العدد 4906 - الخميس 11 فبراير 2016م الموافق 03 جمادى الأولى 1437هـ

الكويت.. 370 بقرة نافقة و2000 إصابة في الصليبية

 

وسط غياب الإجراءات الوقائية، وضعف التحرك من قبل الجهات المختصة، ضرب وباء الحمى القلاعية «حلال» مربي الماشية. وتطور الوضع خلال اليومين الماضيين، حتى منيت مزارع الأبقار في الصليبية بنحو 370 حالة نفوق، وأكثر من ألفي إصابة، وسط صمت الهيئة العامة لشئون الزراعة والثروة السمكية ، وفق ما نقلت صحيفة "القبس" الكويتية اليوم الجمعة (12 فبراير / شباط 2016).

وانتشر الوباء بصورة لافتة وسط مئات من العجلات، أعمارها ما بين شهرين و10 أشهر.. ولم تعلن الهيئة عن الوباء فور علمها رغم ظهوره بالسعودية قبل أكثر من شهرين، وفق خبير تربية الأبقار بالصليبية الذي أكد لـ القبس انه كان من الضروري أن تتحرك «الزراعة» سريعاً نحو مزارع الأبقار بالصليبية وغيرها وتحصّ.ن القطعان بالكامل، خصوصاً العجلات التي لا تحتمل مضاعفات المرض، لكن ما حدث أن التحصين لم يتم في موعده، وفقط تحركت الهيئة سريعاً بعد الكارثة.

 ويؤكد أحد أشهر مربي الأبقار بالصليبية: ليس أقل من 2000 رأس من العجلات أصيبت ونفق منها نحو 350 رأساً. وعن نظام التحصين المعتاد يقول: كانت الـ «الزراعة» تحصّ.ن كل 6 أشهر، ثم صار التحصين كل 4 أشهر للعمر الكبير فقط، وبالتالي العجلات المولودات خلال فترة الـ 4 أشهر لا تحصّن، وهذا خلل كبير؛ لأن التحصين ضد الأمراض الوبائية سيادي، أي إلزامي، والحمى القلاعية وباء من الممكن أن يدمر الماشية كلها.

وعن الوضع الحالي يقول: بدأت بعض العجلات تتعافى بعد العلاج وتقبل على الأعلاف وكانت من قبل ممتنعة.

وأبلغت مصادر القبس أن جثث العجلات النافقة المنتشرة في البر تنذر بكوارث بيئية، حيث تنتشر الكلاب الضالة التي تنهش فيها بلا تحرك من الجهات المختصة، مما قد ينقل الأمراض.

واستغربت المصادر ضعف الإجراءات الوقائية الرامية إلى التأهب واتخاذ ما يلزم لمنع انتشار الأمراض.

وقال مربون للماشية في الصليبية إن وباء الحمى القلاعية بدأ ينتشر وينتقل من البقر إلى الأغنام، التي نفق العشرات منها، لكن الغريب واللافت في آن ما ذكره أحد المواطنين من أنه أبلغ إدارة الصحة الحيوانية التابعة لهيئة الزراعة بذلك فطلبوا منه إحضار إحدى الاغنام النافقة لفحصها، متسائلاً كيف أنقل حيواناً نافقاً إلى الهيئة؟ ولماذا لا تتحرك الفرق البيطرية؟

وأصدرت الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية امس قرارا يمنع استيراد جميع أنواع الطيور الحية وبيض التفريخ والصيصان من الهند؛ بسبب ظهور مرض انفلونزا الطيور شديد الضراوة (1خ5ب) في تلك الدولة الآسيوية.

وقالت الهيئة في بيان: ان جميع الارساليات تخضع حسب نوعها للشروط والضوابط التي تصدره إدارة الصحة الحيوانية بالهيئة، وفقا لإجراءات المنظمة العالمية للصحة الحيوانية ونظام الحجر البيطري في دول مجلس التعاون الخليجي والاجراءات المنصوص عليها بلائحة نظام الحجر البيطري بالكويت ودول مجلس التعاون.

واكد البيان رفض الارساليات المصابة بأي من الامراض الوبائية والمعدية بعد فحص العينات بمختبر الهيئة.

 حذر الباحث في شؤون الثروة الحيوانية د.عبدالعزيز العتيقي من ترك الإبل تسرح في الصليبية بكل حرية من دون ان تقوم الهيئة العامة لشؤون الزراعة بفرض اجراءات صحية، مما يؤدي الى تفاقم المرض.

وقال العتيقي لـ القبس: الهيئة لم تعلن وجود المرض رسميا وقت ظهوره، ولم تطبق القانون رقم 10 لسنة 1964، الذي ينص على اعلان السلطات البيطرية الوباء وتقييد حركة الحيوانات حال الأوبئة.

وأوضح أن الوضع في الهيئة مترد اداريا وفنيا، وله انعكاساته على الخدمات البيطرية المقدمة، وهذه مخلفات الإدارة السابقة للهيئة، ولا يمكن تحميلها للإدارة الحالية، ولهذا لا نستغرب ضعف تفاعل الإدارات المعنية بهذا الوباء لمواجهة الأزمات، وليس هناك اهتمام حقيقي بالأمن الغذائي الوطني، ولدينا فقط شعارات اعلامية والدليل هو برودة ردة الفعل رغم فداحة الكارثة والتصريحات غير الدقيقة بخصوص ظهور المرض بالكويت لأول مرة لم يكن عام 1996، بل منذ تأسيس إدارة الصحة العامة عام 1950 وفق المطبوعات الرسمية.

وانتقد تقليل مسؤولي الهيئة لحجم الخسائر، فلم يكن اعداد العجلات النافقة 44 فقط، بل تجاوز المئات ولم تتوافر الأدوية وخافضات الحرارة وأضاف العتيقي: لمست تفاعلا محمودا من الوزير المختص علي العمير فور ابلاغي له بالأمر، وهو ما يطمئن في هذه الطامة التي حلت بمزارعنا.. ونتمنى من الوزير التحقيق في أسباب استقالات كوادر من الهيئة خرجت بعدما لم تجد وسطا علميا صحيا للعمل من خلاله.

 ناشد اتحاد منتجي الألبان «هيئة الزراعة» بتعويض المتضررين من فقدان قطعانهم أو جزء منها، مؤكدا أن الهيئة لا تتخلى أبدا عن رعاة الأمن الغذائي للبلاد. من جانبنا حاولنا الاتصال برئيس الهيئة وأرسلنا له عدة رسائل لكنه لم يرد.

واستنكر عدد من اصحاب المزارع بالصليبية عدم اجراء الهيئة العامة للزراعة اجراءات تحد من حركة الحيوانات الرعوية بجانب المزارع المصابة.

وقال صاحب مزرعة نفقت بها 67 عجلة «الخطر سيظل قائما طالما الحيوانات حرة الحركة، تنقل من هنا الى هناك الفيروس الذي قد يتحور فلا يصلح معه التحصين لأنه سيظهر في شكل فيروس اخر».

وأعرب صاحب مزرعة بالصليبية عن اندهاشه لتعرض الحيوانات الرعوية للأوبئة في الكويت وقال: نحن في دولة صغيرة ونواجه كل هذه الأوبئة، بينما قارة مثل أميركا خالية منها، والسبب في ذلك وجود نظام تحصين قوي نأمل أن يتوفر في بلداننا.

 وأكد عدد من الأطباء البيطريين أن مرض الحمى القلاعية لا ينتقل إلى الإنسان عبر تناوله لحوم حيوان مصاب به ولا عند الاحتكاك المباشر، غير ان بثورا بسيطة قد تظهر على يد أو فم الطبيب المعالج.

 

تطورات الحمى القلاعية

1 - ظهرت أول إصابة بالحمى القلاعية في 26 يناير 2015

2 - أعلنت هيئة الزراعة عن ظهور المرض 10 فبراير 2015

3 - ظهر النفوق الفعلي بداية فبراير

4 - نفوق 8 عجول في إحدى مزارع الصليبية 2 فبراير

5 - 2 فبراير زار موظفو «الصحة الحيوانية» بعض مزارع النفوق وأهملوا البقية

6 - عشرات الأبقار النافقة في مزارع أخرى في 2 فبراير

7 - مئات الأبقار النافقة خلال 6 و7 فبراير

8 - نفوق عشرات الأغنام في مناطق أخرى

9 - نفوق 300 من العجول حتى 10 فبراير

10 - نفوق 50 حالة

11 فبراير





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً