أفاد خبير التدريب والتنمية البشرية الإدارية جميل الناصر أن «العيارة سلوك فطري تتبعه كل المخلوقات لإخفاء أمر ما، الناس تظن أن هذا السلوك سيّئ، ولكن هذا السلوك كلنا نطبقه، هذا المصطلح لا يعني بالضرورة أموراً سلبية، هناك أيضاً عيارات إيجابية».
وقال الناصر في محاضرة قدمها في مقر الجمعية الأهلية لدعم التعليم والتدريب في العدلية صباح أمس السبت (13 فبراير/ شباط 2016) إن «هناك لوحات بيعت بمبالغ ضخمة وصلت إحداها إلى 300 مليون، بينما هناك رسمات رائعة لا تصل قيمتها إلى 10 أو حتى 50 ديناراً، فهل المشتري مغفل أو البائع شاطر، أم مزادات البيع عبقرية جداً؟ وهل هذه الأمور جمبزة أم عيارة أو شطارة، أم تفلنزية؟ ومع العلم أن المزادات العالمية ليست تجارة مفتوحة، وليس كل جهة يمكن أن تبيع أو تشتري فيها».
وذكر أن «العيارة سلوك تتبعه المخلوقات لإخفاء أمر ما، الناس تظن أن هذا السلوك سيء، ولكن هذا السلوك كلنا نطبقه، هذا المصطلح لا يعني بالضرورة أموراً سلبية، هناك أيضاً عيارات إيجابية».
وأضاف الناصر «شركات ومصارف عالمية تشتري مثل هذه اللوحات لكي تعزز قيمة أسهمها، وهناك عوائل تشتريها من باب التفاخر، ولكن في النهاية كل هذه اللوحات عبارة عن قطعة قماش وألوان».
وتابع «لو كانت هذه اللوحات ذات قيمة لما فشل فان كوخ في بيع 900 لوحة رسمها، وباع واحدة منها فقط وهو حي بمبلغ لا يصل إلى 10 دولارات، بينما الآن يتم بيع لوحاته الباقية وعددها 899، وليس لمرة واحدة، بل تباع عدة مرات».
وأردف «نحن في التدريب يعلموننا أن نكون حاضرين ونشيطين أمام الناس بغض النظر عما إذا كنا متعبين، وعلينا ألا نظهر شيئاً من ذلك، هذا نوع من العيارة الإيجابية، المدرب الممتاز يخفي العيوب، أما الأشياء الإيجابية فعلينا أن نظهرها، وهذا فن من الفنون الذي نتعلمه في التدريب الاحترافي».
وواصل «هناك وظيفتان مطلوبتان دائماً، الأولى المفاوض والأخرى المسوق الذي يجلب المستهلكين إلى المؤسسات والشركات، والكل يبحث عن أفضل الناس في هاتين الوظيفتين».
وأوضح أن «(بلاسيبو) هو نوع من الأدوية يباع ولا يشتريه الناس لأنهم لا يستفيدون منه، بل تشتريه المستشفيات وهو مهم عندها ولا تكاد تخلو منه أي مستشفى، وهو ليس دواء حقيقي بل هو عبارة عن حبوب أو شراب على هيئة أدوية حقيقية، ولكنه في الحقيقة عبارة عن سكريات أو أشياء مشابهة، تقدم كنوع من العلاج الإيحائي لمن لا يعانون أصلاً من أمراض ويظنون أنهم لن يكونوا بخير إلا باستخدام الدواء، إذن هذا هو أيضاً نوع من العيارة في التعامل مع الناس».
وأكمل الناصر «العلاج بالإيحاء أيضاً هو نوع من العيارة، حيث يقوم المعالج بإخفاء المعلومة على الإنسان الواعي أو استخراجها منها، مثلاً إذا أردتم سؤال أي شخص عن شيء مثلاً أخفاه، لا تسأله وهو في وعيه الطبيعي، اسأله وهو نصف واعٍ، أي في نومه، أوقظه بلطف واسأله أين أخفيت هذا الأمر وسيجيبك، كذلك الإدارة الموقفية، والقبعات الست هي عيارة، ولكنها عيارة مفيدة وإيجابية».
وأردف «أنيس وميسون هما شخصيتان كارتونيتان، وهما ليسا أشخاصاً حقيقيين، بمعنى أنه ليس هناك شخص بهذه الصفة والهيئة، ولكنهم يشجعون الأطفال على العادات الصحيحة، وهذا أيضاً هو نوع من إخفاء الحقيقة، وهو إذن نوع من العيارة الإيجابية».
وقال «التمثيل أيضاً هو قائم كله على إخفاء أشياء وإظهار أشياء، كلنا نعرف أنه غير حقيقي ولكننا نتأثر به، وكذلك أيضاً التمثيل القائم على الخيال كالانتقال عبر الزمن أو ما شابه، والديكور والماكياج الذي يقدم إلى الممثلين هدفه كذلك إخفاء أمر ما وهو أيضاً نوع من العيارة». وذكر أن «هناك زهرة أيضاً تفتح فكيها بكل «عيارة» وهدوء لافتراس الحشرات والحيوانات الصغيرة، هناك أيضاً الزهرة المستحية، التي ما أن تقترب منها حتى تغلق أوراقها، وتعود مجدداً للانفتاح بمجرد ابتعادك عنها، إذن فن العيارة هو من الفنون الفطرية، والدليل أنها صفة موجودة في النباتات».
وأشار إلى أن «الأطفال أيضاً أحياناً يظهرون عيارتهم، من خلال تقمص شخصيات محددة كالقراصنة أو بعض الحيوانات، وهناك أيضاً الأطفال المتسولون في بعض الدول الفقيرة الذين يظهرون علامات البؤس عند مشاهدتهم أحد الأشخاص الذين يريدون استجداءهم، وما أن يذهب حتى تنفرج أساريرهم».
وتابع «نحن أحياناً في التدريب نقصّ على المتدربين ببعض الإيحاءات، ولكن ليس من أجلنا، بل من أجل منفعتهم وفائدتهم».
وختم الناصر «كذلك في عالم تجارة الألماس، من المعروف أن العقد الذي تشتريه اليوم بـ 100 ألف دينار، تبيعه غداً بـ 10 آلاف دينار فقط، لأن تجار الألماس يقولون إن الألماس له (one way)، أي طريق واحد للبيع فقط، وليس عبارة عن تجارة ذات مسارين بين البائع والمشتري، وهذا أيضاً نوع من العيارة بأن تضع شروطاً محددة غير حقيقية لموضوع محدد».
وحظيت المحاضرة بعدة مداخلات من مجموعة من المدربين الحاضرين، الذين أثنوا على مضمون الفكرة الجميل، وإن تباينت وجهات نظرهم حول مفهوم العيارة، التي ذكر بعضهم أنها تتفق مع الجانب السلبي لاستغلال الذكاء وليس الجانب الإيجابي منه، فيما اتفق آخرون مع المحاضر على أن العيارة يمكن توظيفها بشكل إيجابي في مختلف مناحي الحياة.
ومن جانبه، قال خبير التدريب والتنمية البشرية الإدارية السيد محمود التوبلاني «ما طرح لا يمكن أن نطلق عليه عيارة، بل فن، نحن عندما نتصرف بتصرف إيجابي فهذا نابع عن قيم إيجابية خيرة، ولكن عندما نتصرف بتصرف سلبي فلا يمكن أن يكون ذلك نابعاً من ذات القيم، وبالتالي فلا يمكن أن نقول إن مفهوم العيارة فيه جانب إيجابي وآخر سلبي، ما تحدث عنه المحاضر هو استخدام الإيحاء الإيجابي أو التكيف الاجتماعي».
العدد 4908 - السبت 13 فبراير 2016م الموافق 05 جمادى الأولى 1437هـ
ويعلمون الناس مالا ينفعهم
يا زائر 2|
لا يوجد عيارة ايجابية وكل من يتعامل بها يعتبر غشاشا في نظر الشارع المقدس وسأشرح لك
ما أعنيه عل وعسى تصلكم الفكرة على أتم وجه؛ مع شديد الأسف هناك الكثير منا إذا أراد بيع
سلعة ما يخفى عيبها على سبيل المثال عندما تعرض سيارتك للبيع مع وجود العيب فيها تخفيه
وتقول للمشتري خذها إلى الفاحص وفحصها بنفسك دون أن تخبره مسبقا - فمجرد قولك هذا مع
علمك بعيبها - هذه العيارة بعينها؛ لذا لا يوجد شيئ اسمه عيارة ايجابية أو كذب أبيض فكلاهما
سيئ ومن يمتهنهما عد عند الله وأهل البيت(ع)من الكاذبين
من باجر وعد
خلاص من باجر بتبع اسلوب العيارة الايجابية والقصد فيه الكلام المقنع اللي فيه نوع من العيارة بدرجة ممتاز