تتشدَّد معظم دول العالم في التعامل مع حالات التلاعب بنتائج المباريات وذلك من خلال مواد قانونية واضحة وعقوبات رادعة تمنع مثل هذه الحالات وتتعامل معها بجدية كاملة عند وقوعها.
عملية التلاعب بالنتائج تقضي على كل الأهداف السامية للرياضة وهي أشبه بعملية الاحتيال الرياضي.
لعلَّ الأمثلة كثيرة في هذا المجال سواء بالنسبة إلى الأندية أو الاتحادات أو الحكام أو اللاعبين أو غيرهم من أطراف اللعبة الذين يمكن أن يؤثروا في النتائج بأية طريقة من الطرق سواء بالتواطؤ مع مكاتب المراهنات أو غيرها.
في رياضتنا المحلية لا نمتلك مثل هذه الحالات المتعلقة بمكاتب المراهنات أو بعصابات المافيا كما في دوريات عالمية كبرى؛ لأن رياضتنا لا تستقطب بالأساس مكاتب المراهنات أو العصابات وإنما هي في مجملها رياضة تمتاز بالتنافس الأخلاقي والبعد الترفيهي للمجتمع والاهتمام بها كعنصر مكمل للمشاريع والبرامج الاجتماعية والصحية.
غير أن غياب المراهنات لا ينفي وجود التلاعب في بعض المباريات لسبب أو لآخر ومعظمها أسباب ثأرية وتبادلية للأدوار وهو ما يستوجب قوانين وقرارات رادعة تحفظ الرياضة المحلية وتبعدها عن مثل هذه الحالات التي تفسدها.
عندما تتلاعب الفرق بالنتائج لمصلحة فرق أخرى أو لغرض الإضرار بفرق أخرى فهي مخالفات صريحة، لكن من الصعوبة بمكان اكتشافها؛ لأنه لا توجد لدينا معايير واضحة أو لجان تحقيق يمكن أن تكشف مثل هذا التلاعب.
في أوروبا يتولى القضاء والشرطة المسئولية عن التعامل مع مثل هذه الحالات التي ترقى إلى مستوى الجرائم الكبرى، وهناك وحدات خاصة للتحقيق في عمليات التلاعب المختلفة ويطلب خلال التحقيق كل المعنيين لأخذ شهادتهم واستجوابهم.
لدينا لا تصل الأمور إلى هذه الدرجة وإنما تتولى الاتحادات نفسها عملية التحقق من عدم وجود تلاعب في النتائج.
الحالات الموجودة لدينا في الرياضة عمومًا نادرة وقليلة لكنها في لعبة كرة السلة خصوصا تطفو على السطح بشكل أكبر في ظل نظام الدوري الذي يعتمده اتحاد السلة لتحديد المتأهلين للمباريات النهائية سواء في الدوري أو الكأس.
هذا النظام ومنذ استحداثه بدل نظام المقص السابق يتسبب في كل عام بالكثير من الشائعات والتحليلات في الجولات الأخيرة منه بعد أن يدخل فارق التسجيل عاملاً رئيسيًّا في تحديد المتأهلين.
النظام نفسه هو المتسبب في أية عمليات تلاعب أو تهاون في مسابقاتنا؛ لأن كل الفرق تبحث عن مصلحتها سواء في تحديد من يتأهل معها للأدوار الحاسمة أو المباريات النهائية أو في تحديد طرفي النهائي اذا استدعى الأمر في حال الخروج من المنافسة.
تصريح رئيس اتحاد كرة السلة بإلغاء احتساب فارق التسجيل والاعتماد على نقاط الترتيب فقط هو خطوة في عملية تصحيح طويلة تستوجب تشديد القوانين في عمليات التلاعب وإيجاد معايير وأنظمة ولجان يمكن من خلالها التحقق من مثل هذه الحالات كما يستوجب الأمر تعديل نظام الأدوار النهائية إلى الطريقة الاقصائية كما هو مطبق في مختلف مسابقات العالم.
التلاعب أمر خطير وتفشيه يمكن أن يفسد الواقع الرياضي، فأغلقوا كل أبوابه وأولها نظام المسابقات.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 4910 - الإثنين 15 فبراير 2016م الموافق 07 جمادى الأولى 1437هـ