روت إحدى الفتاتين المعنّفتين من الهيئة أول أمس، التي اشتهرت بـ«فتاة النخيل مول»، تفاصيل قصة مطاردتها هي وزميلتها من أمام المجمع التجاري في الرياض، واصفةً ما تعرضتا له بأنه «ظلم فادح من رجال الهيئة»، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الأربعاء (10 فبراير/ شباط 2016).
وقالت الفتاة، التي تمكنت من الهرب إلى داخل المجمع التجاري، في تواصل لها مع «الحياة» أمس (الثلثاء)، أنها كانت تسير برفقة صديقتها «المعنفة» في الشارع المقابل للمجمع التجاري للبحث عن سيارة أجرة تقلهما، وأثناء ذلك استوقفتهما دورية للهيئة وأمرهم أحد عناصرها بتغطية الوجه، إلا أنهن رفضن في البداية، قبل أن يستجبن لطلب العضو بعد أن ترجّل من السيارة. وأضافت الفتاة: «سألنا رجل الهيئة إذا ما كنا موظفات أم طالبات؟ وهمّ بإركابنا في (سيارة) جيمس الهيئة، إلا أننا رفضنا حتى يتم الاتصال بذوينا، بعد ما لاحظنا أن عدد أعضاء الهيئة في الدورية كثير، إلا أن العضو بادر ومن معه في سحبنا بالقوة». وأشارت إلى أنها فرت هاربة إلى داخل السوق، واستطردت: «كان يصرخ على رجال الأمن لإيقافي والقبض علي، إلا أنهم لم يفعلوا ذلك، وتمكنت من الهرب، بينما هربت صديقتي باتجاه الشارع العام، وحصل ما تمت مشاهدته عبر المقاطع المنتشرة».
وقالت: «صديقتي تم تهريبها من قبضة الهيئة عبر «حافلة»، ووصلت إلى البيت وهي في حال نفسية سيئة، والهيئة صادرت حقيبتها وبعض أغراضها، إلا أنها نجحت في الهرب برفقة هاتفها النقال، الذي كان يعاركها رجل الهيئة على الاستيلاء عليه».
وفي سياق متصل، أكد مصدر في مجمع النخيل مول لـ«الحياة» أمس، أن «إدارة الأمن والسلامة» في مجمع «النخيل مول» استدعت موظف الأمن مبارك الدوسري، للتحقيق معه في تصريحه إلى «الحياة» عن قصة «فتاة النخيل»، وأنها أوقفته عن العمل موقتاً حرصاً على سلامته، حتى يتم تأمين عمل له في مكان آخر». وطالب مغرّدون الأجهزة الأمنية بتوفير حماية له كي لا يتعرض للاعتداء.
وكان موظف الأمن في مجمع النخيل مول شهد على الحادثة التي ضج بها المجتمع السعودي أول من أمس (الإثنين)، واتهم رجال الهيئة بمسئوليتهم عنها. وقال الدوسري لـ«الحياة»: إن رجال الهيئة هم السبب في ما حصل، وإنهم طاردوا الفتاة نصف ساعة، قبل أن يتم إسقاطها أرضاً، وانكشاف جزء من جسدها في العلن، بحسب المشهد الذي نقلته لقطات «فيديو» حديثة أمس.
وقال حارس الأمن في المجمع مبارك الدوسري إنه فوجئ برجل الهيئة وهو يمسك بالفتاة بعنف، في محاولة لاعتقالها، ما دفعه إلى التدخل واستنقاذها من قبضته، وتمكينها من الهرب في حافلة مدرسية.