نفت مصادر أمنية أنباء ظهور زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي في الفلوجة، مشيرة إلى أن معلومات استخباراتية تفيد بتخفيه في «ولاية الفرات» على الحدود بين العراق وسورية، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الأحد (14 فبراير/ شباط 2016).
وكانت تقارير صحافية أجنبية ومحلية تحدثت عن أن البغدادي ظهر في أحد مساجد الفلوجة قبل أيام، بعد 18 شهراً من آخر ظهور له في الموصل عندما أعلن تنصيب نفسه خليفة بعد سيطرة «داعش» على المدينة. وقال ضابط كبير في استخبارات «قيادة عمليات الأنبار» لـ«الحياة»، إن «أنباء ظهور البغدادي في الفلوجة غير صحيحة لأن الفلوجة محاصرة بالكامل وتتعرّض لاستهداف كثيف لعناصر التنظيم منذ شهور، ويستحيل أن يكون البغدادي قد دخلها».
وأضاف الضابط أن «المعلومات الاستخباراتية المتوافرة لدينا ضمن غرفة تبادل المعلومات مع الجانب الأميركي، تفيد بوجود البغدادي في ما يُطلق عليه ولاية الفرات على الحدود العراقية - السورية»، مشيراً إلى أن «قادة (داعش) والبغدادي يتخذون من قضاء القائم ملاذاً لهم، خصوصاً في بلدات الرمانة والعبيدي والكرابلة، لأنها باتت المنطقة الأكثر أمناً للتنظيم». وزاد أن مدينة الموصل باتت شبه محاصرة منذ شهور باستثناء طريق برية طويلة تمر عبر الأنبار، وهي خطرة ومكشوفة أمام الغارات الجوية، بينما باتت معاقل «داعش» في سورية، خصوصاً في الرقة، مهدّدة أيضاً بسبب القصف والعمليات البرية.
وكان تنظيم «داعش» أعلن عن «ولاية الفرات» في أغسطس/ آب 2014، وهي الولاية الوحيدة التي تضم أراضي عراقية وسورية، وتمتد من مدينة البوكمال في سورية ومركزها محافظة دير الزور، إلى مدينة القائم العراقية التابعة لمحافظة الأنبار، وما زالت هذه المنطقة بعيدة من خطر أي عملية عسكرية برية.
وقال محمد الجميلي، أحد شيوخ الفلوجة، لـ «الحياة» إن «مكان الصور يبدو في جامع مصعب بن عمير في منطقة الحلابسة غرب الفلوجة»، مشيراً إلى أنها كانت في احتفالية أقامها التنظيم ضمن مسابقة لحفظ القرآن الكريم، وجرت المسابقة نفسها قبل أيام في مناطق أخرى من الأنبار. وأكد الجميلي أن «تنظيم «داعش» يجبر الأهالي على المشاركة في هذه النشاطات، ويخيّر أئمة الجوامع بين المشاركة في النشاطات الدينية التي ينظمها، أو تسليم مفاتيح الجوامع للتنظيم». ونفت حسابات تابعة لتنظيم «داعش» على تويتر أمس، أن يكون الشخص الذي ظهر في الصور خلال الاحتفالية هو أبو بكر البغدادي، موضحة أنها تعود إلى أحد قادة التنظيم يدعى أبو طيبة.
إلى ذلك، دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، أمس إلى تشكيل حكومة جديدة من التكنوقراط، مهدّداً بسحب الثقة بالحكومة الحالية في البرلمان، ما لم تقدم مشروعاً اصلاحياً خلال شهر ونصف الشهر، فيما رحبت قوى سنية بالمشروع الإصلاحي الذي دعا إليه الصدر. وهدد الزعيم الشيعي، الذي تشغل كتلة «الأحرار» 34 مقعداً برلمانياً وثلاثة مقاعد وزارية، في كلمة وجهها الى الشعب العراقي أمس، بسحب الثقة من حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي ما لم يقدم خلال 45 يوماً برنامجاً حكومياً إصلاحياً، وطالب بتشكيل «حكومة جديدة من التكنوقراط بعيداً من الميول إلى حزب السلطة والمحاصصة السياسية».