أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس السبت (13 فبراير/ شباط 2016) تسليم سلطة التشريع للبرلمان المنتخب بعد إصدار مئات القوانين في غياب انعقاده، داعياً إلى قيام «دولة مدنية حديثة».
وانتخب البرلمان الجديد على إثر عملية اقتراع طويلة على مرحلتين انتهت في ديسمبر/ كانون الأول الماضي بلغت نسبة المشاركة فيها 28.3 في وهي نسبة ضعيفة عكست عدم الاكتراث العام بانتخابات اعتبر الخبراء أن نتيجتها محسومة سلفاً لصالح أنصار السيسي.
وكان السيسي وسلفه عدلي منصور يحتفظان بسلطة التشريع قرار المجلس العسكري الذي حكم مصر بعد الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك حل مجلس الشعب في يونيو/ حزيران 2012. وكان هذا المجلس خاضعاً لهيمنة الإسلاميين.
وأصدر السيسي ومنصور مئات القوانين بقرارات رئاسية في غياب البرلمان الذي وافق عليها جميعاً فور انعقاده باستثناء قانون تعلق بموظفي الدولة. وانتخب البرلمان رئيساً له هو أستاذ القانون علي عبدالعال الذي ترشح على قائمة «في حب مصر» المؤيدة للسيسي التي فازت بالمقاعد الـ 120 المخصصة للقوائم. وبدأ السيسي كلمته بدعوة نواب البرلمان بالوقوف دقيقة حداد على أرواح رجال الجيش والشرطة الذين قتلوا في هجمات المتشددين. وقال السيسي في مستهل كلمته أمام البرلمان بحضور كبار رجال الدولة «أعلن أمامكم ممثلي الشعب بانتقال السلطة التشريعية إلى البرلمان المنتخب بإرادة حرة بعد أن احتفظ بها رئيس السلطة التنفيذية كإجراء استثنائي فرضُه علينا الظرف السياسي». وأضاف «لقد استعادت الدولة المصرية بناء مؤسساتها الدستورية في إطار تتوازن فيه السلطات تحت مظلة الديُمقراطية التي ناضلت من أجلها الجماهير وحصلت عليها». وقاطع النواب كلمة السيسي مراراً بالتصفيق كما قاطعه أكثر من نائب بالهتاف.
وتحدث السيسي عن تحديات مقلقة تواجهها البلاد. وقال إن «ما يواجه هذا الوطن من تحديات يجعل القلق والتخوف أمراً مشروعاً ولكن حجم الإنجاز غير المسبوق الذي تم بإرادة وعزيمة المصريين يجعل من الأمل أمراً حتمياً وفرضاً وطنياً».
وأشار السيسي في كلمته إلى سلسلة الهجمات المسلحة التي تواجهها البلاد منذ الإطاحة بالرئيس الإسلامي المخلوع محمد مرسي في يوليو/ تموز 2013 وتتبناها جماعات متشددة منها الفرع المصري لتنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)».
وقال «لقد جابهنا معاً موجة عاتية من إرهابٍ غاشم استهدفت الدولة المصرية بلا هوادة أو رحمة وأرادت أن تنشر الفوضى والخراب بين ربوع الوطن». وتابع «ونحن نواجه هذا الإرهاب الأسود لم نغفل أن هدفنا الأسمى وغايتنا الكبرى هي إعادة بناء الدولة المصرية دولة ديمُقراطية مدنية حديثة». وحدد السيسي أولويات عمل مجلس النواب في الفترة المقبلة قائلاً «أدعوكم لأن تكون قضايا التعليم والصحة والإعلام وتجديد الخطاب الديني على رأس أولوياتكم وأن يكون محدودو الدخل والشباب والمرأة موضع اهتمامكم».
العدد 4908 - السبت 13 فبراير 2016م الموافق 05 جمادى الأولى 1437هـ