أكد رئيس وزراء العراق حيدر العبادى ان الحل السلمي للازمة السورية هو السبيل الوحيد للخروج من هذه الازمة وتوحيد الجهود من اجل محاربة تنظيم داعش والارهاب .
وابدى العبادى فى مقابلة خاصة مع وكالة الانباء الالمانية (دب ا) ترحيبه بما يمكن ان تقدمه المانيا لدعم القدرات العراقية بما لديها من خبرة واسعة ومعدات لازالة المتفجرات التي تعرقل الجهود الانسانية الرامية إلى اعادة السكان الى منازلهم بالمدن المحررة.
وفيما يلى نص الحوار:
- لقد اجتمعت مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل في برلين هذا الاسبوع. هل أنت راض عن الاجتماع؟
العبادي: راض للغاية .. فقد أظهرت المستشارة دعما إيجابيا للغاية للعراق. هناك بالطبع، العديد من المشاكل في المنطقة التي تنعكس على العراق نفسه ، فالتقدم الذي أحرزناه على الأرض مهم جدا وقد حان الوقت لنضع نهاية للوجود العسكري لداعش في العراق هذا العام. ومن هذا المنطلق فإننا بحاجة إلى كل دعم ممكن.
- بعد اجتماعكم مع ميركل قلتم إن العراق في المرحلة الأخيرة لتحرير البلاد كلها من تنظيم الدولة الإسلامية. فهل بإمكاننا أن نقول إنه سيتم تحرير أبرز معاقل داعش في الموصل والعراق هذا العام؟
العبادي: هذا ما نعتزم القيام به. لقد بدأنا الخطط في الاسبوع الماضي حيث أرسلنا طليعة قواتنا إلى الموصل. وإنهم هناك الآن. ونحن نخطط، ربما في الشهر المقبل، لبدء العمليات العسكرية الشاملة لاستعادة السيطرة على المدينة. وقد بدأ بالفعل جانب من الحملة العسكرية حيث تمكنا في الأسبوع الماضي من استعادة العديد من القرى.
- لقد استغرقت استعادة السيطرة على مدينة الرمادي في محافظة الانبار الواقعة غربي البلاد وقتا طويلا . والموصل مدينة كبيرة يقطنها أكثر من مليوني نسمة، فمن أين يأتي تفاؤلكم بأنه سيتم تحرير الموصل هذا العام ؟
العبادي : لا يزال تنظيم داعش هناك، لايزال داعش في الموصل ولا يزال يسيطر على الحدود بيننا وبين سورية. يأتي المقاتلون من تركيا إلى سورية ومن سورية إلى العراق. ولايزالون يقومون بتهريب النفط. ولكننا رأينا في معركة الرمادي وفي معارك أخرى أن داعش لا يقوى على الصمود في مواجهة مقاتلينا. لقد انهارت مقاومتهم تقريبا على الرغم من أنهم يبذلون قصارى جهدهم ، ولم يفلحوا. لقد أصبح هناك شعور جديد من الثقة بالنفس في قواتنا المسلحة. لقد اجتزنا شوطا طويلا من الطريق وإننا بصدد تحقيق هدفنا.
-ما الدعم الذي ترغب في الحصول عليه من المجتمع الدولي؟
العبادي : التدريب أمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا. فقد فر 32 ألف من عناصر الشرطة المحلية بمجرد وصول عدد قليل من تنظيم داعش إلى المدينة. نحن لا نريد تكرار ذلك. وبينما بدأنا تحرير المدن، نحتاج إلى تدريب الشرطة المحلية، لأن داعش يمكن أن يعود ليمارس الأنشطة الإرهابية. لا أريد أن يظل الجيش في هذه المناطق. في الماضي، اعتاد جيشنا أن يتواجد داخل المدينة، ولكن الناس لا يشعرون بالراحة، لأن الوحدات العسكرية تتلقى التدريب للقتال، وليس لإرساء الأمن في المدن. وقد أدى هذا الأمر إلى اندلاع الكثير من الاشتباكات قبل ذلك.
- هل تحسن الوضع؟
العبادي : قبل عامين، كان المحافظون يطالبون الجيش بمغادرة المدن (في محافظاتهم). ولكن لأمر مختلف حاليا، يرحبون بقواتنا الأمنية. يعتبرونهم جيشا وطنيا. وهذا اختلاف كبير عن ذي قبل. لقد حققنا الكثير في عملية المصالحة.
- ماذا تريد من ألمانيا؟
العبادي : طلبنا من ألمانيا التدريب والمعدات لإزالة المواد المتفجرة التي تعرقل جهودنا الإنسانية لإعادة الناس إلى منازلهم في المدن المحررة. نحتاج إلى جهد كبير تماما في هذا المجال. وبطبيعة الحال فإنه سيساعد قواتنا للتقدم بوتيرة أسرع في المعارك. وألمانيا لديها الخبرة، والمعدات، وهي جيدة جدا في ذلك. وتقوم بعض البلدان الأخرى بتدريب الشرطة. اذا كانت ألمانيا تستطيع أن تدرب الشرطة، سأرحب بذلك كثيرا.
- ماذا يعني انخفاض أسعار النفط للعراق؟
العبادي : في عام 2015، تراجعت إيراداتنا من النفط إلى حوالي الثلث مقارنة بذلك قبل عامين. وستقل إلى نحو 15% مقارنة بما كان قبل ذلك. وهذا انخفاض كبير، وخاصة أن عائدات النفط تمثل 90% من حجم ايرادات الموازنة العراقية. وهذا تحد كبير بالنسبة لنا لأننا نواصل خوض الحرب. ويتحتم علينا خدمة الشعب. لدينا برنامج ضخم لإصلاح الاقتصاد والدولة، وقد حان الوقت للقيام بذلك. هذا هو الوقت للقيام بذلك. ربما يكون البرنامج مؤلما، ولكن بحاجة إلى الدعم من مجموعة السبع الكبرى. ونحن على استعداد لاتخاذ قرارات صعبة.
- يشعر المواطنون السنة بالتمييز من جانب الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة؛ نتيجة لعدم شعور العديد منهم بأنهم ممثلون من جانب الحكومة، فكيف تريد استعادة دعمهم؟
العبادي: اننا نشرك الاخرين، ونتواصل معهم، ان شعبية الحكومة بين السكان السنة تفوق ما يتمتع به زعماء السنة البارزين انفسهم. الطائفية موجودة بالمنطقة، لا في العراق وحده، وكل طرف يستغلها لخدمة غايته. السعودية وتركيا في جانب واحد، ويتصارعان مع إيران من أجل السيطرة على المنطقة. إنهم يستخدمون الطائفية لتحقيق أهدافهم، وهذا يكلفنا أرواحنا ويجعل مهمتنا أصعب بمراحل، فإذا زادت الطائفية سوف يزداد تجنيد تنظيم داعش للمقاتلين.
- ما هو تأثير الحرب الأهلية السورية؟
العبادي: تعد سورية شوكة كبرى في معركتنا، ويجب أن نتوصل إلى حل سياسي، وليس هناك بديل له في سورية. ويجب أن ندفع في هذا الطريق، فالحل السياسي في سورية سوف يجمع الكل لمحاربة عدو واحد، الإرهاب، أي داعش.
- تمثل أزمة اللجوء مشكلة كبيرة لبلادك وغيرها من البلاد.. ما الذي تستطيع فعله للتأكد من عدم مغادرة الناس؟
العبادي: يجب أن يتم تمكيننا من إعادة الناس إلى المدن المحررة بسرعة كبيرة من خلال بث الاستقرار في هذه المناطق. وما زال يقيم أشخاص آخرون في مخيمات اللاجئين. المشكلة تكمن في أن دعمنا قد انخفض بشكل جذري بسبب هبوط أسعار النفط. وربما تعود رغبة الكثيرين في المغادرة الى هذا السبب. إذا وفرت لهم الدعم الكافي داخل العراق، متمثلا في التعليم بالنسبة للأطفال أو الرعاية الصحية، إذا واجهت المشكلة من جذورها، سيصبح حافز الناس للمغادرة أقل. كما أن هناك عصابات إجرامية تتواصل مع كثير من المدنيين.. إنها مثل شبكة عالمية من مهربي البشر، وينبغي أن تتم مواجهة هذه المشكلة.
- وكيف ترى دور أوروبا في معركة تهريب البشر؟
العبادي: كل دولة تحاربهم بمواردها الخاصة فحسب.. لابد أن يكون هناك عمل جماعي، وأنا لا أرى عملا جماعيا، بل اقتتال بين الدول الأوروبية حول من الذي تقع على عاتقه مسئولية اللاجئين، ويحاول الكل إلقاء المشكلة على الآخر.