تصاعدت حدّة الاتهامات المتبادلة بين روسيا وتركيا أمس الإثنين (15 فبراير/ شباط 2016)، فنددت موسكو بـ «الأعمال العدوانية» التركية في شمال سورية، في حين هددت أنقرة بـ «رد حاسم جداً»، وسط تواصل الاشتباكات العنيفة على مقربة من الحدود بين سورية وتركيا، وتصاعد الإدانات لتعرُّض مواقع مدنية للقصف.
ولليوم الثالث على التوالي واصلت أنقرة قصف مواقع تحالف كردي عربي في شمال سورية دون أن تحول دون تقدمه على مقربة من حدودها.
وتؤكد تركيا أنها لن تسمح بتقدم وحدات حماية الشعب الكردية، أهم الفصائل المنضوية في التحالف الكردي العربي المسمى قوات سورية الديمقراطية، باتجاه الحدود التركية. بينما يقول الأكراد إن هدفهم تضييق الخناق على تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» في شمال سورية.
بيروت - أ ف ب
تصاعدت حدة الاتهامات المتبادلة بين روسيا وتركيا أمس الإثنين (15 فبراير/ شباط 2016)، فنددت موسكو بـ «الأعمال العدوانية» التركية في شمال سورية، في حين هددت أنقرة بـ «رد حاسم جداً»، وسط تواصل الاشتباكات العنيفة على مقربة من الحدود بين سورية وتركيا، وتصاعد الإدانات لتعرض مواقع مدنية للقصف.
ولليوم الثالث على التوالي واصلت أنقرة قصف مواقع تحالف كردي عربي في شمال سورية دون أن تحول دون تقدمه على مقربة من حدودها.
وتؤكد تركيا أنها لن تسمح بتقدم وحدات حماية الشعب الكردية، أهم الفصائل المنضوية في التحالف الكردي العربي المسمى قوات سورية الديمقراطية، باتجاه الحدود التركية. بينما يقول الأكراد إن هدفهم تضييق الخناق على تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» في شمال سورية.
وأعربت روسيا، التي تدعم طائراتها الحربية العمليات العسكرية للجيش السوري، أمس عن «قلقها الشديد حيال الأعمال العدوانية للسلطات التركية»، معتبرة أن أنقرة تعتمد «خطاً استفزازياً (...) يشكل خطراً على السلام والأمن ويتجاوز حدود الشرق الأوسط».
في المقابل، قال رئيس الحكومة التركية، أحمد داود أوغلو «إذا واصلت روسيا التصرف كأنها منظمة إرهابية ترغم المدنيين على الفرار فسنوجه إليها رداً حاسماً جداً».
وأضاف أن «روسيا وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سورية ارتكبا العديد من الجرائم ضد الإنسانية. وهذه القضية ينبغي النظر فيها في إطار القانون الدولي». واعتبر أن «النية الحقيقية لروسيا هي قتل أكبر عدد من المدنيين ودعم النظام السوري ومواصلة الحرب».
دعوات إلى التهدئة
وسعت واشنطن إلى استدراك الوضع فحضت أمس (الإثنين) روسيا وتركيا على تجنب أي تصعيد. واعتبر ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية لوكالة «فرانس برس» أن «من المهم أن يتحاور الروس والأتراك مباشرة وأن يتخذوا إجراءات لتجنب التصعيد».
كما نددت الولايات المتحدة بعمليات القصف في شمال سورية التي تستهدف مستشفيات تشرف على أحدها منظمة أطباء بلا حدود، منتقدة مرة جديدة النظام السوري وحليفه الروسي.
وأصدرت وزارة الخارجية بياناً شديد اللهجة هاجمت فيه «وحشية نظام الأسد» كما «شككت بإرادة و/ أو قدرة روسيا على المساعدة في وقفه».
وفي السياق نفسه وفي إطار التنديد بتعرض المدنيين للقصف، أعلنت الأمم المتحدة أمس أن إطلاق صواريخ أدى إلى «مقتل نحو خمسين مدنياً بينهم أطفال إضافة إلى العديد من الجرحى» في خمس مؤسسات طبية «على الأقل» ومدرستين في حلب وإدلب بشمال سورية.
وأضاف مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق أن الأمين العام للمنظمة الدولية، بان كي مون يعتبر هذه الهجمات بمثابة «انتهاكات فاضحة للقانون الدولي».
وفي موقف مفاجئ أعربت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل أمس (الإثنين) عن تأييدها لإقامة منطقة حظر جوي في سورية مثلما تطالب تركيا منذ مدة طويلة. وقالت في مقابلة صحافية «سيكون مفيداً إقامة منطقة لا يقصفها أي من المتناحرين - نوع من منطقة حظر جوي».
وبعد تكرار الكلام عن إمكانية قيام تدخل بري في سورية من قبل تركيا و المملكة العربية السعودية، أعلنت رئاسة الأركان التركية في بيان عن مناورات عسكرية مشتركة بين البلدين انطلقت أمس (الإثنين) لخمسة أيام في منطقة قونية في وسط تركيا في إطار الاستعدادات لتكثيف العمليات ضد تنظيم «داعش».
الميدان لا يهدأ
وركزت المدفعية التركية قصفها أمس (الإثنين) على الطريق بين مطار منغ العسكري ودير الجمال الذي تستخدمه قوات سورية الديمقراطية لنقل تعزيزاتها. كما استهدفت مناطق تواجد الأكراد في مناطق أخرى.
وقتل طفلان أمس في بلدة دير جمال جراء القصف التركي، بحسب المرصد.
وقال مصور لـ «فرانس برس» من الجهة التركية للحدود إن ثلاثة مدافع تركية نصبت على بعد خمسة كيلومترات من معبر أونجو بينار (باب السلامة) قصفت لمدة عشرين دقيقة بعد ظهر أمس الأراضي السورية.
وبرغم القصف التركي، نجحت قوات سورية الديمقراطية في السيطرة على حوالى سبعين في المئة من مدينة تل رفعت، أبرز معاقل الفصائل الإسلامية والمقاتلة في ريف حلب الشمالي، إلى جانب مارع إلى الشرق منها واعزاز شمالاً والأقرب إلى الحدود التركية.
وتدور حالياً اشتباكات عنيفة في أحياء المدينة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مقاتلة بينها إسلامية، مدعومة من أنقرة والرياض.
ويأتي هذا التقدم في ريف حلب الشمالي بعد تقدم للجيش السوري بغطاء جوي روسي في المنطقة نفسها، ما وضع الفصائل المقاتلة بين فكي كماشة قوات النظام والمقاتلين الأكراد، وباتت شبه محاصرة في الأحياء الشرقية لمدينة حلب.
معركة الأكراد
وتصاعد نفوذ الأكراد مع اتساع رقعة النزاع في سورية في العام 2012. وبعد انسحاب قوات النظام تدريجياً من المناطق ذات الغالبية الكردية محتفظة بمقار حكومية وإدارية وبعض القوات، أعلن الأكراد إقامة إدارة ذاتية مؤقتة في ثلاث مناطق هي الجزيرة (الحسكة)، وعفرين (ريف حلب)، وكوباني (عين العرب). وسمّيت هذه المناطق «روج آفا»، أي غرب كردستان.
ويسعى الأكراد في معركة حلب إلى ضمان أمن المناطق الثلاث وربطها ببعض، بغض النظر عن الطرف الذي يقاتلونه.
إلا أن مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن يقول إن هذا «خط أحمر بالنسبة للأتراك» الذين يخشون قيام دولة كردية على حدودهم.
ويسيطر الأكراد على ثلاثة أرباع الحدود التركية-السورية، وتتقاسم الفصائل المقاتلة وتنظيم «داعش» القسم الباقي.
وأكد داود أوغلو أمس (الإثنين): «لن نسمح بسقوط اعزاز، ولا بتقدم الميليشيات الكردية نحو غرب الفرات أو شرق عفرين».
وطالب المقاتلين الأكراد بالانسحاب من مطار منغ الذي سيطروا عليه الأسبوع الماضي ويقع على بعد عشرة كيلومترات جنوب اعزاز. وأضاف «لا بد أن ينسحبوا من المطار. وإلا سنجعله غير صالح للاستخدام».
وقال المسئول الكردي عبدو إبراهيم الذي يشغل منصب رئيس هيئة الدفاع في مقاطعة عفرين، لـ «فرانس برس» إنه بالإضافة إلى العمل على ضمان «كسر حصار» الفصائل الإسلامية وبينها «جبهة النصرة» على مقاطعة عفرين، فإن أحد أهداف تقدم قوات سورية الديمقراطية هو «مواجهة تنظيم (داعش) وتحرير ريف حلب الشمالي منه».
وبرغم نفي الأكراد أي تنسيق مع روسيا، تترافق الاشتباكات بين قوات سورية الديمقراطية والفصائل المقاتلة مع غارات مكثفة للطيران الروسي على مناطق الاشتباكات.
وأعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» أمس (الإثنين) عن مقتل سبعة مدنيين وفقدان ثمانية موظفين «يرجح أن يكونوا أمواتاً» في قصف جوي دمر أحد المستشفيات التي تدعمها في ريف إدلب الجنوبي (شمال غرب) من دون أن تحدد الجهة المسئولة.
وكان المرصد السوري تحدث عن قصف جوي يعتقد أنه روسي.
وقتل عشرة مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال، في قصف جوي روسي في محيط مستشفى في مدينة اعزاز وقرية كلجبرين القريبة منها، بحسب المرصد.
العدد 4910 - الإثنين 15 فبراير 2016م الموافق 07 جمادى الأولى 1437هـ
الماء سر الحياة ,
اللهمّ
إنتقم لهؤلاء الاطفال المساكين من كل المجرمين اللي آذوهم
بعد التحرير
يوم داعش كان يحاصر قرى سورية ويحتل مناطق سورية قريبه من تركيا الجميع ساكت لا امريكا وتركيا تحرك ساكن
موسكو تضحّك
وأنقره ملّينا الإنتضار، صار لكم سنين تتوعدون شنو ناطرين ليما تفرغ سوريه من آخر سوري !