أشاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال زيارة قصيرة قام بها الأحد (14 فبراير/ شباط 2016) إلى تيرانا، بمساهمة ألبانيا في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
وقال كيري في حضور رئيس الوزراء الألباني ادي راما "نعيش حقبة تشهد تحديات عالمية كبيرة. وقد أدركت ألبانيا ذلك، وكان دورها بالغ الأهمية على صعيد المساعدة التي قدمتها للولايات المتحدة ولآخرين لمواجهة التحدي الراهن المتمثل بمحاربة التطرف العنيف".
وقد توقف كيري لبضع ساعات في تيرانا في طريق عودته إلى الولايات المتحدة، بعد مشاركته في مؤتمر دولي حول الأمن، في ميونيخ. وأشاد في هذه المناسبة بالجهود التي يقوم بها "عضو مؤسس" للتحالف الذي يحارب تنظيم الدولة الاسلامية بزعامة واشنطن. وأضاف "نعرف أن هزيمة تنظيم الدولة الاسلامية لا تتم بجهود بلد واحد، أياً يكن هذا البلد. كان من الضروري تشكيل تحالف عريض، ولقد شكلنا هذا التحالف".
وسلمت ألبانيا، العضو في الحلف الاطلسي منذ 2009، القوات الكردية في 2014 كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر لمحاربة تنظيم "داعش" في شمال العراق. والأسلحة التي قدّمتها عبارة عن 10 آلاف بندقية كلاشنيكوف و22 مليون طلقة لهذه البنادق، و15 ألف قنبلة يدوية و32 ألف عبوة لقاذفات صواريخ من أعيرة مختلفة، بحسب وزارة الدفاع الألبانية.
من جهته، صرح رئيس الحكومة الألبانية أنه اتفق مع كيري على مزيد من تطوير "الشراكة الاستراتيجية" التي ستكون "أساسية في مجال الامن في أوروبا الادرياتيكية". وكثفت ألبانيا أيضاً على أراضيها مكافحة تجنيد الجهاديين للالتحاق بتنظيم "داعش". وينص القانون المعدل لهذه الغاية على فرض عقوبات بالسجن تصل إلى 15 عاماً للجهاديين ومجنديهم. ويجرى العديد من المحاكمات أمام القضاء الالباني. وبحسب النيابة العامة الألبانية فإن حوالي 70 ألبانياً التحقوا بصفوف "داعش"، قتل بعضهم في الجبهة.
من جهة ثانية بحث الوزير الأميركي مع المسئولين الألبان الذين التقاهم إمكانية استضافة ألبانيا مزيداً من عناصر تنظيم "مجاهدي خلق" الإيراني المعارض الموجودين حالياً في معسكر بالعراق، كما أفاد دبلوماسي أميركي في واشنطن. وقال الدبلوماسي لـ"فرانس برس" طالباً عدم ذكر اسمه أن "وزير الخارجية شكر القادة الالبان على قبولهم استضافة أفراد آخرين من هذا التنظيم".
وحالياً يقيم أقل من ألف عنصر من "مجاهدي خلق" في ألبانيا التي يمكن أن توافق على استقبال مئات آخرين من هذه المجموعة الايرانية المعارضة. ولا يزال العديد من عناصر هذا التنظيم وعائلاتهم يقيمون في معسكر ليبرتي القريب من بغداد، ولكنهم يتعرضون باستمرار لهجمات صاروخية أوقع آخرها في 30 أكتوبر/ تشرين الاول 2015 ما لا يقل عن 26 قتيلاً. وتسعى الولايات المتحدة والأمم المتحدة منذ سنوات لإيجاد حل لهؤلاء الاشخاص عن طريق إخراجهم من العراق وإيجاد دولة أخرى تستقبلهم.
وكان نظام صدام حسين سمح لهذه المنظمة بالإقامة في العراق بهدف مساندته في حربه ضد إيران (1980-1988)، وهذه المنظمة التي تشكل أكبر فصيل في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في 1965، تأسست بهدف الإطاحة بنظام الشاه محمد رضا بهلوي ثم النظام الاسلامي، وقد طردت من إيران خلال الثمانينيات بعدما شنت عمليات مسلحة.