تفاعل غير مسبوق حظيت به حملة «بصمة وطن» التي أطلقها قطاعٌ من الشباب السعودي في خطوة تهدف إلى جمع بصمات المواطنين التي تؤيد رفضهم للتطرف والتعصب وتدعو إلى الاعتدال والتسامح، وتصاعدت موجة الالتفاف والتأييد للحملة التي انطلقت من مكة المكرمة لتشمل 17 محافظة مستهدفة مليون شاب وشابة ضمن فعالياتها التي تتجاوز الـ150 فعالية ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الجمعة (12 فبراير / شباط 2016).
وشهدت مدينة جدة تجاوباً كبيراً مع فعاليات الحملة التي ترفع شعار «لا للتكفير نعم للتفكير.. لا للانحلال نعم للاعتدال»، التي أقيمت في الأماكن العامة المفتوحة، كـ«الكورنيش» و«الممشى» لجمع بصمات المتنزهين وممارسي الرياضة، وإيصال فكرة الحملة لأكبر شريحة من المجتمع.
وتحدث عدد من المواطنين لـ«الحياة»، مؤكدين حاجة المجتمع إلى مثل هذه الحملات التوعوية لتعود بزرع مبدأ التسامح والولاء، كونها تحوي قيماً أساسية لتكاتف مجتمعٍ واعٍ، وخصوصاً أن الأمانة العامة لتنمية قطاع الشباب بإمارة منطقة مكة المكرمة «ثروة» التي أطلقت هذه الحملة تستهدف عبر برامجها فئة الشباب، الذين يعتمد عليهم الوطن في شد عضده بهم.
وفي السياق ذاته، قال المواطن عمر أحمد: «إننا نحتاج إلى مثل هذه الفعاليات التوعوية، ويجب على أبنائنا أخذها على محمل الجد فنحن أفراد مجتمع واحد وجميعنا نسعى إلى تطويره والرقي به، ويتوجب علينا أيضاً خلع عباءة التعصبات العرقية والنزعات القبلية لنطبق مفهوم الإسلام الحق». فيما ذكر المواطن أنس عبدالرحمن أن ما يميز هذا العمل هو «دعم الشباب» والمقدم لهم من الأمانة العامة لتنمية قطاع الشباب بإمارة منطقة مكة المكرمة «ثروة»، مشدداً على أهمية البرامج التوعوية لحماية الشباب من الفكر المتطرف وزيادة وعيهم وتحصينهم من الأفكار الشيطانية المضللة.
في حين أشار الطالب صالح العيسائي بأنه ليس بمستغرب على مجتمعنا توحده وولاؤه لقيادته ووطنه انطلاقاً من تمسكه بالقيم الدينية والمجتمعية العالية على خلاف بعض الدول التي لا تهتم كثيراً بها، مشيداً بحملة «بصمة وطن» التي راهن على فعاليتها في تحقيق الأهداف المرجوة، إذ إن أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل حريص على رفع وعي وثقافة المجتمع عامة والشباب في شكل خاص.
كما بين المواطن سعد الغامدي أن المخاطر التي توالت من قبل المتطرفين في الفترة الأخيرة يستوجب تفعيل مثل هذه الحملات الوطنية التوعوية لحصن الشباب من الفكر المتطرف الذي يستهدفهم، إذ إن غالبية منفذي العمليات الإرهابية من فئة الشباب، مضيفاً: «هنا يكمن دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية في التوعية، وما قامت به إمارة منطقة مكة المكرمة من إطلاق حملة (بصمة وطن) خير شاهد على ذلك». وتستمر الأمانة العامة لتنمية قطاع الشباب بإمارة منطقة مكة المكرمة «ثروة»، في تفعيل حملتها الوطنية التوعوية «بصمة وطن»، التي أطلقها أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، في جميع محافظات المنطقة، التي تهدف إلى تأصيل منهج الاعتدال ونشر ثقافة التسامح والحوار وتحصين الشباب من الفكر المتطرف والمنهج الخفي وتعزيز الوحدة الوطنية، إذ حرصت «ثروة» منذ تدشينها على وضع رؤية تتناغم مع رؤية إمارة منطقة مكة في بناء الإنسان من خلال أهداف استراتيجية، أهمها تعزيز الولاء للدين والانتماء للوطن واستثمار كفاءات الشباب واكتشاف وتطوير المواهب والطاقات الشبابية، والتواصل في دعم الشباب والأجيال القادمة.
اللهم أحفظ وطني ..