قرأت مقال إلى الأخت سوسن دهنيم بعنوان «قلبك موطنك» وهي تتحدث عن الرحلات خارج الوطن، وأنا أعتذر لها حين أقول، وكأنها تصف الرحلات القديمة باستخدام القوافل. نعم الصحبة الحسنة مطلوبة في كل مناحي الحياة حتى في سائق السيارة الواقفة على جنبك أمام إشارات المرورالضوئية، فلثوانٍ قليلة هو صحبك، وتتوقع منه حسن السيرة والسلوك في سياقة سيارته بحيث لا يتعمد تجاوز حقك في المرور والصحبة جيدة إذا تقيد بقانون المرور وسيئة إذا كان العكس.
طبعاً الاضطرار إلى السفر وحيداً هو من أمر الأوضاع بالنسبة للمسافر الوحيد لأنه يخالف المقولة المملوءة بالحكمة (الرفيق قبل الطريق)، ولكن كما نرى ونلاحظ هذه الأيام فإن هناك الكثير من شركات تنظيم الرحلات السياحية وحتى العلاجية تعلن عن رحلات جماعية ممنهجة ومبرمجة بشكل ممتاز، وقد حدثني صديق لي مادحاً رحلة سياحية برية وبحرية كيف استمتع هو وعائلته بهذه الرحلة الرائعة في التنظيم، وخاصة أنواع وجبات المأكولات التى تم عرضها واستلذ منها صديقنا كثيراً.
وإذا أمعنا النظر في الحياة كلها سنرى أنها رحلة تبدأ من الولادة وتنتهي بالوفاة والصحبة مهمة جداً في هذه الرحلة؛ لأنها ليست قصيرة وليست خالية من الكثير من المعاناة، والإنسان الذكي المستخدم لعقله يجتازها سالكاً الطريق من الأسفل إلى الأعلى، وأما الذي عقله في إجازة فإنه ينحدر من الأعلى إلى الأسفل على افتراض أن الاثنين لا يواجهان معوقات أمام مسيرة العقل.
عبدالعزيز علي حسين
نحن شعب نريد التقدم والتطور السريع في جميع المجالات العلمية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وأن تكون البحرين الحبيبة في صفوف البلاد الكبرى بوزنها الكبير، ونطمح إلى الانفتاح على العالم بأجمع؛ لنستفيد من خبراته الكثيرة، ولنزيد من حصيلتنا الثقافية وتطورنا العلمي، والحفاظ على التراث البحريني مع الاحتفاظ بهويتنا العربية الأصيلة التي عرفها العالم وقيمنا وثقافتنا الإسلامية العظيمة وعاداتنا وتقاليدنا الخليجية العريقة، التي عاشها آباؤنا وأجدادنا، لكن هيهات فكل هذه الأمنيات والطموح بدأت تتلاشى وتذهب أدراج الرياح بسبب الاكتساح الثقافي الغربي والآسيوي الذي أخذ منحنى آخر، كما كنا نتمناه فتسللت إلينا مسرعةً عادات غربية وتأصلت فينا دون وعي منا وهي لا تمت لنا بصلة، فنشأ جيل بحريني عربي بالاسم وغربي آسيوي لغة وفكراً.
ومع تزايد أعداد الأجانب في البحرين الحبيبة بدأنا نشعر بالغربة في بلد ننتمي إليه بدمنا وروحنا، كما أصبحنا فئة قليلة لا حول لها ولا قوة.
شعور خطير جدّاً بدأ يدب في قلوبنا، ونلتفت يميناً ويساراً فلا نرى غير الجالية الأجنبية، فبدأنا نشعر بأنهم المواطنون ونحن الأجانب، كيف يحدث هذا في وطننا، فالوظائف المرموقة تفصّل لهم بحجة اللغة الإنجليزية، وكأننا في بلد غير عربي، وبالتالي هذا المواطن المغلوب على أمره يبحث عن وظيفة تليق بتعليمه وشهاداته فلا يجد!
صالح بن علي
ولاتزال أيامك تغرق في بحر البؤس والكآبة؛ لأنك أنت مازلت تبحث عمن يدخل حياتك ويمدُّ لك يده ويرفعك، يعطيك الفرح والسعادة، إنه من عاش أيامه كالزهرة التي تقف وحيدة وسط الأراضي البعيدة فاتحة صدرها عارية، مشرعة أبوابها للرياح العاتية لا تخاف أن يقترب منها الموت وينتزعها ويقطع جذورها ويخلعها، لا تخاف من أن تظلم الدنيا من حولها؛ لأنها تعرف أنه ظلام الليل كان يزحف نحوها منذ أن أشرقت عند الفجر شمسها.
إنها الزهرة الصغيرة الرقيقة تقف على أرض بعيدة غريبة، لا تخاف من الصعوبات بل هي تنثر بتلاتها في الهواء لتحط في كل اتجاه أينما نبتت وفي أي أرض أزهرت تخرج منها زهرات جديدات، حتى ولو لم تسكنها الحياة إلا لبضعِ لحظات أو ساعات، لا فرق؛ لأن الوقت في هكذا سياق إنما هو خارج الحسابات، لكنها وقفت بنفسها وعاشت وقتها، قد عاشت فعلاً فكانت حية حقًّا تحاور الريح وتناجي الشمس كل صباح تتوجه بأنظارها إلى ما وراء السحاب، تفعل كل هذا والفرحة تغمرها والشغف يحضنها.
لا تنتظر من هو في حياتك يسعدك ومن الصعوبات من يخلصك وتظل في حيرة وهيام، تنظر في كل اتجاه، فالذي أنت تنتظره لتبدأ الرحلة وتسير على الطريق، هو ليس إلا الذي يجلس في داخلك وينظر من خلال عينيك ويبتسم من خلال شفتيك، ينتظر أن تتعرف عليه وتمد إليه يديك؛ لأنك لن تعرف اتجاه الطريق حتى تعرفه.
علي العرادي
قليلة هي تلك الكلمات مهما كثرت، في حق أناس يغمرونك بإنسانيتهم، وكم هي متواضعة وباردة كلمة - شكراً - عندما توجهها لأشخاص أخذوا على عاتقهم تخفيف آلامك دون انتظار للجزاء أو الشكر.
في البداية، أعتذر عن تأخري في توجيه كلماتي هذه إلى أفراد طاقم مستشفى السلمانية الطبي وبالأخص مركز يوسف خليل المؤيد لأمراض الكلى، إضافة لأفراد طاقم مركز عبدالرحمن كانو لأمراض الكلى، على رعايتهم لوالدتي رحمها الله، حيث لمست من خلال تعاملي المباشر معهم الإنسانية العظيمة، التعاون اللامشروط وسعة الصدر للتعامل مع كبار السن.
مستوى عالٍ للخدمات التي تم تقديمها للمرحومة، تشمل سلاسة المواعيد، ودقة المواصلات لنقل المرضى من وإلى مراكز غسيل الكلى، التعاون بقسم الصيدلية في صرف الأدوية ورحابة صدر الأطباء ممن تعاملنا معهم، وأخص بالذكر رئيس قسم أمراض الكلى الدكتورة أنيسة الغريب، الدكتور المخضرم أحمد العريض، الدكتور باسل الحايكي والدكتور علي العرادي للباقة تعاملهم وتواضعهم الشديد واهتمامهم الكبير بالوالدة، حيث إنها كانت تذكرهم بالخير على الدوام وتكن لهم معزة خاصة بقلبها، رحمها الله.
والشكر موصول أيضاً لجميع الممرضات والممرضين الذين دأبوا على توفير الراحة لمرضى القسم، ومنهم الأخ محمد حبيب والأخ ياسر والأخوات سعاد وأفراح وفهيمة وغيرهم الكثير ممن لا يسع ذكر أسمائهم، وكذلك مسئولي المواصلات لتنظيمهم ومرونتهم في نقل المرضى واستجابتهم السريعة للتغييرات الطارئة.
وأخيراً، أتقدم بالشكر للوجهاء واصحاب الأيادي البيضاء، وخصوصاً عائلتي المؤيد وكانو الكرام، على عطائهم الكبير بالأخص في المجال الطبي لبنائهم مركزي أمراض الكلى والعديد من المشاريع التي خدمت وتخدم أبناء الوطن دون لقاء او مقابل. شكراً لكم من القلب، وأسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع لطاعته ورضاه.
عائلة المرحومة مسره محمد عبدالحميد (أم مازن)
العدد 4907 - الجمعة 12 فبراير 2016م الموافق 04 جمادى الأولى 1437هـ