احتل تصريح مدير وكالة المخابرات العسكرية الأميركية الجنرال فنسنت ستيوارت حيزاً كبيراً في تغطية الفضائيات ووكالات الأنباء خلال اليومين الماضيين، حيث توقّع أن يزيد تنظيم «داعش» وتيرة هجماته العابرة للحدود وقدرتها الفتاكة في الأشهر المقبلة.
أهمية التصريح أنه جاء من طرف أميركي، وهو الطرف الأكثر معرفةً بهذا التنظيم، واستفادةً من وجوده، واستخداماً له من وراء حجاب. فـ «داعش» هو ورقة «الجوكر» التي استُخدمت بمهارةٍ من قبل «غرفة العمليات السرية» في إدارة صراعات الشرق الأوسط، باستغلال تناقضاتها العرقية ونزاعاتها التاريخية.
ثم إنها ليست التجربة الأولى التي يخوضها الأميركيون مع هذا التنظيم، بمسمياته المختلفة، فهذه الدولة العظمى تكرّر أخطاءها مرةً بعد مرة بعد مرة. فخطؤهم الأول في أفغانستان (1979)، انتهى بولادة تنظيم «القاعدة»، الذي انقلب عليهم، وهاجمهم في غزوة واشنطن ونيويورك. وهو ما كرروه في العراق بعد 2003 وسورية بعد 2012.
قبل ثلاث ليالٍ، كشفت حلقة جديدة عن ثورة مصر بثّتها الـ «بي بي سي»، كيف سعى حسني مبارك في بداية عهده إلى إطلاق «الجهاديين» من السجون، وتشجيعهم على الالتحاق بالجهاد الأفغاني، وبذلك ضرب عصفورين بحجر: يتخلّص منهم كعناصر غير مرغوبة في مصر؛ ويدعم سياسة الحليف الأميركي في مقاومة السوفيات. ولكن الورطة كانت عندما انتهت الحرب ويمّم بعضهم عائداً، لتبدأ عمليات تنفيذ ما تعلموه من فنون قتالية وعمليات تفجير.
في بداية غزو العراق، كان المسئولون الأميركيون يصرّحون علانية أنهم يريدون استقطاب «الجهاديين» من دول آسيا وإفريقيا، واستدراجهم من حصونهم الجبلية في أفغانستان للقتال في هذه الأرض المفتوحة المستوية (العراق). وكما انتهى الجهاد الأفغاني الذي دعمه الأميركان بالمال والسلاح والاستخبارات، بولادة «القاعدة»، انتهى احتلال العراق بولادة الجيل الثاني من القاعدة. والقصة تكرّرت بتفاصيلها في سورية، بعد عسكرة الثورة الشعبية ودعمها لوجستياً بالمال والعتاد والرجال، من 100 دولة، حتى تحوّل الأمر إلى صراع بين محاور دولية وإقليمية، أغرق سورية بالدم والدمار.
التدخل العسكري الروسي مؤخراً قلب الموازين التي استقرت خلال السنوات الأربع الماضية. لكن أخطر ما سينتج عن هذا التطور ليس في سورية والعراق، فهذه المسألة باتت شبه محسومة ضد «داعش»، وإنّما لجوء «داعش» إلى شمال إفريقيا، وهذا هو الكارثة المقبلة.
لقد تقلّصت المساحة التي استولى عليها «داعش» إلى ما يقارب النصف، ففي سورية بدأ النظام باسترجاع المناطق التي خرجت من سيطرته، أما في العراق فقد بدأت الصحوة العامة تؤتي ثمارها، بعودة التلاحم بين العراقيين، فمثل هذا التنظيم الذي امتهن القتل والسلب والنهب والتهجير وتمزيق المجتمع، لا يمكن أن يقبل به العراقيون، من أي مكوّن كانوا.
اليوم، يتم التضييق على «داعش» في منطقة الهلال الخصيب، وتؤكد التقارير الأخيرة انتقال بعض كبار قياداته إلى ليبيا، ولا يحقّ لنا أن نسأل: كيف انتقلوا؟ جواً أم براً أم بحراً؟ وهل كانت كلها عمليات تهريب «غير شرعية» على طريقة العصابات أم هناك تسهيلات لوجستية سرية تمت عبر المطارات أو الموانئ أو المعابر البرية، مثلما حدث حين دخولهم لمنطقة الهلال الخصيب أول مرة، نكايةً بالنظامين العراقي والسوري.
هذه الأسئلة ليست مهمةً الآن، وإنما المهم هو: ماذا بعد وصولهم إلى ليبيا؟
الجنرال الحاج فنسنت ستيوارت (مدير وكالة المخابرات العسكرية الأميركية)، وهو «ثقةٌ ثبتٌ غير متّهمٍ في دينه وروايته»، يجيب: «لقد قامت داعش بتأسيس «فروع جديدة» في تونس ومالي والصومال وبنغلاديش وإندونيسيا، «بعدما تمدّدت إلى ليبيا وأفغانستان ونيجيريا والجزائر والسعودية واليمن والقوقاز»؛ وأنه لن يُفاجأ «إذا وسّع التنظيم عملياته من شبه جزيرة سيناء إلى مناطق أعمق داخل مصر».
لقد انتقل «داعش»، بعد تلقيه عمليات «الدفش» في سورية والعراق، إلى ليبيا، حيث وضع يديه على مساحة مفتوحة من الأرض الفراغ، تعج بكل أنواع الأسلحة، يمكن أن يتخذها «قاعدة» صلبة ينطلق منها لغزواته القادمة، فأوروبا لا تبعد سواحلها بأكثر من 120 كيلومتراً... وهذا هو ما يثير هذه الموجة من الرعب.
قائد قيادة العمليات الخاصة بإفريقيا، البريجادير جنرال الأميركي دونالد بولدوك رسم لوحة لمناطق الصراع الجديدة: «لقد أصبح تنظيم داعش أكثر فاعلية في شمال إفريقيا، وأصبحت بوكو حرام أكثر فتكاً في حوض بحيرة تشاد، ويشن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي هجماته... هنا وهناك».
إنها إعادة تمثيلٍ لقصة انقلاب السحر على الساحر... للمرة السبعين!
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4905 - الأربعاء 10 فبراير 2016م الموافق 02 جمادى الأولى 1437هـ
من يريد معرفة الدواعش فقط يكتب موضوع عن داعش ويرى كم التعليقات
هههههه
يجلسون يعسعسون من الفجر وهم أول من يرد على الكتّاب. شوفهم امس واليوم. من فجر قاعدين يتصيدون وما عندهم إلا مضايا يمصمصون هالعظم في حلجهم.
يا سيد حاسب ترى لدينا دواعش في البحرين وما إن يتحدث احد عن ربعهم يهاجموه شوفوا بعض التعليقات لتعرفوا الحقيقة وصدق المثل اللي قال من على راسه بطحة يتحسسها
الزائر رقم واحد يذكرني بالاصوات التي كانت تنادي بثورة العشائر في العراق ( ثورة عشائر وثورة عشائر وبعدين طلع ارهابيين راسلينهم من دول ...
أي مضايا وأي خرابيط المسألة أكبر من مضايا والفوعة المسألة تفتيت سوريا وبأموال عربية نفطية ومقاتلين من الخليج وأفريقيا والشيشان والقوقاز وكلها كي ترتاح إسرائيل الأموال العربية في أيد جاهلة و غبية.
هذا ما جنت ايديكم
سلحتوهم ودعمتوهم وسفرتوهم من بلد الى بلد وجاءت لحظة الحقيقة وانقلب السحر على الساحر. ايها العباقرة الغربيين والامريكيييين.
وماذا عن الصراع في سوريا وحصار وتجويع مضايا احنا ضد داعش وجرائم داعش ولكن اين انتم عن ما يحدث في سوريا
عورت راسنه ويا ها الاسطوانه البايخه (مضايا مضايا )
ما دري من حفظك ها الكلمتين كل يوم أول تعليق لك مضايا مضايا ، ،،، أنت وينك عن بلدات نبل والزهراء وتفجير قرب مقام السيدة زينب (عليها السلام ) وينك عن نبش القبور وينك عن قطع رأس رجل الدين الشيعي إللي تفاخر به صاحبك التكفيري الإرهابي الكويتي إللي قال اليوم نحرنا السيد .