جاء إعلان مكتب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء عن فتح باب الالتحاق ببرنامج النائب الأول لتنمية الكوادر الوطنية في دورته الثانية، بعد إتمام الدورة الأولى بنجاح، ليؤكد حرص مملكة البحرين على مواصلة الاستثمار في العنصر البشري، والذي يعد غاية أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية، حيث صارت المملكة من أوائل الدول على مستوى العالم في مجال استثمار الكوادر الوطنية، المؤهلة والمسئولة التي استطاعت أن تحقق نجاحات مشهودة في أكبر المؤسسات والشركات التي يلتحقون للعمل بها، لما يمتلكونه من سمعة طيبة وكفاءة مهنية جيدة.
وهناك إيمان راسخ لدى القيادة الحكيمة بأن ثروة البحرين الحقيقية في العنصر البشري الذي يساهم في التطوير وتحقيق الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة، ومن هنا كانت فكرة برنامج النائب الأول الذي يعبر عن رؤية ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة لتطوير الكوادر البحرينية، والذي يعد برنامجًا متطورًا بالمقاييس العالمية، من أجل استكمال مسيرة التنمية والعمل الوطني وتنفيذ الرؤية الاقتصادية للبحرين 2030.
ففكرة البرنامج تقوم على أهمية الاستثمار في الكوادر الوطنية الشابة، وتنميتها وتعزيز قدراتها، والوصول بها إلى مستويات احترافية تنعكس على مختلف قطاعات التنمية والإنتاج، وتحقيق التطلعات والأهداف الموضوعة. وهو أمر يحظى بأهمية خاصة في ظل سعي الدولة الدائم لتعزيز بناء جيل من القادة قادر على قيادة مسيرة التنمية في المستقبل.
إن برنامج النائب الأول لتنمية الكوادر الوطنية هو برنامج تدريبي مكثف يسعى لاستقطاب الطاقات البحرينية الشابة المتميزة في الجهات الحكومية المختلفة بهدف صقلها من خلال برنامج تدريبي مكثف في مدة لا تزيد عن سنة واحدة..وإطلاق هذا البرنامج سيسهم في تمهين الكوادر الوطنية والتي تتميز بالكفاءة والأهلية والتفاني في أداء المهام الموكلة إليها.
وقد تم توجيه البرنامج لفئة الموظفين في الجهات الحكومية لمن هم دون درجة رئيس قسم أو شعبة حرصا على تأهيل صف جديد من الخبرات والكوادر الوطنية من أجل تحفيزها على صقل خبراتها المهنية وبما يفتح لها الباب نحو الترقي في وظائفها أو في أي مواقع مهنية أخرى يعهد إليهم توليها.
ويوفر البرنامج منصة حيوية للإثراء المهني والمعرفي وتعزيز المهارات القيادية والتحليلية ومن ثم نقل هذه المكاسب إلى أماكن عمل منتسبيه بعد إتمام فترة انتدابهم.
ويهدف البرنامج إلى رفع مستوى الكوادر الوطنية الشابة مهنيا، بإخضاعهم إلى برامج تدريبية مكثفة حول طرق البحث والتحليل وإعداد التقارير، والتعرف عن قرب على آلية صنع وتنفيذ السياسات والبرامج الحكومية من خلال عملهم بشكل مباشر مع عدد من المسئولين وصناع القرار وفي مكتب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء والذي يعتبر معملا حقيقيا للإنجاز الحكومي وذلك بالنظر إلى طبيعة الدور الوطني الذي يضطلع به المكتب في الإدارة الحكومية. وتمكين المشاركين من النظر في الصورة الأشمل للعمل الحكومي.
ويشتمل البرنامج التدريبي على دورة تدريبية مكثفة في أساليب القيادة والتواصل المؤثر يقدمها عدد من المتخصصين الأكاديميين الدوليين من خلال مضمون شيق ومفيد يسهم في إثراء مداركهم وأدائهم وإمكانياتهم مما يصب في تحقيق أهداف البرنامج.
كما يشتمل البرنامج التدريبي على لقاءات الطاولة المستديرة مع كبار المسئولين في الجهات الحكومية، مما يساعد منتسبو البرنامج على الإلمام بشكل أكبر بآليات العمل الرسمية في مختلف القطاعات الحكومية والتعرف على منهجيتها بما يوسع مداركهم ويعزز خبراتهم من خلال الحوارات بينهم وبين المسئولين، حيث يتم عقد العديد من اللقاءات مع الوزراء خلال دورة البرنامج.
وأخيرا يشتمل البرنامج على التدريب العملي من خلال المهمات اليومية الموكلة للمشاركين، والتي تنقسم إلى ثلاثة أنواع: أعمال مرتبطة بالمشاريع الحكومية المدرجة في برنامج عمل الحكومة، أعمال مرتبطة بالبحث والتحليل وجمع المعلومات، وأعمال مرتبطة بالعمل الحكومي بشكل عام.
وهذا من شأنه أن يثري المدارك المهنية للمنضمين عبر هذا التعامل المباشر مع آلية عمل المكتب ما يرفد مهاراتهم ويصقلها بما يعزز أداءهم في مواقع عملهم بعد استكمال البرنامج. ويجعلهم قادرين على صنع الفرص من صميم بيئتهم عبر مختلف القطاعات الاقتصادية. كما أن انتداب المرشحين الذين يقع عليهم الاختيار في المكتب بدوام كلي يمكنهم من الاستفادة واكتساب الخبرة، والتعامل المباشر مع آلية عمل المكتب والمشاركة في إعداد البحوث والتقارير حول مختلف البرامج والمبادرات الاستراتيجية.
وهناك قائمة معايير يجب توافرها في المشاركين ببرنامج تنمية الكوادر الوطنية، بينها أن يكون المرشح موظفاً حكومياً برتبة أقل من رئيس قسم أو شعبة، ويجيد اللغتين العربية والإنجليزية كتابة وتحدثاً، ويتميز بسمات قيادية. وأن يكون مطلعاً على الشؤون المحلية والإقليمية والدولية، وقادراً على التحرير والكتابة، وحاملاً لشهادة جامعية بكالوريوس وما فوق. ويتم اختبار 15 عنصرًا من بين المتقدمين ويحرص فيمن يتم اختيارهم أن يمثلوا مختلف الجهات الحكومية.
وفي المرحلة الأولى من التدريب يخضع الملتحقون لبرنامج تهيئة لمدة أسبوع. ثم يبدأ المنتدبون عملهم في مكتب النائب الأول لمدة ستة شهور ثم يتم تقييم منتصف السنة لاختيار بعض المنتدبين للانتقال إلي المرحلة الثانية من البرنامج لبقية العام. ومن ثم تبدأ المرحلة الثانية من التدريب حيث يتلقى المتدربون برنامج تدريبي في القيادة والإدارة إذ يواصل المنتدبون عملهم في مكتب النائب الأول لمدة ستة أشهر إضافية، بينما تكون نهاية البرنامج وتقديم العروض النهائية وشهادات الخبرة وعودة المنتدبين لوظائفهم في الجهات الحكومية المختلفة.
إن برنامج النائب الأول لتأهيل الكوادر الوطنية يعد من البرامج الحكومية التطويرية الطموحة الموجهة نحو الكوادر الوطنية ويجسد الحرص على الاعتزاز بالقدرات البحرينية والاستثمار في تطوير العنصر البشري ونقل مخرجاته إلى واقع العمل في مختلف القطاعات بما يوفره من بيئة تسهم في اكتساب الخبرات اللازمة التي تنمي الجوانب القيادية والتحليلية وتعزيزها كمهارات أساسية نحو التطوير والتغيير.
ولا شك فإن المنضمين إلى البرنامج سوف يعودون إلى مقار عملهم في الجهات الحكومية المختلفة بعد انتهاء الفترة المقررة لهم، وهم محملين بالمزيد من الخبرات والمهارات العالية التي اكتسبوها طوال انتدابهم في مكتب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء والتي تساعد على الارتقاء بمؤسساتهم ومن ثم التميز في العمل الحكومي كغاية تسعى لها القيادة الحكيمة من أجل النهوض والتنمية وتحقيق آمال المواطنين وتطلعاتهم.