انطلقت باكورة منتدى البحث العلمي بكلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الخليج العربي بأول محاضرة ألقاها عضو هيئة التدريس في كلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الخليج العربي سلمان حمد الزياني، والذي عاد مؤخرا من الولايات المتحدة الأميركية بعد أن نال شهادة الدكتوراه في الصحة العامة، حيث كان مبتعثاً من قبل جامعة الخليج العربي. وكان عنوان المحاضرة هو "تأثير الخلفية الثقافية والتدريب على مواقف وسلوك المتخصصين في الرعاية الصحية: موقف طلاب الطب وسلوكياتهم تجاه مدمني الكحول في الشرق الأوسط"، والتي شارك فيها131طالبا من طلبة الطب المقبلين على التخرج من جامعة الخليج العربي.
وأكدت نائب عميد كلية الطب والعلوم الطبية لشئون البحث العلمي والدراسات العليا بجامعة الخليج العربي، رنده حماده حرص كلية الطب والعلوم الطبية على تنظيم منتدى علمي شهري يعرض أبرز وأحدث الأبحاث الطبية التي يجريها الكادر الأكاديمي، يشارك فيه أعضاء هيئة التدريس والطلبة بكلية الطب، بالإضافة إلى مشاركات من الجامعات الأخرى ممثلة بأساتذتها وطلبتها، والمؤسسات الطبية المختلفة.
وأوضحت حماده، إن هذه الفعاليات العلمية ابتدأت كمبادرة من قسم التشريح بكلية الطب في عام 1998، بشكل نادي علمي لأساتذة وطلاب كلية الطب. ونظرا لأهمية هذه الفعالية ونجاحها ارتأت الجامعة أن يصبح هذا النادي منتدى تحت مظلة مكتب نائب عميد كلية الطب والعلوم الطبية لشئون البحث العلمي والدراسات العليا بجامعة الخليج العربي، لغرض توسعته وتطويره لاستقطاب متحدثين خارجيين من مختلف الجامعات والمؤسسات الصحية الى جانب الهيئة التعليمية والطلبة.
وبينت حماده تزايد عدد الأبحاث العلمية التي تنتجها جامعة الخليج العربي والتي تنشر في المجلات العلمية المحكمة، إضافة إلى تزايد الأوراق العلمية ذات الطابع الإبتكاري والإبداعي التي يطرحها أعضاء هيئة التدريس في كلية الطب والعلوم الطبية في المؤتمرات العالمية، وهو ما يدعو للفخر والاعتزاز، لاسيما بعدما رفعت إدارة الجامعة الميزانية المرصودة للبحث العلمي بهدف خدمة القضايا الصحية والطبية الإستراتيجية في منطقة الخليج العربي، إلى نسبة تصل إلى 7% من إجمالي ميزانية الجامعة.
إلى ذلك، استعرض سلمان الزياني نتائج بحثه الذي استخدم فيه أدوات بحثية مبتكرة لإجراء تجربة علمية على سلوك المشاركين تجاه مدمني الكحول، لقياس نظرة الطبيب الخليجي تجاه مدمن الكحول، ومدى تأثير خلفية المريض الثقافية على تعامل الطبيب معه كمريض، وكيفية تأثير ذلك على حصوله على الخدمات الصحية، حيث درب الزياني عينة الدراسة على برنامج تدريبي عرف الأطباء على كيفية التعرف على مدمني الكحول وتشخيصهم، وكيفية التدخل المبكر لتقديم خدمة صحية متوائمة مع مرحلة إدمانهم، ليعيد التجربة عليهم بعد فترة زمنية لمعرفة مدى تأثير التدريب الذي تلقوه على سلوكهم مقارنةً بما كانوا عليه قبل تلقيهم للبرنامج التدريبي.
أوصى الزياني بإدراج البرامج التدريبية في مجال وقاية وتشخيص الإدمان، وكيفية التدخل المبكر للإدمان بأنواعه بشكل عام، وللكحول والنيكوتين بشكل خاص، وذلك أثناء المراحل الأولى من تدريب الأطباء وطلاب الطب ومقدمي الخدمات الصحية في الخليج، فيما أشارت الدراسة إلى الحاجة للمزيد من البحوث حول السلوكيات في الخليج تجاه الأفراد الذين يعانون من اضطرابات الصحة العقلية.
وقال الزياني: "ينبغي وضع برامج تدريب متكاملة في المناهج الدراسية الطبية، وعلى وجه الخصوص للبرامج في جامعة الخليج العربي، مع التركيز على الاختلافات الثقافية وقبول أو رفض الأفراد المدمنين على النيكوتين والكحول في المجتمع".