قال عدد من الأطباء العاملين في مجمع السلمانية الطبي: «إن برنامج إدخال ساعات العمل الإضافي مازال يقبل 70 ساعة فقط لجميع الأطباء، في الوقت الذي مازال فيه الكثير من الأطباء يعملون ضعف هذا المعدل، إذ بلغت ساعات العمل للبعض أكثر من 156 ساعة، وذلك بناء على رغبة المسئولين من جهة ولتغطية النقص في العديد من الأقسام في السلمانية من جهة أخرى، في الوقت الذي لم تصرف فيه الوزارة المستحقات المالية لساعات العمل الإضافي للشهر الماضي حتى الآن ولم تعلن آلية الصرف».

وأضاف الأطباء في حديث إلى «الوسط» أنه «على رغم صدور قرار خفض ساعات العمل الإضافي إلى 70 ساعة كحد أقصى من قبل إدارة الموارد البشرية خلال العام الماضي ، فإن المسئولين عن الأطباء مازالوا يجبروننا على العمل لأكثر من هذه الساعات، وذلك لكون أن هذا القرار أدى إلى وجود نقص كبير في بعض أقسام مجمع السلمانية الطبي، إضافة إلى تكدس المرضى الراغبين في الحصول على علاج». وتابعو»هناك أيام لا يوجد فيها طبيب مناوب في الفترة المسائية أو في أيام العطل الأسبوعية والإجازات الرسمية، وذلك بسبب تقلص ساعات العمل الإضافي، فالقرار الصادر عن وزارة الصحة لم يراع ما قد يتعرض له الأطباء من ضغط في العمل، كما أنه لم يراع الضغط الذي قد يتعرض له المريض للحصول على العلاج».

وأوضحوا أنه بعد صدور القرار مازال الأطباء يعملون أكثر من 156 ساعة، وذلك لتغطية النقص في العديد من الأقسام من جهة، وتلبية لرغبة رؤساء الأقسام الذين وعدوا الأطباء شفهيّاً بأنه سوف يصرف لهم كل حقوقهم في حال عملوا أكثر من 70 ساعة، وذلك بحسب قوانين ديوان الخدمة المدنية. ولفت الأطباء إلى أن ساعات العمل الإضافي لم تصرف في كشوفات رواتب شهر (يناير/ كانون الثاني 2016)، وما صرف منها فقط مستحقات 70 ساعة بينما بلغ عدد ساعات المناوبات أكثر من 156 ساعة مناوبة، مشيرين إلى أنه بعد التقدم بشكوى إلى المسئولين تم الاجتماع مع المسئولين وتم وعد الأطباء بصرف مستحقاتهم، وكان ذلك وعداً شفهيّاً فقط، مشيرين إلى أنه لا يوجد الآن قرار رسمي مكتوب يطمئن الأطباء إلى وضعهم وطريقة صرف مستحقاتهم، في الوقت الذي اكتفت فيه وزارة الصحة بالتصريح للصحف المحلية بأنها ستصرف مستحقات الأطباء بحسب قوانين الخدمة المدنية، مؤكدين أن تعويضهم عن ساعات العمل الإضافية مازال مبهماً، مما زاد من حيرة الأطباء بسبب عدم معرفتهم بالمصير الذي لاتزال الوزارة تماطل فيه.

وأكد الأطباء أنه على رغم عدم صرف مستحقات ساعات العمل الإضافي فإنهم مازالوا مجبرين في العديد من الأوقات على العمل أكثر من 156 ساعة مناوبة وذلك بسبب الضغط الموجود في الأقسام، موضحين أن ذلك يخالف قوانين ديوان الخدمة المدنية في صرف الأجور المستحقة للموظفين العاملين بالعمل الإضافي إذ يجب احتساب الأجور بالساعة للموظفين. وقال الأطباء: إن «قرار خفض ساعات العمل الإضافي لم يدرس بشكل جدي، فهو لم يراع المرضى أولاً ولا الأقسام، إذ إن المرضى متكدسون في الأقسام في الوقت الذي هناك العديد من الأقسام تشكو من نقص الكادر الطبي فيها، وذلك بسبب خفض ساعات الخفارة إلى 70 ساعة، ما أجبر الأطباء على العمل أكثر من 70 ساعة، وذلك لعلاج المرضى المتكدسين في الأقسام، في الوقت الذي لا تصرف لهم مستحقات عن هذه الساعات».