تنتشر الكثير من المعلومات والمواقع الإلكترونية التي تقدم تلك المعلومات بخصوص مرض السرطان وأسبابه، وكيفية مقاومته، لكن ليس بالضرورة كل ذلك الكم الهائل منها مبني على الأدلة والبراهين العلمية الموثقة، بل قد تكون معلومات خرافية وغير صحيحة بتاتًا علميًّا، لذلك يتطرق في عجالة هذا المقال إلى بعض تلكم المعلومات الخرافية.

الخرافة الأولى، وهي أن مرض السرطان هو مرض عصري: وهي معلومة غير صحيحة بتاتًا؛ لأنه تم اكتشاف بعض حالات السرطان على يد الأطباء المصريين واليونانيين القدماء في بعض الهياكل العظمية لأناس عاشوا قبل ثلاثة آلاف سنة، وأن السبب الرئيسي لمرض السرطان هو التقدم في العمر والإصابة ببعض أنواع البكتيريا والفيروسات.

الخرافة الثانية، وهي أطعمة تمنع السرطان: وتنتشر أقوال شائعة بأن بعض أنواع الخضراوات والفاكهة أو الشاي الأخضر يمنع حدوث مرض السرطان، وهذا القول ليس له أساس علمي، ولكن القول بأن المحافظة على نظام غذائي متوازن وصحي والامتناع عن التدخين والتقليل من شرب الكحوليات وممارسة النشاط البدني المتواصل ومحاربة السمنة، كل هذا حتمّا يلعب دورًا مهمًّا في الصحة العامة الجسدية.

الخرافة الثالثة وهي تناول الحمضيات مسبب لمرض السرطان: وتتناول هذه المعلومة موضوع أكل الحمضيات التي تسبب حموضة في الدم وهذا يؤدي إلى نشوء الخلايا السرطانية، وتلك المعلومة ليس لها أساس من الصحة؛ لأن نسبة الحموضة ونسبة القلوية في الدم وفي الخلايا هما وظيفتان أساسيتان للكليتين وللرئتين بهدف الإبقاء على توازن مستمر بينهما، وأن أي خلل في وظيفتهما يؤدي إلى اختلال جسدي وصحي.

الخرافة الرابعة وهي السكر يغذي الخلايا السرطانية: من المعروف أن السكر يحتوي على مادتي الجلوكوز والفركتوز، إذ يتم هضم السكر والنشويات في الجسم ليتحولا إلى تركيبتهما المبسطة حيث يحتاج الجسد لتلكما المادتين لإنتاج الطاقة بواسطة الخلايا الطبيعية، وأيضا بواسطة الخلايا السرطانية «إن وجدت في الجسد» وصحيح أن الخلايا السرطانية تنمو بوتيرة أعلى من الخلايا الطبيعية، ومن هذا المنطلق هناك دراسات حول هذا الموضوع من أجل وضع حدّ لنمو الخلايا السرطانية، وهذا ليس ضد مفهوم التوقف عن تناول الأطعمة النشوية والسكريات، لكن من منطلق مفهوم اتباع نمط غذائي صحي ومتوازن بشكل عام.

الخرافة الخامسة، وهي الأدوية السحرية لعلاج مرض السرطان: حيث تنتشر الإعلانات الترويجية لدواء ما أو لمركز ما في وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية والتي قد تعرض بعض قصص الحالات التي شفيت تماما من المرض لكن بدون عرض تفاصيل عن تلك الحالات أو نوع السرطان وفي أية مرحلة والتي تحاول ترويج وبيع تلك الأدوية على الناس والتي لا يكون لها أي أساس علمي أو دراسات أو تجارب علمية على الحيوانات أو البشر المرضى، لذلك وجب الانتباه والحذر والاستفسار لدى المختصين في هذا المجال.

الخرافة السادسة، وهي الأدوية الكيماوية المعالجة لمرض السرطان قاتلة: وهذه المقولة لا تمت إلى الواقع بصلة، وأن العلاجات المتوافرة عند حدوث المرض قد تكون جراحية أو إشعاعية أو كيماوية، وهذه العلاجات تقتل الخلايا السرطانية وأيضّا تقتل الخلايا الطبيعية وهذا سبب حدوث المضاعفات من تناولها، وهناك تطور كبير على مدى الثلاثين عاما الماضية على مختلف الأدوية الكيماوية في علاج بعض أنواع السرطانات في الدول المتطورة.

الخرافة السابعة، وهي لا يوجد تطور في محاربة مرض السرطان: وهذا خاطئ تمامًا؛ لأن هناك العديد من الأدلة التي تبينها الدراسات العلمية والإحصائية على سبيل المثال في بريطانيا بتضاعف الناجين من مرض السرطان في الأربعين عاما الماضية وأن الموت بسبب مرض السرطان قد نقص بمعدل 10 في المئة وأن نصف المرضى المصابين استطاعوا الحياة لمدة عشر سنوات منذ التشخيص.

المقال هو محاولة مبسطة لشرح بعض المعلومات الخاطئة الشائعة بين الناس والتي قد تؤدي إلى نتائج سلبية على نفسية المصاب خلال مرحلة التشخيص والعلاج وما بعد بعد العلاج، لذلك وجب الحذر من مصادر تلك المعلومات التي تقع بين أيديكم عبر وسائل التواصل الإجتماعي والبحث الجيد والمراجعة والاستفسار من أجل الاطلاع على الحقيقة والصحة.

وأخيرًا يعتقد الكثير من الناس أن سمك القرش لا يصاب بمرض السرطان وهذا من أكبر الخرافات المنتشرة، والحقيقة هي أن سمك القرش قد يصاب بمرض السرطان.