اعتبر السفير الألماني في البحرين ألفريد سيمز بروتس أن الحل في سورية لن يكون عسكرياً، وقال إن بلاده تحاول أن تستغل علاقاتها الجيدة مع كلٍّ من السعودية وإيران، لسد الفجوة بين هاتين القوتين الرئيسيتين في المنطقة، واللتين يجب عليهما أن تعملا معاً ومع الدول الأخرى لإيجاد حلول في سورية والعراق واليمن، على حد قوله، معتبراً أنه لا يمكن حل هذه الأزمات من دون التوافق بين السعودية وإيران.
الوسط - منصور الجمري، أماني المسقطي
أكد السفير الألماني في البحرين ألفريد سيمز بروتس أن بلاده تحاول أن تستغل علاقاتها الجيدة مع كل من السعودية وإيران، لسد الفجوة بين هاتين القوتين الرئيسيتين في المنطقة، واللتين يجب عليهما أن تعملا معاً ومع الدول الأخرى لإيجاد حلول في سورية والعراق واليمن، على حد قوله، معتبراً أنه لا يمكن حل هذه الأزمات من دون التوافق بين السعودية وإيران.
ودعا في لقاء مع «الوسط»، الدول الأوروبية والدول الأخرى إلى مشاركة بلاده في تحمل مسئولية اللاجئين السوريين، معتبراً أنه من غير الممكن حل مشكلة اللاجئين إلا بجهود أوسع من دولة واحدة.
وفيما يأتي نص اللقاء مع السفير الألماني:
- إن مملكة البحرين تحت قيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة تعتبر أنموذجاً يحتذى به في التسامح و التعايش والانفتاح على الآخر، ونحن نعتز بأن العلاقات الألمانية البحرينية ومنذ استقلال البحرين قامت على الثقة والصداقة والمصالح المتبادلة التي تشمل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
والعالم يمر حالياً بظروف صعبة ونحن شريك لمملكة البحرين ونشاطرها اهتماماتنا وأهدافنا ولا سيما تلك المتعلقة بالسلام والاستقرار. ونحن نتطلع للدفع قدماً بالعلاقات التي تربطنا للمساهمة في حل الأزمات التي تضرب المنطقة خاصة منها محاربة آفة الإرهاب. كما أننا نريد الرقي بعلاقاتنا الاقتصادية والثقافية الثنائية وكذا تشجيع مملكة البحرين في تعزيز مسارها الديمقراطي بكل الوسائل المتاحة لنا.
أما على صعيد تبادل الزيارات، فأنا مازلت غير راض عن مستوى تبادل الزيارات بين السياح البحرينيين والألمان، فمثل هذه الزيارات تعمق العلاقات بين البلدين، كما أن لدينا عدداً من الاتفاقيات المشتركة مع البحرين، وفي العام الماضي زارت وزيرة الدفاع الألمانية أرسولا فون دير لين البحرين للمشاركة في أعمال حوار المنامة، وكان لدينا لقاءات مثمرة واتصالات مع جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان ال خليفة، وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ووزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، ووزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، ولكني ماأزال أطمح إلى المزيد من هذه الزيارات.
على صعيد اقتصادي، هناك 50 نشاطاً اقتصادياً ألمانياً في البحرين، بعضها يمثل شركات كبرى ومهمة، أبرزها شركة الشحن الجوي «DHL»، ومصنع الكيماويات “BASF»، وشركة «SIEMENS»، بالإضافة إلى شركة «SMS» المعنية بمجال النفط، ولكننا لانزال نأمل زيادة مستوى التبادل التجاري بين البلدين.
أما على صعيد الثقافة، فنعمل في إطار مواردنا المحدودة لتنظيم فعاليات ومعارض ألمانية في البحرين، وجلب الفرق الموسيقية الألمانية إلى هنا، كما لدينا برنامج لتعلم اللغة الألمانية، الذي يتم برعاية السفارة الألمانية، وهناك أكثر من 100 طالب منخرط في هذا البرنامج.
- لا، لأن عدد الأطفال الألمان في البحرين قليل، وأغلبهم يدرسون في المدرسة البريطانية وغيرها من المدارس الخاصة.
- ليس لدينا أي خطط في هذا الشأن لهذا العام، وإنما ستكون هناك فعاليات بالتزامن مع اليوم الوطني الألماني في شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وربما ننظم برنامجاً أوسع في العام 2017.
- إننا نحصل على احترام كامل للدور الرئيسي الذي نقوم به كأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وخصوصاً على صعيد سياستنا تجاه اللاجئين، إذ استقبلنا نحو مليون لاجئ في العام الماضي (2015)، وأعتقد أن الناس يقدرون هذا الدور لأسباب إنسانية، ولذلك فأراه سبباً في أننا نحظى باحترام الجميع لهذا الأمر ولسياستنا الخارجية بشكل عام.
نعم هناك طائرات استطلاع ألمانية فقط تشارك في الجهد العسكري في سورية، وهذه خطوة مهمة بالنسبة لنا، فبعد الهجمات التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية (باريس)، قررنا إرسال هذه الطائرات لمساعدة زملائنا الفرنسيين، ولدينا كذلك طائرات لتزويد الوقود.
أما بشأن إرسال مقاتلات ألمانية، فهذا يعتمد على ما ستؤول إليه الأمور في سورية، ولكن مبدأنا يقوم على أن الحل في سورية لن يكون عسكرياً، وإنما نؤمن أن سورية بحاجة إلى حل سياسي، كما لا نرى حاجة إلى التوسع في الضربات العسكرية، ولا نعلم ما قد يحدث في حال فشلت المفاوضات مع المعارضة السورية، فقد تسوء الأمور في سورية، ولكن ليس لدينا أية خطة لزيادة تواجدنا العسكري هناك.
يجب ألا ننسى أننا دعمنا قوات البشمركة الكردية في العراق في العام 2014 حين احتل تنظيم (داعش) الموصل وسنجار، ومنذ ذلك الوقت بدأنا بتقديم الأسلحة والتدريب لقوات البشمركة.
- بالتأكيد سنستمر في هذه المساعي، نعمل في هذا الإطار على الاستفادة من العلاقة الجيدة التي تربطنا بالطرفين، ولا أعتقد أن هناك من يرى أن لدى ألمانيا أجندة خفية في هذا الشأن، وأعلم أننا نحظى باحترام إيران، والأخيرة تطمح بعد رفع العقوبات عنها أن تكون هناك استثمارات ألمانية على أراضيها، وخصوصاً ًعلى صعيد البنية التحتية والاقتصاد، ولذلك فإن وزير خارجيتنا يحاول أن يستغل علاقاتنا الجيدة مع الطرفين، لسد الفجوة بين هاتين القوتين الرئيسيتين في المنطقة، واللتين يجب عليهما أن تعملا معاً ومع الدول الأخرى لإيجاد حلول في سورية والعراق واليمن، وواهم من يرى أنه يمكن حل هذه الأزمات من دون التوافق بين السعودية وإيران.
- نحن نرى كيف أن الأزمات والحروب والنزاعات الطائفية والإرهاب تعصف بكل أنحاء العالم، وألمانيا تتولى رسمياً منذ شهر يناير/ كانون الثاني 2016 ولمدة عام رئاسة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE)، وتسعى الحكومة الألمانية الى تجديد الحوار، بناء الثقة من جديد، إعادة إرساء الأمن، بذل الجهود من أجل تعزيز أدوات ومؤسسات منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ودعم الحوار بين الدول المشاركة في المنظمة وبذلك بناء الثقة في أوروبا من جديد.
أنا أؤمن أننا سنتمكن من مواجهة التحديات عبر إيجاد الحلول، ربما لا نكون الأفضل في إيجاد حلول سريعة ومرنة، وخصوصاً أننا بعد الحرب التي مررنا بها علينا إعادة بناء بلادنا، والأمر صعب ليس فقط على صعيد إعادة بناء الاقتصاد، وإنما بناء بلد ديمقراطي بعد الحكم النازي، وخصوصاً أننا لم نكن نملك قاعدة ديمقراطية صلبة للبناء عليها، ولكن تدبرنا أمورنا في هذا الجانب، ونأمل أن نتمكن من حل الأزمات الحالية التي تحيط بنا.
- نعم، ولكن ذلك يعتبر تحدياً صغيراً في قبالة التحديات التي نواجهها في الوقت الحالي.
- هذا الموضوع محل نقاش الآن في ألمانيا، وما إذا كان يجب علينا وضع حد لهذا التدفق أو وضع بوابات، على سبيل المثال. في الواقع لا يمكن حل مشكلة اللاجئين إلا بمساندة الدول الأخرى، ونحتاج أيضاً الى قرار أوروبي، وعلى جيراننا وشركائنا في أوروبا أن يشاركونا العبء الملقى علينا، إذ لا يمكن حل مشكلة اللاجئين السوريين إلا بتعاون من الدول الأخرى، وقدرتنا على استيعاب اللاجئين لن تكون غير محدودة، فالأمر لا يقتصر على توفير مسكن وطعام لهم، وإنما علينا إيجاد وظائف لهم وتعليمهم وتعريفهم بقيمنا ونظام حكومتنا، ولا يمكن بطبيعة الحال التغاضي عن النواحي الإيجابية في هذا المجال، فلا شك أن العديد منهم لديهم المهارات التي يمكن الاستفادة منها، وذلك إذا تعاملنا مع الأمر بأسلوب صحيح لا كما حدث في فرنسا، وآمل أن نكون قادرين على التعلم من النماذج الخاطئة في هذا المجال، إذ يعيش اللاجئون في فرنسا في أماكن خطيرة، وغير مندمجين في المجتمع، حتى الشرطة ترفض الذهاب إليها، ومثل هذه الأمور علينا تجنبها.
ولكن يجب أن أقول هنا، أن ما يدعيه البعض بأننا نستقبل اللاجئين للتعويض عن انخفاض عدد السكان في ألمانيا، هو أمر غير صحيح، وإنما كل ما نقوم به هو بدوافع إنسانية.
- الاعتداءات التي حدثت ليلة رأس السنة، كانت بسبب أن هناك لاجئين من شمال إفريقيا تجمعوا معاً بطريقة منظمة وتحرشوا جنسياً بعدد من النساء، وأعتقد أن بعض الحالات تطورت إلى اعتداءات جنسية، وسرقوا هواتفهن النقالة، وهذا الحادث شكل صدمة وخلق ردة فعل قوية تجاه المهاجرين.
- بالتأكيد، ولكن في الوقت نفسه يجب الابتعاد عن تحميل جميع اللاجئين مسئولية ما حدث، لأن هذه الفئة لا تمثل إلا قلة، بينما أغلب اللاجئين يأتون مع عائلاتهم ويريدون بدء حياة جديدة، بعد أن هربوا من التعذيب والقتل في سورية، وعلى شعبنا واللاجئين أن يعوا ذلك، وهي مهمة صعبة.
- «دويتشه فيله» تستهدف جمهوراً خارج ألمانيا، بينما في ألمانيا هناك قنوات إذاعية أخرى، ولكن لا شك أن هناك حاجة لأن تكون هناك إذاعة تقدم خدماتها باللغة العربية في ألمانيا الآن، وهناك قناة تلفزيونية ألمانية تقدم خدماتها باللغة العربية، والتي تقدم ملخصاً يومياً مدته 100 دقيقة باللغتين العربية والإنجليزية.
- لا يمكننا التنازل عن قيمنا الواردة في الدستور الألماني، والتي تقوم على مبادئ حقوق الإنسان، وأي شخص بغض النظر عن ما يدين به، عليه أن يلتزم بهذه القيم، ولكن الأمر يتطلب توعية الأشخاص بضرورة الالتزام بهذه القيم، لا تعليمهم اللغة فقط، وهذا يتطلب المزيد من الجهود.
في الماضي مررنا بمشكلات عدة، بسبب وجود مجتمعات مسلمة تركية في ألمانيا منغلقة على نفسها، وكانوا يعيشون في مناطق لا يتحدثون فيها إلا باللغة التركية، صحيح أننا تسامحنا مع هذا الأمر، ولكننا أردنا أن ينخرطوا في المجتمع بصورة أكبر، وأعتقد أنه مع هذه الأعداد الكبيرة من اللاجئين، فإن ذلك يتطلب منا المزيد من الجهود.
- جميع الدول تسعى لأن تكون متعددة الثقافات، وأعتقد أن خلق نموذج للتعدد الثقافي في ألمانيا لايزال في مرحلة مبكرة، ولم نحدده بوضوح لأنه لا يتوجب علينا ذلك، إذ إننا لسنا أمة مهاجرة في الأساس، ولا نعتبر أنفسنا ككندا أو الولايات المتحدة الأميركية أو أستراليا، التي تستقبل اللاجئين وفق مؤهلات معينة، ولكني أعتقد أننا الآن مجبورون للبحث عن ذلك على الطريقة الألمانية، والنقاشات مستمرة في هذا الشأن.
ويجب أن أشير هنا إلى أن هناك عدداً من الأشخاص الذين يمثلون أعراقاً مختلفة في وزارة الخارجية والمواقع الرسمية الأخرى، وهذا الأمر لم يكن معروفاً خلال العشرين سنة الماضية.
- هذه الجماعة لديها من يتبعها في ألمانيا الشرقية، وهم الأشخاص الذين مازالوا يواجهون صعوبة في التكيف مع اتحاد ألمانيا، وبعضهم فقدوا أعمالهم، لذلك يرون أن اللاجئين يحصلون على كل ما يريدونه، بينما هم محرومون من العديد من الأمور، لذلك هناك احتجاجات دورية وخصوصاً في أيام الاثنين من كل أسبوع للاحتجاج على سياسة ألمانيا بشأن اللاجئين، وهذا الأمر محط قلق الحكومة في الوقت الحالي.
- تابعنا أخبار السيدة المحترمة، وعرضنا خدماتنا على عائلتها في حال تطلب الأمر نقل جثمانها إلى ألمانيا، ولكن حين علمنا أنها تود دفنها هنا في البحرين، انتهى دورنا. فالألمان غير ملزمين بتسجيل بياناتهم لدى السفارة، وإن كنا نشجعهم على تسجيل أسمائهم في حالات الطوارئ أو في حال استدعى الأمر إجلاءهم لظرف ما، وخصوصاً أن هناك نحو 500 ألماني في البحرين.
ولكن ما سمعناه عن هذه السيدة قصة جميلة، وكيف انها تحب أهل البحرين وهم يحبونها، وهي تطبق مقولة «من عاشر قوماً أربعين يوماً صار منهم»، ومثل هذه القصص تعمق العلاقات الشعبية بين البلدين، وأعتقد أنه آن الأوان أن يقوم الأحياء بدورهم أيضاً في تعميق هذه العلاقات.
العدد 4908 - السبت 13 فبراير 2016م الموافق 05 جمادى الأولى 1437هـ
فيه عندهم برنامج لتعلم اللغة الألمانية؟ طيب كيف طريقة التسجيل؟ وشكرا لمنصور الجمري وسفير ألمانيا
تعليم اللغة الالمانية متوفر
السفارة الالمانية تشرف على دروس اللغة الالمانية في المركز الفرنسي الاليانز فرانسيس بمدينة عيسى في المنطقة التعليمية
الألمان اقرب لنا من كل الاوربيين