العدد 4905 - الأربعاء 10 فبراير 2016م الموافق 02 جمادى الأولى 1437هـ

أوباما يدين "الأجواء السياسية المسمومة" التي تشغل الأميركيين

بعد تسع سنوات على إعلان ترشحه إلى البيت الأبيض، عاد الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الأربعاء (10 فبراير/ شباط 2016) إلى مدينة سبرينغفيلد في ولاية ايلينوي التي دعا منها إلى التحرك ضد "أجواء سياسية مسمومة" تشغل الأميركيين عن الحياة العامة.

وقال الرئيس الأميركي أمام أعضاء برلمان هذه الولاية "منذ أن وصلت إلى السلطة، لم تتحسن لهجة النقاشات السياسية بل تراجعت".

وعاد أوباما إلى أحد المواضيع الأساسية لحملته في العام 2008 كرره هذه السنة عدد من المرشحين لخلافته، وهو تغيير طريقة عمل واشنطن. وعبر أوباما من مرارته للفشل في هذا المجال.

وقال الرئيس الأميركي "هناك هوة كبيرة بين حجم التحديات التي نواجهها وصغر سياستنا"، مشيراً إلى أن الكراهية وغياب الثقة يهيمنان في غالب الأحيان في العلاقات بين الديمقراطيين والجنوبيين.

وأضاف مازحاً "إذا استمعت إلى المعلقين المحافظين، فلن أصوت حتى لنفسي"، مشيراً بذلك إلى الانقسامات الواضحة داخل وسائل الإعلام أيضاً والتي تؤثر إلى حد كبير على نوعية النقاش السياسي. وتحول شلل الكونغرس المتكرر إلى ما يشبه الكاريكاتور كما حدث في مناقشات نهاية العام بشأن تمويل الإدارات الفدرالية.

وشهد هذا الأسبوع أيضاً تطورات من هذا النوع. فللمرة الأولى منذ عقود أعلن أعضاء مجلسي الكونغرس اللذين يهيمن عليهما الجمهوريون أنهم لن يتكبدوا عناء النظر في إطار لجان، في اقتراحات الميزانية التي تقدم بها أوباما للعام 2017، معتبرين أن ذلك إضاعة للوقت.

وقال أوباما انه لا بد من خفض "التأثير المضر" للمال على الحياة السياسية الأميركية عبر تطوير قواعد لتجنب سيطرة "حفنة من العائلات والمصالح الخفية" على تمويل الانتخابات.

وذكر الرئيس الأميركي مجدداً بأنه يعارض قراراً للمحكمة العليا صدر في 21 يناير/ كانون الثاني 2010 وعرف باسم "المواطنون المتحدون". وفي هذا القانون، رأى القضاة المحافظون الخمسة في المحكمة أن الحد من النفقات السياسية للشركات والجمعيات والنقابات مخالف للدستور، معتبرين انه أمر يتعلق بحقها في حرية التعبير.  وصوت القضاة التقدميون الأربعة ضد النص.

وعبرت منظمة روتسترايكرز التي تعمل من أجل تنظيم أفضل للتمويل السياسي عن أسفها لان الرئيس الأميركي وبمعزل عن الخطاب السياسي، لم يتخذ أي "إجراء عملي" في هذا الشأن منذ توليه الرئاسة.

وتحدث الرئيس الأميركي بحنين عن السنوات التي كان فيها عضوا في مجلس الشيوخ في ايلينوي (1997-2004)، مؤكداً أن المناقشات كانت أكثر جدوى. وقال "لم نكن نتهم بعضنا بأننا حمقى أو فاشيون".

ودان خصوصاً اللجوء باستمرار إلى تحديد من يستحق صفة "الجمهوري الحقيقي" و "التقدمي الحقيقي". ويركز السناتور بيرني ساندرز الذي حقق فوزاً مدوياً في الانتخابات التمهيدية في ولاية نيوهامشير على منافسته هيلاري كلينتون، على هذه المسألة.

ويشكل خطاب ترشح باراك أوباما في سبرينغفيلد في العام 2007 بداية حملة وانتخابات حملت اسود إلى الرئاسة الأميركية للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة.

وفي تلك الفترة، كان من الواضح أن المسيرة ستكون شاقة. فقد كان كل ما يملكه أوباما من تجربة سياسية على الصعيد الوطني سنتين في مجلس الشيوخ واتهم بأنه يفتقد إلى الخبرة. ورأى محللون كانوا على قناعة بان مثاليته ستصطدم بقسوة الحملة الانتخابية، انه سيكون ظاهرة إعلامية قصيرة الأمد.

ورأى الرئيس الأميركي حينذاك جورج بوش أنه "شاب جذاب وهذا واضح. أثار إعجابي عندما التقيته شخصيا لكن ما زال أمامه طريق طويل قبل أن يصبح رئيسا".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً