أعلن أمير منطقة المدينة المنورة فيصل بن سلمان أنه تلقى توجيهات عليا من الدولة، بالعمل على «إحياء ميراث النبوة حساً ومعنى»، في المدينة التي تحتفظ بالكم الأكبر من آثار النبي، وينظر إليها صانع القرار على أنها «عاصمة الإسلام الأولى»، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الثلثاء (16 فبراير / شباط 2016).
وطبقاً للتوجيهات نفسها دعا أمير المنطقة «أمانة المدينة» إلى درس إتاحة سوق «المناخة» التاريخي للمستحقين، وبحث تمكين الباعة الجائلين من استخدامها لعرض بضائعهم.جاء ذلك إثر جولة الأمير في السوق، التي تعتبر من المعالم التاريخية المرتبطة بالعهد النبوي الشريف.
وأكد الأمير فيصل أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين تؤكد أهمية العناية بتراث الأمة وميراث النبوة حساً ومعنى، بما لا يتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية. وأضاف: «إحياء تراث الأمة وميراث النبوة رسالة سامية نعمل لأجلها؛ لأن المدينة النبوية شهدت معالم التنزيل، وبناء الحضارة التي شع منها نور الإسلام، بصفتها أول عاصمة إسلامية انطلقت منها الرسالة إلى العالم أجمع». يذكر أن سوق المناخة التاريخي تقع غرب المسجد النبوي الشريف، بين ما يعرف اليوم بمسجد السبق شمالاً، ومسجد الغمامة جنوباً.
وبحسب المؤرخ المدني تنيضب الفايدي فإن سوق المدينة (المناخة) من الأماكن ذات العبق التاريخي المرتبطة بالعهد النبوي، وتقع غربي المسجد النبوي، وتبدأ شمال مسجد الغمامة (المصلى)، وتمتد إلى قرب ثنيات الوداع، شمال المدينة المنورة قديمًا، أي: يحدّ سوق المدينة من الجنوب مسجد الغمامة (المصلى)، وتمتد حتى شرق جبل سُلَيْع (باب الكومة).
واشتهرت المناخة بأن جزءاً منها، وهو الجزء الشمالي الأقرب إلى ثنية الوداع، كان مركزاً لمسابقة الخيول في عهد النبي، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يحضرها أحياناً. وكانت إحياء الآثار «المادية» للعهد النبوي شهد جدلاً واسعاً على مر تاريخ السعودية، إلا أن الجهات المعنية، حسمت الموقف أخيراً بإسناد إدارته إلى الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، التي وضعت يدها على كل الآثار، تمهيداً لتطويرها وتسويقها، بوصفها أحد روافد السياحة والاقتصاد الوطني.
اللهم صَلِّ على محمد وال محمد
الله يرزقنا زيارة النبي