تجاوزت كرة اليد البحرينية التحديات التي كانت تواجهها في البطولات القارية، ودخلت تحديا جديدا في الوقت الجاري يتمثل في تفعيل لوائح الاتحاد الدولي التي تسمح بمشاركة لاعبي الدول الأخرى مع دولة جديدة كما يحدث في المنتخب القطري.

ووسط حالة الإحلال والتجديد في المنتخب الكوري الجنوبي وغياب كرة اليد الكويتية عن المشهد القاري خلال السنوات الماضية بسبب الإشكالات الرياضية ومع منافسة واضحة للمنتخب الإيراني، بات منتخبنا الوطني المنتخب رقم 2 في القارة خلف عمالقة قطر.

الوصول للمركز رقم 2 (3 مرات في آخر 4 تصفيات) ليس وليد الصدفة أيضا، بل قدمت كرة اليد البحرينية خلال هذه الفترة أحد أفضل أجيالها، وهو منتخب المقاتلين الذي يمثل منتخب الناشئين مواليد 1987 عموده الفقري إذ امتاز أداء وروحا.

ومع كامل الأسف، تلقى كرة اليد التي حققت العديد من الإنجازات للرياضة البحرينية منذ ثمانينات القرن الماضي التجاهل على المستوى الداخلي أيضا، وعلى كل المستويات، فلا إنصاف ولا تقدير.

فها هو منتخبنا الوطني الأول وقد انتهى قبل نحو أسبوعين من التصفيات المؤهلة لكأس العالم متوجا بالمركز الثاني خلف وصيف العالم المدجج بالمحترفين وجامعا كل البحرينيين بمختلف ميولهم وأطيافهم معه في صالة مدينة الشيخ خليفة الرياضية طوال 14 يوما، هل يشعر أحدا بأن هذا المنتخب حقق شيئا؟ (بالنسبة لي: لا).

ترك لاعبو المنتخب الوطني صالة مدينة الشيخ خليفة الرياضية يوم 28 يناير/ كانون الثاني الماضي على وقع تصفيق وتحايا أكثر من 3500 بحريني من ملأوا المدرجات نحو بيوتهم وكأنهم قد انتهوا من بطولة حواري أو دورة رمضانية أو تجمع خيري!.

التجاهل تخطى الإطار الرسمي والمؤسساتي فيما يخص دعم استضافة البطولة، ووصل كما ذكر الأخ العزيز محمد طالب بالأمس في مقاله الأسبوعي إلى القناة الرياضية التي لم تعر مشوار المنتخب بعد البطولة أي اهتمام.

آخر السطور...

بالرغم من التجاهل المحلي ستبقى كرة اليد شعلة تنير الرياضة وواجهة حقيقية لها لأن العلاقة بين أهلها بها علاقة حب من أجل الوطن.