أكدت الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية للمؤهلات وضمان جودة التعليم والتدريب جواهر المضحكي أن "مؤسسات التعليم العالي في المملكة تسير بخطى ثابتة وبعلاقة تكاملية مع ما تقوم به الهيئة، وذلك بالاستفادة من المراجعات المقدّمة لها في كافة الجوانب المؤسسية وأداء البرامج الأكاديمية".
وأشارت المضحكي إلى أن "العديد من مؤسسات التعليم العالي في المملكة، قامت بتطوير السياسات اللازمة لإدارة برامجها الأكاديمية، بالإضافةِ إلى تحسين كفاءتها المؤسسية وقدراتها التنظيمية، بما يتناسب واحتياجات البرامج الأكاديمية، وهذا بالضبط ما تسعى لتحقيقه تقارير المراجعات الصادرة عن الهيئة".
جاء ذلك لدى افتتاح الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية للمؤهلات وضمان الجودة المنتدى الرابع لإدارة مراجعة أداء مؤسسات التعليم العالي تحت عنوان (تعزيز المعايير الأكاديمية في التعليم العالي)، والذي عقدته الهيئة اليوم بمشاركة وحضور نحو (100) من المهتمين بالتعليم العالي في مؤسسات التعليم العالي العاملة في المملكة والأطراف ذات العلاقة.
وقالت المضحكي: "إن مؤسسات التعليم العالي، ومع المراجعات المستمرة، اتجهت إلى التركيز على التعلم القائم على المخرجات؛ وذلك لتقليل الفجوة بين متطلبات سوق العمل ومخرجات البرامج الأكاديمية"، إذ أن مراجعات الهيئة تشكل مقياسا ودليلا على التطور والتحسن في أداء تلك المؤسسات، معتبرة أن التطور الذي حققته الهيئة في مجال تطوير أداء مؤسسات التعليم العالي بدأ يؤتي ثماره، إلا أنه مازالت هناك بعض القضايا التي لابد من حلها لضمان تقديم برامج أكاديمية ذات جودة عالية، وخاصة فيما يتصل بالبرامج الحاصلة على حكم: ""قدر محدود من الثقة" أو "غير جدير بالثقة"؛ وذلك لضمان استمرارية تطور التعليم العالي في مملكة البحرين، ولتكون مؤسساتنا قادرة على تخريج مواطن بحريني قادر على المنافسة في سوق العمل على المستويين الإقليمي والدولي.
وفي ختام حديثها شددت الرئيس التنفيذي على أن الهيئة ومن خلال منهجية عملها، تؤكد على العمل التشاركي بين جميع الأطراف، وتشجيع الجامعات على الاستفادة من التغذية الراجعة من الأطراف ذات العلاقة من الطلبة، والخريجين، وأرباب الأعمال، والمجالس الاستشارية في تطوير البرامج الأكاديمية وتعزيز مخرجاتها، مؤكدة أن التأثير النوعي الذي تحدثه الهيئة في الميدان، يُترجم الدعم الكبير الذي تلقاه من قيادتنا الرشيدة التي كانت ولا زالت الداعم الأول للنهضة التعليمية في الوطن، مثمنة الدور الكبير الذي يقوم به المجلس الأعلى لتطوير التعليم والتدريب برئاسة نائب رئيس الوزراء رئيس المجلس الأعلى لتطوير التعليم والتدريب سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة.
وقالت القائم بأعمال مدير إدارة مراجعة أداء مؤسسات التعليم العالي وفاء المنصوري "أن قطاع التعليم العالي قد تطور في السنوات الأخيرة إلا أنه ما زال يحتاج لمعالجة من عدد من القضايا والتحديات، داعية إلى ضرورة وجود متكامل لجميع البرامج الأكاديمية، ويحدد وبشكل واضح مخرجات التعلم المطلوبة، إضافة إلى تبني سياسات قبول مناسبة لاحتياجات كل برنامج ، وتوفير المرافق الملائمة، والموظفين الإداريين، والهيئة الأكاديمية المناسبة لتقديمه بجودة عالية، بالإضافة إلى أن المعايير الأكاديمية للخريجين ما تزال محل بحث واهتمام بالغ؛ نتيجة عدم تناسب أعمال الطلبة وأدوات التقييم مع مستوى البرامج والمقررات الدراسية ومخرجات التعلم المطلوبة لبعض البرامج".
هذا وقد تضمن منتدى 2016، عروضًا تقديمية متخصصة، وورش عمل، وجلسات نقاش؛ إذ إنه اشتمل على عرض لأوراق عمل رئيسة، من بينها ورقة عمل قدمتها القائم بأعمال مدير إدارة مراجعة أداء مؤسسات التعليم العالي وفاء المنصوري، بعنوان: (نحو تعزيز ثقافة الجودة)، كما قدم الأستاذ الفخري في التاريخ الاقتصادي بجامعة رودس في جراهام تاون في جنوب أفريقيا البروفيسور آرثر ويب ورقتي عمل، إحداهما بعنوان: (نحو مراجعة نوعية لعملية تقييم الطلبة في التعليم الجامعي: إغلاق حلقة التغذية الراجعة؛ من أجل تعزيز الجودة في كل نواحي التدريس)، كما قدم ورشة بعنوان: ( كيف يمكننا تحسين طرق التدريس والتقييم لإعداد طلابنا لواقع العمل).
هذا، وقد قدمت البروفيسور في التعليم وحلول الإدارة دولينا داولنغ، ورقة حول (مواصفات الخريجين: تحويل الأمل إلى واقع ملموس)، كما شاركت المستشار في الشئون الأكاديمية في الهيئة لبنى آل خليفة بورقة عمل حول (المقايسة المرجعية وتعزيز الجودة في التعليم العالي).
واختتم المنتدى بورشة عمل شهدت مناقشات وملاحظات بشأن التعليم العالي ومؤسساته، وطرح لعدد من القضايا والتحديات التي يعاني منها هذا القطاع، ليخرج المشاركون بعدد من التوصيات يمكن للمعنيين تفعيلها لما لها من دور في تطوير وتحسين المؤسسات العاملة في قطاع التعليم العالي.