العدد 4908 - السبت 13 فبراير 2016م الموافق 05 جمادى الأولى 1437هـ

لو كنتُ وزيرةً للسعادة!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

بعد تعيين وزيرة للسعادة في دولة الإمارات الشقيقة، ألا تعتقدون بأنّه من السهل إدارة هذه الوزارة بكل أريحية وهدوء هناك؟! فالشعب الإماراتي أصلاً شعب يعيش في رفاهية مادية ونفسية، ولا نبالغ إن قلنا الأجانب المقيمون فيها يعيشون في سعادة، وعليه فمهمة وزيرة السعادة الأساسية حسب رؤية حاكم دبي - رئيس الوزراء الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم، هي مواءمة كافة خطط الدولة وبرامجها وسياساتها لتحقيق سعادة المجتمع.

ليس تقليلاً من شأن المنصب والمهام المناطة به، ولكن عندما تعتزم دولة الإمارات خلق هذا المنصب، فليس هناك شرخ في المجتمع أو مشكلات متفاقمة وعميقة تحد من السعادة، ولذلك قياس السعادة أمر سهل للإخوة الإماراتيين.

بصراحة فكَّرتُ كثيراً في منصب وزير السعادة الذي أعلن عنه رئيس وزراء الإمارات، وفي البداية قرأت كثيراً من الانتقادات حول هذا المنصب من قبل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن بعد التفكير الجدّي تقبَّلتُ الفكرة، بل سألتُ نفسي لو كنتُ وزيرةً للسعادة في البحرين ماذا سأصنع؟!

لو كنتُ وزيرة! لستُ أنا المعنية فقط، ولكن كل بحريني يجب أن يضع هذا المنصب أمامه، ذلك أنّ السعادة يبحث عنها الجميع، الغني والفقير، من يملك ومن لا يملك، من منّا لا يريد السعادة ويرفضها؟! لا أحد!

ورجوعاً إلى منصب وزير السعادة، نسأل ما هي مهام وزير السعادة؟ هل كما ذكره الشيخ محمّد بن راشد بأنّه منصب يقوم على تنفيذ خطط وبرامج الدولة بما يناسب سعادة المجتمع؟ أم هناك أمور أخرى يجب وضعها في الحسبان إن كنتُ وزيرة للسعادة؟

في البحرين لو كنتُ وزيرة للسعادة، فإنّ أول مهامي ستكون ردم الطائفية البشعة ورأب الصدع بين مكوّنات المجتمع البحريني، والعمل على إرجاع الثقة فيما بيننا، ومن ثمّ السعي نحو الوحدة الوطنية وبصورة فورية بعد ردم الطائفية، ومحاسبة كل من يتغنّى على الطائفية ويتغذّى عليها. هذه الخطّة لوحدها ستحقّق السعادة التي يرجوها أهل البحرين منذ زمن، عندما نكون صفّاً واحداً، لا أحد يطعن في أصول أحد ولا في دينهم ولا أعراضهم.

إن نجحت الخطّة الأولى سأتّجه إلى الخطّة الثانية نحو السعادة، وهي تسريع المصالحة السياسية والتوافق الوطني، فالحوار الجاد ذو الأبعاد الاقتصادية والتنموية والسياسية هو المفتاح الحقيقي لسعادة المواطن، فجميع أبناء الوطن ينظرون إلى المصالحة نظرة حزن وإحباط ومشقّة، ووزارة السعادة لابد أن تضع حزنهم وإحباطهم وشقاءهم نصب الأعين، وتعمل من منظور جميع المواطنين لإذابة الخلافات والسعي إلى اللحمة الوطنية.

كوني وزيرة للسعادة فإنّ وزارتي معنية ومتّصلة بجميع الوزارات، ذلك أنّ هذه الوزارة معنية بجميع أفراد المجتمع، صغيرهم وكبيرهم، ولابد من المشاركة في الخطط، سواء في وزارة الإسكان أو التربية أو الإعلام أو العمل أو التجارة... الخ من الوزارات، من أجل التأكيد على عنصر السعادة بين الخطط ومواءمتها للمواطن البحرين في تحقيق السعادة.

هو عمل شاق وليس سهلاً في البحرين أن تكون وزيراً للسعادة، في زمن انتشر في البحرين الإحباط والشعور بالظلم، فالسعادة قد لا تكون في المادّة، على رغم أنّ المادّة أمر مهم لتحقيق السعادة، فقد يكون محاربة التمييز بكل أشكاله أمراً يُدخل السعادة على أفراد المجتمع، أيضاً محاربة الفساد بكل أنواعه قد يكون شكلاً من أشكال السعادة، والحصول على مجلس نيابي كامل الصلاحيات سيكون بالتأكيد أمراً يُدخل السعادة والغبطة على المواطن البحريني.

ربّما هناك الكثير من النظريات حول مفهوم السعادة، ومفهومي عن السعادة هو إنسان يشعر بإنسانيته، وبأنّ ليس هناك أفضل منه، وأنه مواطن له الحق في وطنه كما لديه واجب اتجاهه، والشعور بالانتماء للوطن هو أصل السعادة لدى المواطن.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4908 - السبت 13 فبراير 2016م الموافق 05 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 26 | 11:13 ص

      اتمنى ذلك لك

      نتمنى ان يقرأ المسؤلين ما تكتبين ويؤخذ بعين الاعتبار وثقتنا كبيرة فيك يا بنت البحرين الأصيلة

    • زائر 23 | 7:28 ص

      نعم رأب الصدع بين مكونات الشعب وإعادة الوحدة الوطنية والمشاركة في الجمعيات السياسية لتحتضن كلها كل أطياف الشعب هذ يكون بداية حل أزمة الوطن وتحقيق كل المطالب العادلة للجميع ويكون التغيير بكل أطياف الشعب

    • زائر 21 | 4:56 ص

      لو كنت وزيره للسعاده

      مقال رائع، واتمنى تطبيق ما جاء فيه، والبحرين في أمس الحاجة إليه.

    • زائر 20 | 3:00 ص

      فالسعادة قد لا تكون في المادّة، على رغم أنّ المادّة أمر مهم لتحقيق السعادة،
      الله يعطيك ما تتمنينه ونحن ندعو لك ولكن، عندما تكوني وزيرة السعادة هل سترجعيني إلى عملي الذي فُصلت منه بسبب واحد فقط وهو سبب غير منطقي ؟ وهل ستفتحين الباب لي عند زيارتي الى مكتبك كي أشكوا لك همي من بعد الله؟ أم ستكوني يا صاحبة السعادة مثل ما نحن متعودين عليه ؟ (الوزيرة عندها اجتماع أو الوزيرة مسافرة؟) أخبريني رجاءً كي أزيد من دعائي لك وشكراً

    • زائر 19 | 2:57 ص

      الصبر مفتاح الفرج

      استاذتي الفاضلة ترا حتى الحلم. ممنوع
      ،،تحياتي

    • زائر 17 | 1:00 ص

      يا سيدتي هده الأهداف تحتاج لأكثر من منصب وزيره . تتمنين تحقيق كل دلك لأنك تحبين بلدك وناسك .

    • زائر 14 | 12:33 ص

      تستحقين ان تكوني وزيرة و نحن لا نثق التدفئة امثالك استاذة فأنت محبوبة من الجميع السنة والشيعة اما الحاقدين عليك فمعروفين عقرب الرمل وشلتها آنتي أفضل مواطنه لملف الإصلاح

    • زائر 13 | 12:23 ص

      وهل السعادة بانشاء وزارة وتعيين وزير ام السعادة تأتي من خلال تطبيق العدالة والمساواة واحترام حقوق الانسان؟

    • زائر 18 زائر 13 | 2:44 ص

      ماذا تريد من هذه الدنيا غير أنك تكون انسان يعيش انسانيته بعز وكرامة معززا مكرما لك وجودك
      هذه هي السعادة

    • زائر 12 | 11:30 م

      لو كنت وزيرا للسعادة ..

      لطلبت من أمريكا أن يعملوا لنا كميات كبيرة من بساط الريح لتفادي ازدحام الشوارع خاصة وقت الرجوع من الدوام وحزة الغدا .. فعلا تمنيات السعادة ليس لها حدود .

    • زائر 10 | 11:14 م

      ابو علي

      وانتي تستحقين ان تكوني وزيرة لسعادة
      فمن يقراء مقالاتش يحس بسعادة المفقودة

    • زائر 9 | 11:06 م

      أفضل ما في البلد هو :

      إن الكلام ببلاش ( بدون ضريبه ) فهذا ينطبق عليك أختي الكريمه الكاتبه.

    • زائر 8 | 10:32 م

      غير ممكن

      الظروف التي مرت على اهل البحرين خلال ال ٥ سنوات الماضيه لا يمكن ان تعيد للبحرين الذي فقد عزيزا او إن ابنه معتقلا ..والباحث عن عمل دون أمل اي شعور بالسعادة .

    • زائر 6 | 10:12 م

      الكاسر

      البحرين خلاص في الباي باي
      ما اعتقد راح ترجع مثل قبل من
      رابع المستحيلات ونا اول شخص
      لا اثق ولن اثق في الشريك الثاني
      من بعد ما شفت ردات فعلهم ضدنا

    • زائر 5 | 10:10 م

      أين الخبرة ؟

      المنصب السياسي أو الإداري في مختلف قطاعات العمل الحكومي أو الأهلي يحتاج إلى شهادة أكاديمية مقرونة بالخبرة العملية والميدانية وتتوج تلك المنظومة بتولي سدة الحقيبة الوزارية ...

    • زائر 4 | 10:04 م

      هدهد

      من كان موحداً حقيقياً ومتوكلاً على الله كان له الرضا من الله وهذه هي السعادة ، فقلم القدرة قد خط هذا للدارين

    • زائر 3 | 9:18 م

      لو كنت وزير للسعادة لجعلت المواطن البحريني أفضل واسعد مواطن خليجي فيكفيه الصبر كل هذه السنين فكم وكم قدم للوطن

    • زائر 1 | 9:14 م

      يوم بعد يوم أشك إن هناك أحد ممن يعنيهم الأمر في الحكومة يقرءون مايكتبه الصحفيون في الصحف اليومية فكل يوم نرى الصحفيين أمثال الاخت الفاضله مريم الشروقي وهاني الفردان وقاسم حسين يكتبون كلام يعالج قضايا عديده في البلد ويأخذ بها الى بر الأمان ولكن لقد أسمعت من ناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي مع أحترامي للكاتبين الآخرين في قسم الأعمدة هم ايضا مايقصرون في معالجة القضايا التي تتعلق بهموم المجتمع تحياتي للجميع

    • زائر 24 زائر 1 | 9:01 ص

      قصة اثنين يتمنيان الملك

      قالا اي واحد منا يصبح ملك يجعلني وزير عندك ،لما بلغ أحدهما الملك ،يريد أن يقابل الملك لم يستطع ،قام الصاحب يوما من الأيام جلس عند شجره .وعند جلوسه عند الشجرة خرج الملك بحاشيته ،وذاك الصاحب يأشر عليه.

    • زائر 25 زائر 1 | 9:02 ص

      قصة اثنين يتمنيان الملك.

      دارات الأيام الصبح الملك فقير،فرجع إلى صاحبه ،يقول له لماذا لم تأتيني إلى ملكي قال الصاحب كنت أتي إليك ولم يدخلوني إليك. عندها وقفت عند شجره اناديك ولم تعرني، قال له اني لم ارى الشجرة فكيف تريد أن أراك. الفائدة من القصه: الإنسان لما يستغني يطغى.

اقرأ ايضاً