وقعت جامعة الخليج العربي اتفاقية تعاون مشتركة مع شركة "ديلافوريت" للأدوية، التابعة لمعهد كارولينسكا السويدي في ستوكهولم، لتطوير دواء "سيفوبرين"، ودراسة فعاليته في تخفيف حدة الآلام التي تصيب مرضى فقر الدم المنجلي (السكلر) أثناء نوبة المرض، في إطار مشروع الأبحاث الإكلينيكية الذي أطلقته الجامعة في سبتمبر/ أيلول الماضي بمعية شركائها المحليين.

ويأتي هذا المشروع في سياق اتفاقية تعاون بين جامعة الخليج العربي ومعهد كارولينسكا السويدي لدراسة العلاجات الأحدث لعلاج مرض "السكلر" المستعصي، ـ والذي يفتقر للعلاج الشافي، باستثناء المسكنات الدوائية ـ  بهدف تطوير الدواء من خلال الابحاث السريرية التي تجرى على اطار واسع في عدد من الدول الاوربية ودول الشرق الأوسط، واستخدامه للمرضى في مرحلة تجريبية، ثم تسويقه في مرحلة لاحقة حال اثبت التجارب فاعليته في  تخفيف حدة الآلام التي تصيب مرضى "السكلر".

وقال رئيس جامعة الخليج العربي خالد العوهلي أن توقيع هذه الاتفاقية جاء بالتزامن مع تشكيل لجنة عليا مختصة بدراسة موضوع التجارب الإكلينكية خلال المنتدى العلمي الأول المشترك حول الأبحاث السريرية تحت إشراف المجلس الأعلى للصحة، وبالتزامن مع إطلاق لائحة تنظم الأبحاث الإكلينيكية وفق الأطر الاخلاقية بالتنسيق مع الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية، مؤكدا أن هذا التعاون بين الجامعة وبين شركة "ديلافوريت" الدوائية يعد بداية انطلاق مشروع تطوير العلاجات الطبية للأمراض السائدة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والتي يتقدمها أمراض الدم الوراثية التي يعاني منها ما يتراوح بين 250 و350 ألف مريض في دول مجلس التعاون.

واوضح الدكتور العوهلي ان الجامعة تشارك في هذا البحث الهام من منطلق كونها أحد أهم مراكز الأبحاث المعتمد في الابحاث السريرية مع عدد من المراكز البحثية في دول الشرق الاوسط وأوروبا كهولندا وتركيا ولبنان، لافتاً إن مشاركة الجامعة في هذا المشروع يهدف إلى تعزيز قدرات وإمكانيات الجامعة في مجال الأبحاث السريرية، ولتأسيس قاعدة صلبة في هذا المجال، وذلك لكون الأبحاث السريرية جزء مهماً ورئيساً من عناصر مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز الطبية. 

ومن جانبها، عبرت الرئيس التنفيذي في شركة "ديلافوريت" الدوائية كرستينا هيردر عن سعادتها بهذا التعاون الذي يساهم في تطوير الأبحاث الأكلينيكية التي تساعد على تطوير العلاجات لعدد من الأمراض المستعصية، خصوصا بعدما ثبتت فعالية دواء "سيفوبرين"  الواعد بعد ما طوره باحثون من معهد كارولينسكا، بمعية أطباء هولنديون وأمريكيون في المساهمة في تخفيف آلالم ملايين المرضى حول العالم، لقدرة الدواء الجديد على تقليص مدة النوبة، وخفض جرعات العلاج، وبالتالي اختصار زمن التشافي ومدة البقاء في المستشفى، كما ويساعد على تفادي التعود على بعض الأدوية ذات الأعراض الجانبية الخطيرة، معبرة عن ثقها بقدرة التطورات الكثيرة في التكنلوجيا الطبية الحديثة بإيجاد الحلول البديلة للمرضى، بفضل استمرار  البحث العملي واستمرار التجارب السريرية المثمرة.