تنمية الذات مهارة أساسية من شأنها أن تساعد الشخص طوال حياته، وهي تنطوي على تحديد الأهداف والأولويات وإدارة الوقت، وتطوير سلوك الشخص من أجل تأكيد دوافعه نحو النجاح. هذه المهارة الأساسية تساعد الشخص للتغلّب على سلوكيات التسويف التي تضيّع الفرص من بين يديه، وتساعده على تجنّب التوتر وتوفر له الفرص للمشاركة في أنشطة ترفيهية تساعده في نجاح حياته المهنية.
الإدارة الذاتية تتطلب مهارات التنظيم الذاتي من أجل رصد ومراقبة وتوجيه جوانب النفس نحو التعلم والتطور باستمرار، إضافة إلى ترشيد الممارسات الحياتية اليومية، بما في ذلك تناول الطعام والنوم بشكل صحيح وإدارة الإجهاد.
وهناك مناهج عديدة لتمكين الشخص من تطوير ذاته، من بينها، مثلاً، البرمجة اللغوية العصبية Neuro-Linguistic Programming، واختصارها NLP، وهو نهج يشمل ثلاثة مكونات تعتبر من الأكثر تأثيراً في إنتاج التجربة الإنسانية، وهي: علم الأعصاب (الذي يحدد كيفية عمل جسد الإنسان)، واللغة (التي تحدد كيفية التفاعل والتواصل مع الآخرين) والبرمجة (التي تؤثر في الجسم والسلوك)، ويستخدم هذا النهج أساساً من أجل التنمية الذاتية. هذا النهج ابتكره العالمان ريتشارد باندلر وجون غرايندر Richard Bandler & John Grinder العام 1975، وقالا إن هناك صلة بين العمليات العصبية (العصبية) واللغة (لغوية) والأنماط السلوكية المستفادة من خلال تجربة (البرمجة) وإن هذه يمكن تغييرها لتحقيق أهداف محددة في الحياة. وطرح العالمان أن بإمكان استخدام هذا المنهج لتكوين الأنموذج المثالي للمهارات الاستثنائية للأشخاص، وبعد ذلك يمكن تدريب الآخرين لتطوير سلوكياتهم بما يقترب من ذلك الأنموذج.
وقد انتقل هذا النهج من العلاج النفسي إلى علم الإدارة وتطوير الذات، وأصبح صناعة كبيرة في مجال الأعمال وتطوير الكفاءات السلوكية الهادفة لتطوير «الشخصية المرنة»، القادرة على مواكبة التغيير.
ويركّز هذا النهج على «ذاتية التفكير»... فلو نظرنا إلى خريطة الواقع، مثلاً، فإنها ليست هي الواقع، ولا يمكننا أبداً معرفة الواقع والحقيقة، وكل ما يمكننا معرفته هو تصوراتنا الذاتية للواقع، وهذه التصورات تخضع للحواس الخمس في المقام الأول، التي تحدد كيف نتصرف والتي تعطي للسلوكيات معنى. إن الإنسان يستجيب لخريطة الواقع التي في ذهنه وليس للواقع نفسه.
كما ينظر هذا النهج إلى العقل والجسم بصفتهما منظومة واحدة، وتسمع كثيراً ممن دخل دورات تدريبية من هذا النوع تكرار عبارات مثل «إذا كنت تفعل دائماً ما اعتدت على فعله، فإنك تحصل دائماً على ما اعتدت الحصول عليه»، «ليست هناك مشكلة لا يوجد لها حل»... الخ.
أحد البارزين في مجال إدارة وتنمية الذات توني روبنز Tony Robbins يشير إلى أن قوة الدفع الذاتية هي المصدر الأساس لقوة الشخص، وأن طاقته الداخلية تتدفق نحو الاتجاه الذي تركّز عليه. وهذا يتطلب من الشخص أن يمكّن نفسه بنفسه، وأن يوجّه أفكاره وطاقته نحو الأهداف التي يسعى إليها، وهذا هو السبب في أن كل شخص يحتاج إلى خطة للتنمية الذاتية لمساعدته في تمكين نفسه، وتوجيه تركيزه لخلق زخم داخلي من أجل تحقيق النتائج التي يبتغيها.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 4913 - الخميس 18 فبراير 2016م الموافق 10 جمادى الأولى 1437هـ
تنمية الذات
افضل منهج لتنمية الذات هو القرآن الكريم و الدعاء و التوجه باخلاص الى الله تعالى
فالله تعالى يحثنا الى التغيير الايجابي و التبصر في أنفسنا
قال تعالى " لا يغير الله ما بقومٍ حتى يغيروا ما بانفسهم"
...
لا كلام بعدَ هذا.
كفّيت ووفيت
مقالات من ذهب
سبق وأن أشرت في تعليقاتي على مقالاتك الجميله وقلت حينها أننا بحاجه ماسة كمجتمع لمثل هذه المقالات الجميله الهادفه فلك الشكر دكتور الغالي
من ألف وأربع مئة سنه قالها أمير الكلام سيدي ونور عيوني علي بن أبي طالب عليه السلام ( أتحسب أنك جرم صغير وأنطوي فيك العالم الاكبر ) , نعم المركزيه للانسان هي نفسه وجوهره ... لحظة للتأمل والتفكر والتدبر ... تنمية الذات تبدأ بمعرفة النفس . أم مروه .