العدد 4908 - السبت 13 فبراير 2016م الموافق 05 جمادى الأولى 1437هـ

جمعية البحرين الاجتماعية الثقافية تستضيف الأديب أمين صالح

ناقشت كتابه «رهائن الغيب» في مشق غاليري...

صورة جماعية لأعضاء «البنفسج» وعدد من الحضور
صورة جماعية لأعضاء «البنفسج» وعدد من الحضور

الوسط - المحرر الثقافي 

تحديث: 12 مايو 2017

في ظهور نوعي لمجموعة البنفسج، وبعد الإشهار الرسمي لجمعية البحرين الاجتماعية الثقافية الحاضنة للمجموعة، نظَّمت المجموعة أمسية خاصة لمناقشة كتاب «رهائن الغيب» للكاتب أمين صالح، المتألّق في مجالات القصّ والتأليف والترجمة والنقد الأدبي، وذلك في مشق غاليري بمنطقة المقشع.

الأمسية التي حضرها الشاعر والأديب قاسم حداد، تأتي بعد إشهار الجمعية في الجريدة الرسمية لمملكة البحرين بتاريخ 1 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015.

وأثنى حداد على فكرة مجموعة البنفسج في عدم التبكير في الظهور مشيراً إلى أن ذلك تم «لسببٍ وجيهٍ جداً وهو أن تشتغل ذاتياً في مصهر التأمُّل والتطوير الذاتي والنمو المتدرِّج، فالثقافة ليست عملاً إعلامياً، وليست تمثيلاً استعراضياً، وإنما هي حركة من الداخل تتراكم فيها القناعات والتصوُّرات والتفاعلات المتنوِّعة لخلق وجود منفتح تتبرْعم أغصانه ذاتياً من خلال التجانس القائم على فهم الواقع والاختلافات، والتفهُّم والتعايش مع مختلف الآراء والرؤى»، وأضاف بأنه أحبّ في العمل الأدبي غير الرسمي اشتغاله الفعلي في التكوين، وإيمانه بالذاتية، التي وجدها في «مجموعة البنفسج»، وهذا ممّا يقل حضوره في المشهد الثقافي في الوطن العربي، ثم أردف بأن السعي إلى الاتفاق جميل، ولكن تفهّم الاختلاف أجمل.

وناهز عمر مجموعة البنفسج التي تديرها شرف المزعل، السنة الرابعة من القراءة لأنواع من الكتب، واستضافة أسماءٍ لامعةٍ في الحضور الثقافي المتصدِّر.

وتناقش المجموعة المؤلفات بحضور المؤلِّف نفسه، الذي يفتح صدره لكل رؤيةٍ، ولكل زاويةٍ، ولكل جيلٍ، ويبحث بين الجمهور عن القارئ الحقيقي، وعن مدى اتساع هذا التأمُّل والمشاغبة بين الصديقين (القارئ والكاتب) في كل فترةٍ من الزمن.

الكاتب أمين صالح أحبّ أن يكون بالقرب من هؤلاء (الفتية) العاشقين للقراءة في محاولاتهم الذاتية سبْر أغوار روايته الجميلة «رهائن الغيب» الممتدّة في الخلق الغني بين الخيال والواقع والصورة والحسّ؛ ما جعلها مادةً خصبةً للاستيحاء والاستلهام بما فيها من ثورة في الأسلوب والأداء، وثروة في اللغة والمعنى، وجمال في التعبير الفنِّي.

كما أحبَّ أن يكون مُستمعاً مستمتعاً لفترةٍ تزيد على الساعتيّن، ليسمع من زملاء الحرف جميع ما يتراود في أذهانهم وهم يستنبطون من النص الكثير الكثير.

مؤسِّسة ورئيسة جمعية البحرين الاجتماعية الثقافية، شرف المزعل، قدّمت عرضاً توضيحياً عن تأسيس «البنفسج»، ومنهجيتها في تطوير الذات عبر القراءة ومناقشة الكتب في أمسيات تتخلَّلها أماسي الشعر، وحلقات العصف الذهني، ومشاهدة الأفلام ذات الصيت الفني الواسع ومناقشتها، ارتكازاً على أهدافها وهي تطوير الذات، والدعوة إلى التعايش، والعمل على تطوير المرأة وتفعيل دورها في المجتمع.

وفي معرض مداخلات أعضاء الجمعية والحضور، وجد محمد المبارك في اللغة الشعرية باباً ملهماً استفتح لديه أبواباً كثيرة من التساؤل والتحليل، ورد أمين صالح بأنه يكتب نثراً أدبياً بلغةٍ شعريةٍ، لكنه لا يعترف بوجود تعريفٍ واحدٍ جامعٍ للشعر بل هناك عدَّة مداخل لاستيعاب هذا المفهوم، وأهمها مدخل القارئ نفسه، وكيف يجده في الرواية. من جانبه قال قاسم حدّاد بأنه شخصياً أفاد من مصطلحات وتعبيرات أمين في تطوير كتاباته الشعرية. بعدها أمسكت بالخيط سارة المزعل التي عقَّبت على سؤال منصور المبارك عمّا كُتب عن أبطال الرواية الأطفال باللغة التي يكتب بها الأديب عن النخبة، وتساءلت: هل كنا سنقبل بهذا المستوى من البلاغة في النص لو كان الأبطال فلاسفة ونخب المجتمع؟ هل نحن طبقيِّين حتى على مستوى اللغة، بحيث تطرق الأسئلة أذهاننا بقوة حينما نجد النص بليغاً على أطفال الحارة البسطاء الفقراء المحبطين والمتسرِّبين من مقاعد الدراسة؟

الكاتب المسرحي خليفة العريفي، والناقد فهد حسين، كانت لهما الكثير من الإضاءات والمداخلات تناولا فيها ما يمكن أن يُستشرَف فيه معنى الارتهان إلى الغيب، فأسبغا على الأمسية الكثير من الأفكار. وتساءلت كفاية المبارك عن سر التزام الكاتب باللغة العربية الفصحى وقوة اللغة. أما نعمان الموسوي فانطلق من موقف المعلِّم القاسي في الرواية بما فيها من قوة التصوير في مختلف المواقف، وحيادية الكاتب ليفتح مجالاً واسعاً لحديثٍ اختلف النقاد فيه عن ماهية دور الأديب: أهو دور الفنان وهو يصف الواقع كما هو، أم هو دور الطبيب فيستبق علاج الظواهر. ووجد منصور المبارك في تنويع الخطاب بين حوار الشخوص بلغتهم العادية وبين عدسة الكاتب وهو يستخدم لغة جزلة مساحة كبيرة من التأمُّل والتأويل.

أحمد رضي ترافع عن بعض الآراء ودفع بأخرى، ولكن يظل المعنى بين بطن الكاتب وبطن القارئ، ثم عقَّبت شرف المزعل بأنه لا توجد رؤية أحادية للنص فهو ليس تمريناً ذهنياً آلياً، وكل رؤية لها نسبةٌ ما من الحضور في النص، وأمام النص في امتداد الزمن الكثير من الآراء؛ ما يمنحه التجدُّد والتنوُّع والخلود. وتحدَّثت طاهرة محمد حسن عن نبض المرح في الرواية من جهة أن الحياة كانت شديدة وقاسية وجافة، لكن الأطفال اختطوا طريقهم للمغامرة وشقاوة الخروج عن إطار الحزم والكبت إلى الأنس والمرح.

شرف المزعل
شرف المزعل




التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً