قال الباحث الأكاديمي الكويتي، محمد الرميحي، إن دول الخليج أخذت تذكرة «يا نصيب» مما وصفه بـ «ربيع العرب» ولم تشترِ معها بوليصة تأمين من الداخل والخارج، واصفاً الوضع في الدول العربية بأنه «سوداوي».
جاء ذلك في الجلسة الأولى للملتقى التشاوري الثاني للملحقين الثقافيين العرب في البحرين، والذي أقيم يوم أمس الأربعاء (17 فبراير/ شباط 2016)، بمركز عيسى الثقافي، وذلك برعاية عميد السلك الدبلوماسي السفير الكويتي في البحرين، الشيخ عزام بن مبارك الصباح. وحضر حفل انطلاق الملتقى رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، إلى جانب عدد من السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي.
وتحدث الرميحي عن الثقافة العربية، وعن المقومات والتحديات، معتبراً أن من بين ما يعيق الثقافة هو الفساد، مبيناً أن الدول العربية تستجيب للضغوط، بينما الضغوط لا تستجيب لها.
ونقل الرميحي شيئاً من تجربته في مجال التدريس الجامعي، موضحاً أن الشباب العربي أصبح «مهووساً» بمواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً «تويتر»، ويلتفت إلى ما ينشر فيه أكثر من أي أمر آخر، ولذلك فهو يطرح أول سؤال في أول يوم دراسي، وهو «ما هو الملغى علينا من المقرر؟»، ليكون الرد من الرميحي بحسب ما ذكر أن الملغى هو الورقة الأولى من الكتاب والأخيرة منه.
وأشار إلى أن «الفرق بين المظلوم وغير المظلوم هو الفرق نفسه بين من يمتلك واسطة وبين ما لا يملك واسطة»، مؤكداً أن الكثيرين يوظّفون بناءً على مَنْ يعرفون، وليس ما يعرفون.
ورأى أن الدول «القمعية» بحسب وصفه لن تنتج إلا «داعش»، داعياً الدول الخليجية إلى اتباع المثل المعروف «جَوّد مجنونك لا يجيك إللي أجن منه»، وخصوصاً في الوضع الحالي.
وقال إن الدول الخليجية أصبحت بين عاملين: انخفاض أسعار النفط من جانب، والدخول في الحرب جانب آخر، معتبراً أن ما يحدث في اليمن هو «حرب».
هذا، وانطلق الملتقى بكلمة لرئيسه رئيس المكتب الثقافي الكويتي في البحرين، عبدالله الكندري، الذي أفاد بأن هذا الملتقى جاء مبادرة من السفارة السعودية، وسعياً منها لتأسيس ملتقى ثقافي عربي، مشيراً إلى أن الكويت، وهي الراعي للملتقى هذا العام، عملت على توسيع دائرة المشاركة من السفارات العربية في البحرين.
من جانبه، ذكر عميد السلك الدبلوماسي في البحرين، السفير الكويتي الشيخ عزام الصباح، أن أعمال الملتقى تأتي بالتزامن مع الاحتفال بأعياد الكويت الوطنية، واختيار الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية.
ولفت إلى أن الملتقى سعى إلى توسيع عضوية ممثلي الدول العربية، وتبني أفكار ثقافية رائدة والاهتمام بالمجال التعليمي، مؤكداً أن رعاية الكويت ملتقى الملحقين الثقافيين سيسهم في تعزيز دعمها للثقافة، وجعلها حاضنة للنشاطات الثقافية المميزة.
ورأى أن الملتقى يأتي في الوقت الذي تواجه الدول الخليجية والعربية تحديات جساما.
العدد 4912 - الأربعاء 17 فبراير 2016م الموافق 09 جمادى الأولى 1437هـ