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، من نقش ينتصب فوق قبر كبير يتكون من حجرة دفن تحت سطح الأرض بقياس 5.20 أمتار مربعة، ويحمل النقش المكتوب باللغة الآرامية واللغة العربية الجنوبية، هوية وسلالة الشخص المتوفى، وهو عَمد بن جَر بن علي كاهن، ملك مملكة عُمان، والتاريخ الذي تم فيه بناء القبر، وهو العام 90 أو 96 بحسب التاريخ السلوقي، أي ما يساوي العام 222/221، أو 216/215 قبل الميلاد، ما يجعله أقدم اكتشاف تاريخي حتى الآن يرد فيه اسم لعُمان، ويثبت كذلك أنّ ملك عُمان كان موجوداً في أواخر القرن الثالث قبل الميلاد.

ويمثل «مركز مليحة للآثار»، المرحلة الأولى من مشروع مليحة، وتم إنشاؤه ضمن مبنى صمم بطريقة مميّزة يتيح للزوار التجول داخله والاطلاع على مكوناته بطريقة سهلة وممتعة وتفاعلية.

ويضم المشروع عدداً من المواقع الأثرية وهي ضريح أم النار والذي يقع ضمن مركز مليحة للآثار، حيث يعتبر من أكثر أبنية القبور إثارة للإعجاب مقارنة بما اكتشف في مواقع الجنازات القديمة في منطقة مليحة. واستُخدِم موقع الدفن هذا، والذي شُيِّد في تاريخ 2300 قبل الميلاد تقريباً لمدةٍ تقارب 200 عام.

ويعتبر هذا القبر الدائري الذي يبلغ قطره 13.85 متراً من أكبر القبور خلال مرحلة أم النار في جميع إمارات الدولة. وتنقسم حجرة القبر إلى نصفين، نصف شرقيٍ ونصف غربيٍ، حيث تم تقسيم كل جزء إلى أربع وحداتٍ مع مداخل تصل كل حجرة بالأخرى. ويضم المشروع أيضاً وادي الكهوف، وقلعة مليحة، وقصر مليحة، وغرف الدفن، والتي صممت جميعها بطريقة مميزة تتيح للزوار التجول داخلها والاطلاع على مكوناتها بطريقة ممتعة وتفاعلية، ويضم المشروع تضاريس طبيعية متنوعة، مثل الجبال، والصحراء، بالإضافة إلى احتوائه على تنوع كبير ونادر من النباتات الطبيعية. ويمتلك مشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية مقومات ضخمة كوجهة سياحية، نظراً لجمال المنطقة الطبيعي، وتنوع الحياة البرية النادرة فيها، والاكتشافات الأثرية التي تجعلها جديرة بترشيحها لتكون موقعاً للتراث العالمي من قبل اليونسكو، يعكس التراث الأثري والثقافي الغني للمنطقة، كما سيساعد في المحافظة على المواقع الأثرية المميّزة والتي يعود تاريخ بعضها إلى الألف الثالث قبل الميلاد، ويسعى أيضاً إلى حماية الحيوانات البرية الأصيلة، مثل المها العربي وغزال الريم وغزال الدماني والنعام.

عدد من الحضور في المعرض
عدد من الحضور في المعرض




التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً