نظمت إدارة تعزيز الصحة حفل تدشين مشروعي "تعلم واربح" و"التعايش مع مرضي لعام 2016"، اللذين يعدان من المشاريع المهمة والتي تطبق لتعزز المفهوم الأساسي لتعزيز الصحة، حيث يمكنان المرضى من التحكم بصحتهم عن طريق تنمية قدراتهم وتزويدهم بالمعارف والمهارات الحياتية اللازمة وتوفير السياسات الصحية والبيئة المساندة لتمكينهم من السيطرة على مشاكلهم الصحية وتسهيل عملية تبنيهم للسلوكيات والأنماط الصحة السليمة، وذلك برعاية وكيل وزارة الصحة عائشة مبارك بوعنق.
من جهتها، قالت وكيل وزارة الصحة عائشة مبارك بوعنق، إن "هذه المشاريع الهادفة تأتي تنفيذاً لأهداف ومبادرات إستراتيجية تحسين الصحة 2015-2018 وتماشيا مع الرؤية الاقتصادية الوطنية 2030، حيث تندرج هذه المشاريع تحت الهدف الأول من الإستراتيجية وهو الحفاظ على صحة السكان من خلال تعزيز الصحة والوقاية، وذلك من خلال تطوير البرامج التوعوية والوقائية ومنها تحفيز الأسلوب المعيشي الصحيح والتشجيع عليه"، مشيرة إلى أنه قد تم إدراج عدة مشاريع تحت هذا البرنامج مثل مشروع "تعلم واربح"، "التعايش مع مرضي"، و"المجمعات التجارية الصديقة للصحة"، و"الحملة الاعلامية لترويج انماط الحياة الصحية"، مشروع طلبة المدارس "التثقيف بالترفية".
وأشارت إلى أن جملة من هذه المشاريع تأتي لمواجهة التحديات التي تواجه القطاع الصحي في مملكة البحرين وفي مقدمتها الانتشار المتزايد في معدل الأمراض غير السارية مثل أمراض القلب وتصلب الشرايين وداء السكري والسرطان وهي من أهم أسباب اعتلال الصحة والوفاة في مملكة البحرين. وأحد أهم أسباب هذا هو تفشي السلوكيات وانماط الحياة غير الصحية، مثل التدخين والنظام الغذائي غير الصحي والخمول البدني، وجميعها يمكن الوقاية منها من خلال نشر ثقافة مجتمعية تعزز السلوكيات الصحية وتحمل المسؤولية الذاتية في العناية بصحة الفرد والأسرة و تبني نمط حياة صحي.
وشددت بوعنق على أهمية "مشروعي "تعلم واربح" و"اتعايش مع مرضي" اللذان يتم تدشينهم اليوم، مطبقين المفهوم الاساسي لتعزيز الصحة، وهو تمكين المرضى من التحكم بصحتهم عن طريق تنمية قدراتهم وتزويدهم بالمعارف والمهارات الحياتية اللازمة وتوفير السياسات الصحية والبيئة المساندة لتمكينهم من السيطرة على مشاكلهم الصحية وتسهيل عملية تبنيهم للسلوكيات والأنماط الصحة السليمة".
وأضافت "لقد اثمرت المرحلة التجريبية لهذين المشروعين العام الماضي 2015، بنتائج ناجحة فيما يتعلق بتحسين السلوك الغذائي والرياضي ومؤشرات العناية الذاتية بين المشاركين، صاحبه تحسن ايجابي أيضاً في مؤشراتهم الصحية، ونتمنى للمشاريع هذا العام نجاحا مماثلاً وأكثر".
وفي ختام كلمتها، تقدمت وكيلة الصحة بالشكر الجزيل إلى عبير الغاوي وجميع منتسبي إدارة تعزيز الصحة على جهودهم في الاعداد والتنظيم لهذا الاحتفال وإلى شركة سيرفيير لدعمهم هذه الفعالية وكذلك جميع من ساهم من داخل وخارج الوزارة من اجل انجاح هذه المشاريع فلهم كل الشكر والثناء.
من جانبها، أوضحت القائم بأعمال مدير إدارة تعزيز الصحة، عبير الغاوي بأن تدشين مشروعي "تعلم واربح" و"اتعايش مع مرضي" معتمدان ضمن خطة الحكومة للعام 2015-2018 ويتبعان الهدف الاستراتيجي الأول لوزارة الصحة المتمثل في الحفاظ على صحة السكان من خلال تعزيز الصحة، تحقيقاً لأولى المبادرات التي تتبع هذا الهدف وهي "تعزيز أنماط الحياة الصحية للحفاظ على الصحة وخفض نسبة الإصابة بالأمراض غير السارية".
وذكرت "يستهدف المشروع الأول "تعلم واربح" الأشخاص المصابين بعوامل الاختطار للأمراض المزمنة غير المعدية، ممن يتم اكتشافهم في عيادات الاكتشاف المبكر بالمراكز الصحية، وبعد تحديد اهدافهم الصحية والسلوكية، يتم اشراكهم في برنامج تثقيفي مدته 3 شهور، يتضمن جلسات إرشادية فردية، وحلقات نقاش جماعية، وورش عملية لمهارات التسوق الذكي والطبخ الصحي، ويتم تحفيزهم من خلال مجاميع دعم للأنشطة البدنية كإستخدام برامج في الهواتف الذكية، وبتدريبهم على تقنيات تغيير السلوك عبر سجل المراقبة الذاتية ومساعدتهم في التعامل مع المشاكل اليومية عن طريق اسلوب حل المشكلات و والتعامل مع الضغوط غيرها".
وزادت بالقول "إما عن المشروع الثاني "أتعايش مع مرضي" والموجه للأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم أو داء السكر في عيادات الأمراض غير السارية، والذي يهدف الى تمكين المرضى وذويهم من مهارات العناية الذاتية، من خلال عمل الفحوص المنزلية، والقيام بالمراقبة الذاتية، والالتزام بالخطة العلاجية الموصوفة لهم".
أتعايش مع مرضي برنامج يستهدف ايضا تحسين السلوك الغذائي، وزيادة ممارسة النشاط البدني، وذلك للوصول للهدف الاهم وهو التحكم في مستوى السكر بالدم والحفاظ على وزن صحي، وعلى معدل منضبط للدهون وضغط الدم لدى المشاركين، وذلك من شانه التقليل من المضاعفات وتوفير جودة حياة أفضل لهم واكثرانتاجية وعطاء على المستوى الفردي وعلى مستوى الوطن.
وبينت الغاوي "لقد اتممنا العام الماضي بحمدالله المرحلة التجريبية لهذين المشروعين، واستفدنا من نتائجها في نتائجها في تطويرها، وسيتم باذن الله خلال هذا العام تدريب ثلاث دفعات من المشاركين من مرضى عيادات الكشف المبكر وعيادات الامراض المزمنة. ولقد بدأ العمل على الدفعة الاولى من المشاركين في هذه المشاريع في يناير2016، في 12 مركزا صحيا، وستستمر الدفعة الاولى حتى نهاية شهر مارس 2016، وستتبعها الدفعة الثانية والثالثة حتى نهاية هذا العام، ولنا خطتنا المستقبلية والتي نأمل فيها التوسع لتغطية جميع المراكز الصحية وزيادة عدد المشاركين، لأننا نتوقع لمثل هذه المشاريع ان تسهم في تقليل نسبة المراضة والوفاة الناتجة من الأمراض المزمنة، مما سيكون له تأثيره في خفض العبء الاقتصادي المتوقع لكلفة الخدمات الصحية التي تصرف لعلاج مضاعفات هذه الأمراض".
وأكدت اعتزازها وفخرها بمشاركة الجميع في انجاح هذه المشاريع من الشركاء في الرعاية الصحية الاولية من لجان تعزيز الصحة وعيادات الكشف المبكر والامراض المزمنة وقسم البحث الاجتماعي وإدارة التمريض وكذلك الشركاء من خارج وزارة الصحة، مثل ادارة المراكز الاجتماعية، وريادات الاعمال وشركة سيرفيير والاعلام، ووجهت بأن تكون مسئولية تعزيز الصحة والتثقيف الصحي هي مسؤولية جماعية يشارك فيها جميع العاملين الصحيين، بدءاً من الطبيب، مروراً بالممرضة، والبحث الاجتماعي، إلى أخصائي تعزيز الصحة وتتكاتف فيها جهود عدة جهات حكومية واهلية وخاصة.
واثنت الغاوي دعم وكيل وزارة الصحة المستمر لبرامج ومشاريع ادارة تعزيز الصحة، وامل الجودر التي شاركت بهذا الانجاز بالأمس القريب، وكذلك لجميع منتسبي إدارة تعزيز الصحة في إنجاح مثل هذه المشاريع.
يذكر أن وكيلة وزارة الصحة قد قامت أثناء الفعالية بتكريم المشاركين والذي بلغ عددهم حوالي الـ 80 مكرم في تنظيم هذا الاحتفال وكرمت عدداً من المشاركين والجهات الداعمة لبرامج إدارة تعزيز الصحة طوال العام.