دعا البابا فرنسيس اليوم السبت (13 فبراير/ شباط 2016) قادة المكسيك الى ضمان "عدالة فعلية وامن فاعل" في البلاد، والاساقفة الى مكافحة "اورام" تهريب المخدرات، وذلك في مستهل زيارة تستمر خمسة ايام لثاني أكبر بلد كاثوليكي في العالم.
وعبر البابا (79 عاما) الذي بدا في صحة جيدة السبت طرق مكسيكو حيث احتفى به مئات الاف المكسيكيين.
وصباحا، كان في استقباله في القصر الوطني الرئيس انريكي بينا نييتو في سابقة تحمل بعدا رمزيا بعد 24 عاما على اعادة العلاقات الدبلوماسية بين الفاتيكان ومكسيكو في 1992.
وقال بينا نييتو ان "زيارتكم ترفع اللقاء بين دولتين. انه لقاء بين امة وايمانها. ان المكسيك تحب البابا فرنسيس لتواضعه ولياقته وعاطفته".
ودعا البابا السياسيين الذين اجتمعوا في القصر الرئاسي الى ضمان "عدالة فعلية" و"امن فاعل" للشعب بعد ايام على تمرد في سجن مدينة مونتيري (شمال شرق) أسفر عن 49 قتيلا.
وحضهم ايضا على التخلي عن امتيازاتهم قائلا "في كل مرة نبحث عن الامتيازات والمكاسب للبعض، تتحول حياة المجتمع عاجلا ام آجلا الى حقل خصب للفساد والاتجار بالمخدرات والبشر، والعنف وعمليات الخطف والموت".
واشاد كذلك بـ"التعدد الثقافي" و"التنوع البيئي" في المكسيك، وهما موضوعان يحرص البابا على الدفاع عنهما.
- استغلال السلطة - ودعا الاساقفة الى عدم التصرف كـ"امراء" واظهار "شجاعة قل نظيرها" ضد "اورام" تهريب المخدرات بدل الاكتفاء ب"مجرد مواقف تنديد".
وفي خطابه الذي أعده بنفسه، طلب البابا منهم الدفاع عن الثقافات المحلية المهددة بالنسيان ومساعدة ملايين المهاجرين الذي يعبرون المكسيك من جنوب القارة في اتجاه الولايات المتحدة.
وقال روجيليو كانتو المحامي البالغ من العمر 57 عاما "فليأت من اجل تنظيم الوضع. المكسيك هي أحد البلدان الاكثر كاثوليكية في العالم اليس كذلك؟ فليطلب البابا من الحكام ان يجدوا حلا جذريا للفقر ومشاكل الهجرة وتجاوزات السلطة".
وتأتي زيارة البابا للمكسيك بعد الحاح حكومة نييتو على دعوته. وتواجه هذه الحكومة انتقادات حادة تتعلق بوضع حقوق الانسان.
وبعد زيارته للقصر الوطني، ترأس البابا قداسا في كاتدرائية سيدة غوادلوبي المزار الذي يستقبل أكبر عدد من المؤمنين في العالم.
وقال اندرو شيسنات استاذ الدراسات الدينية في جامعة فيرجينيا كومونولث في الولايات المتحدة ان "لقاء البابا مع عذراء غودالوبي ارتدى اهمية كبرى"، مشيرا الى انها "ليست ملكة في المكسيك فقط بل امبراطورة في اميركا ايضا".
وتعاني المكسيك حاليا مشاكل تثير قلق الحبر الاعظم، في مقدمها انعدام المساواة في المجتمع حيث نصف السكان يعانون الفقر فضلا عن العنف المرتبط بتهريب المخدرات ومحاولة الاف المهاجرين الوصول في شكل غير شرعي الى الولايات المتحدة.
والاحد، سيزور الحبر الاعظم مدينة ايكاتيبيك المكتظة عند أطراف العاصمة وحيث ازدادت اعمال العنف في شكل كبير وخصوصا بحق النساء.
وينتقل بعدها الى شياباس في جنوب البلاد، وهي الولاية الاشد فقرا، قبل ان ينتقل الى مدينة سيوداد خواريس على الحدود الاميركية.
وينهي الحبر الاعظم زيارته بقداس في مدينة ال باسو.