بعد أن كانت المنافسات المحلية في كرة السلة تشهد إقامة مباريات قوية ومتميزة من الناحية الفنية، بتنا نفقد هذا الأمر بعض الشيء في أغلب المباريات، وصحيح أن الحضور الجماهيري لايزال كبيراً والتنافس موجوداً من أجل تحقيق أفضل النتائج بالرغم من الأفضلية المنامية، إلا أن الكل يكاد يتفق على أن المستوى الفني لم يعد كالسابق، ومن الممكن أن يكون السبب الأول وراء ذلك هو تفرغ أغلب الفرق إن لم يكن جميعها للنظر للجانب التحكيمي وترك الأمور الفنية، وأصبحنا في وضع فُقدت فيه الثقة بشكل كامل بين الأندية والحكام، وبالتالي في كل مباراة نرى احتجاجات تحكيمية بالجملة وقرارات متنوعة فيما يخص الأخطاء الفنية على اللاعبين والمدربين والإداريين، ووصل الأمر إلى حد التشابك بين اللاعبين مثلما حصل بين المنامي أحمد نجف والأهلاوي عيسى إبراهيم وهو ما أدى إلى إيقافهما بعض المباريات.
هل من المعقول أن تكون كل المباريات لدينا ضعيفة من الجانب التحكيمي؟ هل بتنا بالفعل بلا حكام قادرين على قيادة المنافسات بالصورة المطلوبة؟ أم أن الأندية هي التي باتت لا تتقبل أي قرارات وهو ما يؤدي إلى مثل هذه المشاكل المتكررة والتي من المتوقع لها أن تصل إلى مدى أبعد مما نشاهده حالياً، وبالتأكيد هذا ما نرفضه ونتمنى ألا نشاهده.
الثقة يجب أن تعود من جديد، والأندية لابد أن تُركز على الأمور الفنية أكثر من أي شيء آخر وألا تترك الجانب التحكيمي شماعة لإخفاقاتها، فالتحكيم بالتأكيد لا يصل لدرجة الكمال في أية دولة وفي أية لعبة، وحتى في كأس العالم أيضاً، وكما الأندية مُطالبة باحترام القرارات التحكيمية، فإن الحكام أنفسهم يجب أن يكونوا أكثر تركيزاً في المباريات التي يقودونها كي تقل الأخطاء، ومن المهم لكل الحكام أن يكون لديهم مبدأ (المساواة) في التعامل مع كل الأندية واتخاذ القرارات المناسبة، وأن يكون التعامل مع الجميع وفق القانون، لا أن يكون القانون على النادي أو اللاعب الفلاني يختلف عن الآخر، فالجميع يجب أن يكونوا سواسية، وبالطبع في النهاية نحن نحتاج لتحسن الأندية في كيفية التعامل مع الجانب التحكيمي وألا يكون فقط هو السبب وراء كل خسارة، وأيضاً التحكيم لابد أن يتطور وأن يكون التركيز أكثر، لأن من دون هذين الأمرين ستستمر المشاكل في منافساتنا.
إقرأ أيضا لـ "حسين الدرازي"العدد 4907 - الجمعة 12 فبراير 2016م الموافق 04 جمادى الأولى 1437هـ