قالت مصادر في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إن غاز الخردل استُخدم العام الماضي في هجوم على القوات الكردية في العراق، أُلقي باللوم فيه على ما يُعرف بتنظيم "داعش"، وفق ما نقل موقع الـ"بي بي سي" اليوم الثلثاء (16 فبراير/ شباط 2016).
وأوضحت المنظمة أنها حصلت على عينات بعد إصابة 35 مقاتلاً من البيشمركة في إربيل في أغسطس/ آب الماضي. وأكدت هذه المصادر الاثنين أن نتائج الاختبارات على هذه العينات جاءت "إيجابية" على استخدام غاز الخردل. وفي حال تأكيد الأمر، سيكون هذا أول استخدام معروف للأسلحة الكيميائية في العراق منذ سقوط الرئيس الأسبق صدام حسين. وخلص خبراء بالمنظمة في الآونة الأخيرة إلى أن غاز الخردل استُخدم في سورية في أغسطس/ آب خلال معارك دارت بين تنظيم "الدولة الإسلامية" ومسلحي المعارضة. ويتسبب غاز الخردل - الذي يكون سائلاً في درجة حرارة الغرفة - في أضرار بالغة في الجلد والعينين والجهاز التنفسي والأعضاء الداخلية للجسم.
"سائل أسود"
ولم يوجه تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أصابع الاتهام إلى أي جهة في الاعتداءات التي جرت في 11 أغسطس/ آب، حسبما أبلغت مصادر في لاهاي وكالتي "رويترز" و"فرانس برس" للأنباء. لكن حين أعلنت وزارة شؤون البيشمركة في حكومة إقليم كردستان عن وقوع هذه الحادثة لأول مرة، أكدت بوضوح أنها تتهم تنظيم "داعش". وأفادت الوزارة بأن مقاتلي البيشمركة المصابين كانوا متمركزين على الخطوط الأمامية لقتال التنظيم بالقرب من بلدتي مخمور والغوير عندما انفجرت أمامهم 37 قنبلة، خرج منها "غبار أبيض وسائل أسود". وأشارت الوزارة إلى أن نتائج اختبار أُجريت على عينات دم المصابين "كشفت عن وجود آثار من غاز الخردل".
وأكد المتحدث باسم المنظمة مالك إلاهي أن المنظمة أرسلت فريقاً من الخبراء إلى العراق لمساعدة الحكومة في تحقيقاتها. وقال إن "الفريق أنهى مهمته وقد أطلعت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية نتائج عمله التقني مع الحكومة العراقية"، بحسب وكالة فرانس برس. ومن المقرر، أن يناقش المجلس التنفيذي للمنظمة نتائج هذه التحقيقات الشهر المقبل. ومازال الخبراء غير قادرين على تحديد الكيفية التي يمكن أن يكون تنظيم "الدولة الإسلامية" قد حصل بها على أسلحة كيميائية.
وقال دبلوماسي رفض الكشف عن اسمه لرويترز إن من الممكن أن يكون غاز الخردل المستخدم من الترسانة السورية العسكرية التي كان من المفترض تدميرها بالكامل بعد هجوم استُخدم فيه غاز السارين خارج دمشق في عام 2013. لكن جون برينان مدير الاستخبارات الأميركية قال الأحد إنه يعتقد أن عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" لديهم القدرة على "تصنيع كميات قليلة من الكلور وغاز الخردل".